يورو 2024| التعادل بهدف يحسم الشوط الأول من مباراة بولندا وهولندا    رئيس ميناء دمياط: نشهد طفرة كبيرة فى مؤشرات الأداء التشغيلية    النائب أيمن محسب: حياة كريمة رسمت البهجة فى قلوب الأسر الفقيرة بعيد الأضحى    نتنياهو يهاجم قادة الجيش الإسرائيلي مجلس الحرب المستقيلين: «يريدان تغيير أهداف الحرب»    الشرطة الألمانية تطلق الرصاص على شخص يهاجم المارة بفأس فى مدينة هامبورج    «الزراعة»: استقبال 10 آلاف أضحية بالمجازر أول أيام عيد الأضحى    جامايكا تبحث عن انتصارها الأول في الكوبا    شكوكو ومديحة يسري وصباح.. تعرف على طقوس نجوم زمن الجميل في عيد الأضحى (صور)    "ولاد رزق 3".. وجاذبية أفلام اللصوصية    «صامدون رغم القصف».. أطفال غزة يحتفلون بعيد الأضحى وسط الأنقاض    دار الإفتاء توضح حكم التكبير في أيام التشريق عند المالكية    أعمال يوم النفر الأول.. شعائر مباركة ووداع للديار المقدسة    مباحث البحيرة تكثف جهودها لكشف غموض العثور على جثة شاب في ترعة بالبحيرة    بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. الداخلية تقيم إحتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل وتفرج عن 4199 نزيل ممن شملهم العفو (صور)    تدشين كنيسة «الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا» بنزلة سعيد بطما    موسكو تحرر بلدة زاجورنويه.. وكييف تتصدى لهجمات روسية    "يمكننا العودة باللقب".. رونالدينيو يوضح تصريحاته بشأن عدم مشاهدة البرازيل في كوبا أمريكا    تركي آل الشيخ يكشف إيرادات "ولاد رزق 3" بعد 4 أيام من عرضه    يقام ثاني أيام العيد.. حفل أنغام بالكويت يرفع شعار "كامل العدد"    الرياضة: 6 آلاف مشروع ومبادرة شبابية في جميع المحافظات    انفراجة في موجة الحر.. الأرصاد تتوقع انخفاض درجات الحرارة    أهم العادات الغذائية الصحية، لقضاء عيد الأضحى بدون مشاكل    مجازاة مفتشي ومشرفي التغذية في مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية للتقصير    ضبط 290 قضية مخدرات خلال 24 ساعة    شروط القبول في برنامج إعداد معلمي تكنولوجيا والتعلم الرقمي بجامعة القاهرة    الرى: عمل التدابير اللازمة لضمان استقرار مناسيب المياه بترعة النوبارية    "قصور الثقافة": فعاليات مكثفة للاحتفال بعيد الأضحى    طريقة حفظ لحوم الأضاحي وتجنب تلفها    قوات الاحتلال تطلق قنابل حارقة تجاه الأحراش في بلدة الناقورة جنوب لبنان    مشايخ القبائل والعواقل والفلسطينيين يهنئون محافظ شمال سيناء بعيد الأضحى المبارك    القبض على عصابة الشرطة المزيفة في الشيخ زايد    "ابني متظلمش".. مدرب الأهلي السابق يوجه رسالة للشناوي ويحذر من شوبير    «التخطيط»: تنفيذ 361 مشروعا تنمويا في الغربية بتكلفة 3.6 مليار جنيه    رونالدينيو: أشجع البرازيل فى كوبا أمريكا واللاعبون الشباب يحتاجون للدعم    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    سباليتي يضع خطة مقاومة إسبانيا    3 فئات ممنوعة من تناول الكبدة في عيد الأضحى.. تحذير خطير لمرضى القلب    ريهام سعيد: «محمد هنيدي اتقدملي ووالدتي رفضته لهذا السبب»    شاعر القبيلة مات والبرج العاجى سقط    كرة سلة.. قائمة منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024    محمد صلاح يتسبب في أزمة بين اتحاد جدة والنصر    محادثات أمريكية يابانية بشأن سبل تعزيز الردع الموسع    محافظ كفر الشيخ يشارك أطفال مستشفى الأورام فرحتهم بعيد الأضحى    وزير الإسكان: زراعة أكثر من مليون متر مربع مسطحات خضراء بدمياط الجديدة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 16 يونيو 2024    وزيرة التضامن توجه برفع درجة الاستعداد القصوى بمناسبة عيد الأضحى    