أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    أسعار الدواجن اليوم الجمعة 9-5-2025 في محافظة الفيوم    الجيش الهندي: القوات الباكستانية انتهكت وقف إطلاق النار في جامو وكشمير    إضاءة مبنى "إمباير ستيت" باللونين الذهبي والأبيض احتفاء بأول بابا أمريكي للفاتيكان    المهمة الأولى ل الرمادي.. تشكيل الزمالك المتوقع أمام سيراميكا كليوباترا    جوميز: مواجهة الوحدة هي مباراة الموسم    خريطة الحركة المرورية اليوم بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    حفل أسطوري..عمرو دياب يشعل "الارينا" في أعلى حضور جماهيري بالكويت    «أوقاف شمال سيناء»: عقد مجالس الفقه والإفتاء في عدد من المساجد الكبرى غدًا    ارتفاع صادرات الصين بنسبة 8% في أبريل    زيلينسكى يعلن أنه ناقش خطوات إنهاء الصراع مع ترامب    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    تكريم حنان مطاوع في «دورة الأساتذة» بمهرجان المسرح العالمي    فرص تأهل منتخب مصر لربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب قبل مباراة تنزانيا اليوم    حبس المتهمين بسرقة كابلات كهربائية بالطريق العام بمنشأة ناصر    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    جدول مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    مستأجرو "الإيجار القديم": دفعنا "خلو" عند شراء الوحدات وبعضنا تحمل تكلفة البناء    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    زيلينسكي: هدنة ال30 يومًا ستكون مؤشرًا حقيقيًا على التحرك نحو السلام    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    بنك القاهرة بعد حريق عقار وسط البلد: ممتلكات الفرع وبيانات العملاء آمنة    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    في عطلة البنوك .. آخر تحديث لسعر الدولار اليوم بالبنك المركزي المصري    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    سهير رمزي تعلق على أزمة بوسي شلبي وورثة الفنان محمود عبد العزيز    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تهتف: يسقط يسقط حكم العسكر

نجل عضو بالجماعة الإسلامية وألترس زملكاوى.. فى رَكب شهداء
فى خضم الكر والفر فى ميدان التحرير، وفى أثناء عواصف الرصاص المطلق من قوات الأمن والشرطة العسكرية صباح أمس، استشهد محمد أحمد عبادى 17 سنة، ابن الشيخ أحمد عبادى أحد أعضاء الجماعة الإسلامية فى الكوم الأحمر بالجيزة، وكان محمد قد أصيب بطلق نارى فى أثناء الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وتم نقل جثمانه إلى مشرحة زينهم. وفى نفس التوقيت تقريبا، أصيب طلحة، 21 سنة، نجل الشيخ حمدى أبو القاسم من أعضاء الجماعة الإسلامية بإمبابة بطلق نارى اخترق صدره وخرج من الناحية الأخرى، وحالته فى تحسن إلى حد ما.
وفى أثناء مشاركتهم فى مظاهرات ميدان التحرير الحالية، استشهد أحد أعضاء رابطة «وايت نايتس» الزملكاوية، وهو شهاب الدين محمود، 25 عاما، بعد اعتداء عدد من أفراد الأمن المركزى عليه فى الاشتباكات الدامية التى وقعت خلال اليومين الماضيين.
الرابطة الزملكاوية أكدت أنهم لن يتركوا دم زميلهم يذهب هدرا، وأنهم سيأخذون حقه من «فلول» وزارة الداخلية الذين يتعاملون بوحشية مع المتظاهرين.
«وايت نايتس» أضافت أن مكان تجمعهم فى الميدان حاليا، أمام مجمع التحرير الذى ينطلقون منه وينظمون صفوفهم من خلاله، بينما كشف عضو بالرابطة عن إصابة أحد منهم بقطع إصبع من أصابعه جراء الاشتباكات، بالإضافة إلى إصابات أخرى بأعضاء آخرين.
الرابطة أعلنت صراحة أنها لن تغادر ميدان التحرير إلا بعد الحصول على حق أعضائها، سواء المتوفين أو المصابين، بالإضافة إلى تحديد المجلس العسكرى جدولا زمنيا لتسليم السلطة، تنفيذا لمطالب ثورة 25 يناير.
الإسكندرية:
آلاف أمام المنطقة الشمالية
نفس السيناريو تكرر فى الإسكندرية، التى حاصر ثوارها -بحسب مراسلينا هناك- مبنى مديرية الأمن وحاولوا اقتحامه، ولكن حال بينهم وبين ذلك قوات الجيش. فانطلقت المسيرات فى كل مكان، أبرزها مظاهرة نشطاء الإسكندرية التى كان قوامها نحو 15 ألفا، واتجهت إلى المنطقة الشمالية العسكرية، إلى جانب مسيرات أخرى كانت تبدأ أو تنتهى فى نفس المكان، وهتف المتظاهرون «عايزينها مدنية».