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    بالصور.. اصطفاف الأطفال والكبار أمام محلات الجزارة لشراء اللحوم ومشاهدة الأضحية    قائمة شاشات التليفزيون المحرومة من نتفليكس اعتبارا من 24 يوليو    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    ارتفاع تأخيرات القطارات على معظم الخطوط في أول أيام عيد الأضحى    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    لواء إسرائيلي متقاعد: أي قرار لنتنياهو بمهاجمة حزب الله سيجلب محرقة علينا    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد ناصر الكبير    ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس عيد الأضحى    توزيع الهدايا على الأطفال بساحات كفر الشيخ في صلاة عيد الأضحى    قبلها بساعات.. تعرف على حُكم صلاة العيد وما وقتها وكيفية أدائها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تهتف: يسقط يسقط حكم العسكر

نجل عضو بالجماعة الإسلامية وألترس زملكاوى.. فى رَكب شهداء
فى خضم الكر والفر فى ميدان التحرير، وفى أثناء عواصف الرصاص المطلق من قوات الأمن والشرطة العسكرية صباح أمس، استشهد محمد أحمد عبادى 17 سنة، ابن الشيخ أحمد عبادى أحد أعضاء الجماعة الإسلامية فى الكوم الأحمر بالجيزة، وكان محمد قد أصيب بطلق نارى فى أثناء الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وتم نقل جثمانه إلى مشرحة زينهم. وفى نفس التوقيت تقريبا، أصيب طلحة، 21 سنة، نجل الشيخ حمدى أبو القاسم من أعضاء الجماعة الإسلامية بإمبابة بطلق نارى اخترق صدره وخرج من الناحية الأخرى، وحالته فى تحسن إلى حد ما.
وفى أثناء مشاركتهم فى مظاهرات ميدان التحرير الحالية، استشهد أحد أعضاء رابطة «وايت نايتس» الزملكاوية، وهو شهاب الدين محمود، 25 عاما، بعد اعتداء عدد من أفراد الأمن المركزى عليه فى الاشتباكات الدامية التى وقعت خلال اليومين الماضيين.
الرابطة الزملكاوية أكدت أنهم لن يتركوا دم زميلهم يذهب هدرا، وأنهم سيأخذون حقه من «فلول» وزارة الداخلية الذين يتعاملون بوحشية مع المتظاهرين.
«وايت نايتس» أضافت أن مكان تجمعهم فى الميدان حاليا، أمام مجمع التحرير الذى ينطلقون منه وينظمون صفوفهم من خلاله، بينما كشف عضو بالرابطة عن إصابة أحد منهم بقطع إصبع من أصابعه جراء الاشتباكات، بالإضافة إلى إصابات أخرى بأعضاء آخرين.
الرابطة أعلنت صراحة أنها لن تغادر ميدان التحرير إلا بعد الحصول على حق أعضائها، سواء المتوفين أو المصابين، بالإضافة إلى تحديد المجلس العسكرى جدولا زمنيا لتسليم السلطة، تنفيذا لمطالب ثورة 25 يناير.
الإسكندرية:
آلاف أمام المنطقة الشمالية
نفس السيناريو تكرر فى الإسكندرية، التى حاصر ثوارها -بحسب مراسلينا هناك- مبنى مديرية الأمن وحاولوا اقتحامه، ولكن حال بينهم وبين ذلك قوات الجيش. فانطلقت المسيرات فى كل مكان، أبرزها مظاهرة نشطاء الإسكندرية التى كان قوامها نحو 15 ألفا، واتجهت إلى المنطقة الشمالية العسكرية، إلى جانب مسيرات أخرى كانت تبدأ أو تنتهى فى نفس المكان، وهتف المتظاهرون «عايزينها مدنية».
وتظاهر ما يقرب من 7 آلاف طالب بكليات جامعة الإسكندرية، ظهر أمس، داخل الحرم الجامعى، احتجاجا على أحداث العنف ضد المتظاهرين فى ميدان التحرير.
الإسماعيلية والسويس:
الأربعين.. يستعيد أجواء يناير
قوات الجيش فى الإسماعيلية تصدت بدورها، لمحاولات مجهولين الهجوم، واقتحام مبانى قسم شرطة أول وثانى الإسماعيلية، فى وقت مبكر من صباح أمس، وقالت مصادر أمنية إن عناصر مجهولة قامت بمحاولات لاقتحام مبانى قسمى الشرطة، فى أوقات متتالية استمرت حتى فجر أمس، بعد رشق المبنيين بالحجارة، وأضافت المصادر أن ثلاث سيارات شرطة على الأقل قد تم تحطيمها فى المواجهات.
اشتباكات عنيفة، شهدتها مدينة السويس الباسلة، بين قوات الجيش والمتظاهرين، بعد احتشاد 2000 متظاهر بميدان الشهداء فى حى الأربعين، تضامنا مع مظاهرات التحرير، منددين باستخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين ووقوع ضحايا. وقالت مصادر أمنية إن عناصر مجهولة هى التى هاجمت قوات الجيش.
الدقهلية
آلاف فى المظاهرات.. وبدء الاعتصام
تواصلت مظاهرات القوى المدنية، بحسب زميلنا، حيث نظم المئات من أعضاء حركة «6 أبريل» وشباب الميدان بالمنصورة اعتصاما فى السابعة من مساء أمس أمام ديوان عام محافظة الدقهلية، وتركزت هتافات المتظاهرين على مهاجمة المشير طنطاوى والمجلس العسكرى، كما نظم شباب حركة «6 أبريل» بجامعة المنصورة تظاهرة حاشدة بدأت من أمام كلية الهندسة فى الثانية عشرة والنصف ظهر أمس وصولا إلى كلية التربية تنديدا باعتداء الداخلية على ثوار التحرير، وقد ردد الطلاب المتظاهرون هتافات (يسقط يسقط حكم العسكر)، ووصل عدد المتظاهرين فى منتصف يوم أمس إلى خمسة آلاف متظاهر جابوا شوارع المنصورة.
قنا:
إصابات وقنابل.. وانسحاب للسلفيين
وعلى غرار التحرير، أصيب خمسة أشخاص بإصابات وكدمات، من بينهم ثلاثة مجندين بالأمن المركزى، نتيجة اشتباكات وقعت بين الشرطة والمتظاهرين، أمام مديرية الأمن بقنا، عقب محاولة المتظاهرين اقتحام مبنى مديرية الأمن، مما دعا الشرطة إلى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، فيما برر السلفيون انسحابهم من المظاهرات بأنهم «لديهم معلومات عن وجود محاولات للوقيعة بين الشرطة والثوار».
وفى الأقصر، وصلت تعزيزات أمنية مكثفة إلى مركز شرطة مدينة أرمنت، جنوب غرب الأقصر، وقامت قوات الأمن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، لتفريق مئات المتظاهرين المتجمهرين، الذين حاولوا اقتحام المركز لتهريب 35 مسجونا.
المنيا
دعوات لإقالة منصور عيسوى
«زنقة زنقة دار دار.. الداخلية تولع نار».. هتاف ردده مئات من شباب المنيا أمام مديرية أمن المنيا، احتجاجا على الاعتداء على متظاهرى التحرير، وهو ما دفع أيضا المئات من المواطنين العاديين إلى الانضمام إليهم ومحاصرة مبنى المديرية الذى يقع على كورنيش النيل، للمطالبة بإقالة منصور عيسوى وزير الداخلية، إضافة إلى تسليم السلطة للمدنيين وإقالة حكومة شرف.
أسيوط:
حصار للمديرية برفقة الألتراس
المتظاهرون فى محافظة أسيوط حاصروا مبنى مديرية الأمن أول من أمس، بعد مظاهرة حاشدة طافت شوارع المدينة للتنديد بأحداث ميدان التحرير خلال اليومين الماضيين، وانضم إليهم ألتراس فريقى الأهلى والزمالك، حيث قاموا بإشعال الشماريخ أمام المديرية، التى استدعت قوات الجيش والأمن المركزى، لتأمين المبنى، إلاأن قوات الأمن تراجعت أمام زيادة عدد المتظاهرين واحتمت بمبنى المديرية وأغلقت أبوابها، فيما ردد المتظاهرون هتاف «الداخلية هى هى نفس سياسة البلطجية».
سوهاج:
الاعتصام بدأ فى «الثقافة»
وفى سوهاج، وبحسب مراسلنا وائل بدوى، تجمعت حشود كبيرة من الشباب فى مظاهرة حاشدة بدأت من عند مقر جامعة سوهاج، واتجهت إلى مديرية أمن سوهاج، ومبنى ديوان عام المحافظة، ثم توجهت إلى ميدان الثقافة، أشهر ميادين المحافظة، ليعلنوا اعتصامهم هناك، مطالبين بتخلى المجلس العسكرى عن السلطة، وضرورة إقالة وزير الداخلية.. فلول أسوان، لم يبتعدوا عن المشهد، وإنما اقتحموه ليزيدوا الطين بلة، حيث اعترضوا طريق مسيرة للقوى السياسية للتنديد بأحداث التحرير، ونظموا -بحسب مراسلنا عوض سليم- مظاهرة مضادة، لتأييد المجلس العسكرى، مطالبين بعدم المساس بالمجلس والقوات المسلحة.
المحلة:
البلطجية فى مواجهة المتظاهرين
الاحتجاجات المنددة بالعنف ضد الثوار فى ميدان التحرير تواصلت لليوم الثانى على التوالى فى مدينة المحلة الكبرى فى محافظة الغربية، حيث خرج ما يقرب من 3 آلاف متظاهر فى المحلة فى مسيرة حاشدة انطلقت من ميدان الشون، بينما حاصر ما يقرب من ألف متظاهر ديوان محافظة الغربية فى طنطا. فيما حاول بعض البلطجية التسلل وسط المتظاهرين، ولكن أحبطهم ثوار المحلة.
بنى سويف:
مسيرات حاشدة وهتافات ضد العسكر
التيارات السياسية فى محافظة الفيوم، بدورها، نظمت مسيرات أمس فى شوارع المحافظة، تضامنا مع الثوار فى ميدان التحرير، الذين أصيب بعضهم، ولقى البعض الآخر حتفه، مطالبين بالوقف الفورى لأعمال العنف، بينما نظم طلاب جامعة الفيوم مظاهرات حاشدة، للتضامن مع الثورة ومطالبة المجلس العسكرى بتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة.
الأمر نفسه تكرر فى محافظة بنى سويف، التى خرج طلابها بمسيرة كبيرة طافت جميع أنحاء الجامعة، للمطالبة بإنهاء الحكم العسكرى للبلاد، ووقف العنف ضد المدنيين، وهتف الطلاب، «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«ارحل ارحل يا مشير.. مش حاسين بالتغيير».
الآلاف يهتفون ضد «العسكرى» تأييدا لمعتصمى الميدان.. ويطالبون بجدول زمنى لتسليم السلطة
مسيرات الغضب الطلابية واصلت أمس لليوم الثانى تدفقها إلى ميدان التحرير للانضمام إلى المعتصمين حيث توجه عدد من طلاب جامعتى القاهرة وعين شمس فى مسيرات حاشدة نحو الميدان، بينما تظاهر الآلاف من طلاب الجامعات الأخرى مثل الإسكندرية والمنصورة والمنوفية وبنى سويف تنديدا بقمع متظاهرى التحرير وسقوط شهداء جدد على خلفية اقتحام قوات مشتركة من الشرطة العسكرية والأمن المركزى ميدان التحرير وسقوط أكثر من 40 شهيدا حتى الآن.. الطلاب أعلنوا تأييدهم الكامل لمطالب معتصمى التحرير، وفى مقدمتها وضع جدول زمنى معلن لتسليم السلطة إلى المدنيين بحد أقصى نهاية أبريل المقبل والإقالة الفورية لحكومة الدكتور عصام شرف وإعادة هيكلة وزارة الداخلية والأمن المركزى والأمن الوطنى ومحاكمة أفراد الشرطة المتورطين فى قتل المتظاهرين.. مسيرتان انطلقتا من جامعة عين شمس وحدها لدعم متظاهرى التحرير.. الأولى منهما انطلقت من أمام كلية الحقوق وطافت الحرم الجامعى، ثم تحركت إلى الجهة الأخرى حيث كلية التجارة، إذ زاد العدد بشكل ملحوظ، أما المسيرة الأخرى فانطلقت من كلية الطب متجهة إلى ميدان التحرير محملة بالأدوية اللازمة للمستشفى الميدانى.. هتافات الطلاب الغاضبة انصبت فى معظمها ضد المجلس العسكرى «عسكر يحكم مدنى، ليه، إحنا كتيبة ولّا إيه.. الشعب يريد إسقاط المشير.. إرحل إرحل» «شالوا مبارك، جابوا مشير.. راجعين تانى للتحرير، الشعب يريد إسقاط النظام» كما رددوا شعارات «يا دى الذل ويادى العار، أخ بيضرب اخوه بالنار».. المسيرات ضمت أفرادا من ألتراس الأهلاوى ووايت نايتس الزملكاوى، وسط غياب تام لطلاب الإخوان المسلمين الذين انشغلوا بتنظيم حملات توعية سياسية تحث على ضرورة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة، بينما شهدت المظاهرات الأخرى مشاركات إخوانية محدودة، خصوصا فى جامعة القاهرة التى طاف المئات من طلابها كليات الجامعة فى مسيرة تطورت إلى تظاهرة كبرى بعد انضمام مواطنين إليها عقب خروجها من الحرم الجامعى.
فى الميدان.. «نصف هدنة» بلا ضمانات
مستشفيات ميدانية بديلة فى مسجد عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة
«هنا ميدانك هنا مكانك هنا جامع وكنيسة وبرلمان». كلمات على رصيف ميدان التحرير، تستقبل زواره عند المداخل. كتبها ثوار الميدان، ليلا، وقت الهدنة «المزعومة» مع قوات الأمن، وجاء الصباح، فتاهت تحت أقدام الجميع، بفعل الكر والفر حين تجددت الاشتباكات بين الطرفين.
هدوء توقعه الجميع، بعد إعلان إمام مسجد عمر مكرم، الشيخ مظهر شاهين، عبر ميكروفون المسجد، قبل صلاة الفجر، عن توصله إلى اتفاق هدنة مؤقتة، بين قوات الداخلية والشرطة العسكرية، وشباب الثوار، على أن يظل الشباب معتصمين فى الميدان، دون اشتباك مع قوات الأمن.
لكن حقيقة الأمر أن الاشتباكات لم تنقطع كليا، فقط تباينت حدتها من وقت إلى آخر، وإن بقيت سحب دخان القنابل المسيلة للدموع مسيطرة على خلفية المشهد. شهود عيان أكدوا أن «تحرش الشرطة» تجدد بعد اندلاع حريق «نصف غامض» فى إحدى عمائر شارع الفلكى، ومطالبة المتظاهرين بدخول عربة مطافئ لإخماد النيران، فردت قوات الشرطة بقنابل الغاز، فعادت الجموع من الميدان إلى شارع محمد محمود مجددا، ومن ثم جدد «عداد الإصابات والضحايا» نشاطه.
لا ضمانات ولا توقعات تصلح لقراءة المشهد التالى فى الميدان حتى الآن.ليست المدارس وحدها، لكن وقوع مبنى الجامعة الأمريكية بالقرب من ميدان التحرير، جعلها طرفا فى الحدث، خصوصا بعد إلقاء قنابل غاز مسيل للدموع على متظاهرى الميدان، من أعلى مبانى الجامعة. وهو ما دفع إدارة الجامعة إلى إصدار بيان سريع مساء أمس، تشير فيه إلى انزعاجها الشديد بعد تلقيها تقارير شهود عيان من طلاب الجامعة، تفيد بإلقاء عبوات من الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من داخل حرم الجامعة. مشددة على «اقتحام عدد من الدخلاء، بعضهم مسلح، حرم الجامعة، ونجح أمن الجامعة فى القبض على سبعة منهم وتسليمهم إلى الشرطة».. الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، علّق على ما تعرض له أطباء الميدان بقوله إن استهداف المستشفيات الميدانية إجراء لا يليق إلا بدولة الكيان الصهيونى.
مذبحة المغرب
أطباء الميدان: قوات الأمن اقتحمت المستشفى الميدانى.. والشرطة العسكرية دخلت ب«الموتوسيكلات»
هى مذبحة حقيقية، لا تقل بشاعة عن تلك التى نفذتها الشرطة العسكرية أمام مبنى ماسبيرو بحق المتظاهرين السلميين. أول من أمس، ومع تواصل الاشتباكات فى ميدان التحرير، ومعارك الكر والفر فى شارع محمد محمود، واقتحام الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزى الميدان وحرق خيام المعتصمين، وأمتعتهم والمستشفى الميدانى لعلاج المصابين، لم يختلف المشهد كثيرا عن فيلم «واسلاماه»، الذى شوهد فيه جيش الأعداء، يغدر بالمسلمين وهم يؤدون الصلاة.
عدد من المتظاهرين اصطفوا لأداء صلاة المغرب بجوار الصينية فى الميدان، فقامت قوات الأمن المركزى ترافقها الشرطة العسكرية بالهجوم على المصلين من الخلف، وحرق دراجات بخارية كانت بجوارهم، يستخدمونها لنقل المصابين إلى المستشفيات الميدانية، ليسقط عدد من المصلين ما بين شهيد وجريح، ثم دخل الجنود إلى صينية الميدان فاقتلعوا الخيام وأشعلوا فيها النيران، وما هى إلا ثوان معدودة حتى تزايدت القوات القادمة من جانب المتحف المصرى وشارعى طلعت حرب وقصر النيل يرتادون دراجات بخارية، فوجد بقايا الشباب الموجودين فى الميدان أنفسهم فى مرمى النيران، وبين إطلاق الرصاص المطاطى والخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وقيام الشباب بقذف الجنود بالحجارة، سقط عدد كبير ما بين جريح وشهيد، فتفرق المتظاهرون فى شوارع وسط البلد، وعلى كوبرى قصل النيل وداخل محطات المترو التى امتد إليها آثار الغاز المسيل الدموع.
زاد من حالة الارتباك والفوضى قطع التيار الكهربائى عن ميدان التحرير، فى حين تكسو السماء ظلمة قاتمة، وما هى إلا دقائق حتى نجح المتظاهرون فى صد الهجوم والعودة إلى الميدان.
فى تمام التاسعة مساء، حدث هجوم جديد على المستشفى الميدانى، لكن الثوار أقاموا لجانا شعبية لحماية المستشفى، وتحفظوا على اثنين من الجنود، ما دفع باقى المجندين للتراجع.
المتظاهرون لم يذهبوا ل«الداخلية».. والشرطة اقتحمت الميدان
لو ذهب المتظاهرون إلى مبنى الوزارة لكانت أعداد القتلى والمصابين أضعاف الأعداد المعلن عنها
لا يخلو حديث فى وسائل الإعلام فى أثناء تغطية أحداث ميدان التحرير من الإشارة إلى محاولة المتظاهرين الذهاب إلى وزارة الداخلية. وهو حديث يبدو غامضا لكثير ممن شاركوا المتظاهرين غضبهم، ولم يذهبوا أو يشاركوا فى أى مسيرة أو مظاهرة تتجه إلى مقر الداخلية، وكلام يفتقر كثيرا إلى الدقة والموضوعية معا. أولا يفتقر إلى الدقة، لأنه لم نر وسيلة إعلام واحدة -وما أكثرها- ترصد محاولة ذهاب المتظاهرين إلى محيط الوزارة. وثانيا لأن الموضوعية تقتضى قراءة الأحداث من بدايتها. والبداية معروفة، هجوم كاسح على مصابى الثورة وفض اعتصامهم بالقوة. هذا هو المشهد فى البداية، أما تطوراته المؤسفة، التى صورت للبعض أن المتظاهرين يستهدفون الوزارة، فمردها إلى أن البعض يحاول تبرير وحشية ضباط العيسوى ضد المتظاهرين العزل.
السؤال الذى يبحث عن إجابة فى غبار الأحداث التى يغطى سماء التحرير: لماذا يذهب المتظاهرون إلى وزارة الداخلية؟ الإجابة على طريقة كتب مدارس وزارة التربية والتعليم.. إما غضب مما جرى لزملائهم، وإما أنهم يتبعون سياسة الهجوم خير وسيلة للدفاع. الإجابتان خطأ. فالثوار عادوا إلى أجواء يناير، التى كانت تضع نصب أعينها السيطرة فقط على الميدان باعتباره الأكثر أمانا. والقراءة التفصيلية لمشاهد ما حدث يوم 19 و20 و21 نوفمبر الجارى يؤكد هذا.. السؤال الأهم الذى لا يجد إجابة: إذا كان المتظاهرون ذهبوا -أو حاولوا الذهاب- إلى الوزارة كيف هاجمت قوات الشرطة ليلة أول من أمس المستشفى الميدانى أكثر من مرة، وأطلقت عليه القنابل المسيلة للدموع؟ مع العلم أن كل الدعوات المطالبة بمهاجمة «الداخلية» بين صفوف المتظاهرين لم تلق أى صدٍ أو تجاوب، وكانت تقابلها وجهات نظر أخرى تطالب بضبط النفس والبقاء فى الميدان حتى لا يتم اقتحامه بعد استدارجهم إلى الخارج.
هذه هى صورة الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين خلال اليومين الماضيين، وهى صورة تشير إلى أن ما تردد عن محاولة الذهاب إلى الوزارة غير صحيح بالمرة، لأن هذا معناه أن أعداد الضحايا والمصابين التى أعلن عنها كانت ستكون أضعافا بل ثلاثة أضعاف ما أعلن عنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.