وتظاهر ما يقرب من 7 آلاف طالب بكليات جامعة الإسكندرية، ظهر أمس، داخل الحرم الجامعى، احتجاجا على أحداث العنف ضد المتظاهرين فى ميدان التحرير.
الإسماعيلية والسويس:
الأربعين.. يستعيد أجواء يناير
قوات الجيش فى الإسماعيلية تصدت بدورها، لمحاولات مجهولين الهجوم، واقتحام مبانى قسم شرطة أول وثانى الإسماعيلية، فى وقت مبكر من صباح أمس، وقالت مصادر أمنية إن عناصر مجهولة قامت بمحاولات لاقتحام مبانى قسمى الشرطة، فى أوقات متتالية استمرت حتى فجر أمس، بعد رشق المبنيين بالحجارة، وأضافت المصادر أن ثلاث سيارات شرطة على الأقل قد تم تحطيمها فى المواجهات.
اشتباكات عنيفة، شهدتها مدينة السويس الباسلة، بين قوات الجيش والمتظاهرين، بعد احتشاد 2000 متظاهر بميدان الشهداء فى حى الأربعين، تضامنا مع مظاهرات التحرير، منددين باستخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين ووقوع ضحايا. وقالت مصادر أمنية إن عناصر مجهولة هى التى هاجمت قوات الجيش.
الدقهلية
آلاف فى المظاهرات.. وبدء الاعتصام
تواصلت مظاهرات القوى المدنية، بحسب زميلنا، حيث نظم المئات من أعضاء حركة «6 أبريل» وشباب الميدان بالمنصورة اعتصاما فى السابعة من مساء أمس أمام ديوان عام محافظة الدقهلية، وتركزت هتافات المتظاهرين على مهاجمة المشير طنطاوى والمجلس العسكرى، كما نظم شباب حركة «6 أبريل» بجامعة المنصورة تظاهرة حاشدة بدأت من أمام كلية الهندسة فى الثانية عشرة والنصف ظهر أمس وصولا إلى كلية التربية تنديدا باعتداء الداخلية على ثوار التحرير، وقد ردد الطلاب المتظاهرون هتافات (يسقط يسقط حكم العسكر)، ووصل عدد المتظاهرين فى منتصف يوم أمس إلى خمسة آلاف متظاهر جابوا شوارع المنصورة.
قنا:
إصابات وقنابل.. وانسحاب للسلفيين
وعلى غرار التحرير، أصيب خمسة أشخاص بإصابات وكدمات، من بينهم ثلاثة مجندين بالأمن المركزى، نتيجة اشتباكات وقعت بين الشرطة والمتظاهرين، أمام مديرية الأمن بقنا، عقب محاولة المتظاهرين اقتحام مبنى مديرية الأمن، مما دعا الشرطة إلى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، فيما برر السلفيون انسحابهم من المظاهرات بأنهم «لديهم معلومات عن وجود محاولات للوقيعة بين الشرطة والثوار».
وفى الأقصر، وصلت تعزيزات أمنية مكثفة إلى مركز شرطة مدينة أرمنت، جنوب غرب الأقصر، وقامت قوات الأمن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، لتفريق مئات المتظاهرين المتجمهرين، الذين حاولوا اقتحام المركز لتهريب 35 مسجونا.
المنيا
دعوات لإقالة منصور عيسوى
«زنقة زنقة دار دار.. الداخلية تولع نار».. هتاف ردده مئات من شباب المنيا أمام مديرية أمن المنيا، احتجاجا على الاعتداء على متظاهرى التحرير، وهو ما دفع أيضا المئات من المواطنين العاديين إلى الانضمام إليهم ومحاصرة مبنى المديرية الذى يقع على كورنيش النيل، للمطالبة بإقالة منصور عيسوى وزير الداخلية، إضافة إلى تسليم السلطة للمدنيين وإقالة حكومة شرف.
أسيوط:
حصار للمديرية برفقة الألتراس
المتظاهرون فى محافظة أسيوط حاصروا مبنى مديرية الأمن أول من أمس، بعد مظاهرة حاشدة طافت شوارع المدينة للتنديد بأحداث ميدان التحرير خلال اليومين الماضيين، وانضم إليهم ألتراس فريقى الأهلى والزمالك، حيث قاموا بإشعال الشماريخ أمام المديرية، التى استدعت قوات الجيش والأمن المركزى، لتأمين المبنى، إلاأن قوات الأمن تراجعت أمام زيادة عدد المتظاهرين واحتمت بمبنى المديرية وأغلقت أبوابها، فيما ردد المتظاهرون هتاف «الداخلية هى هى نفس سياسة البلطجية».
سوهاج:
الاعتصام بدأ فى «الثقافة»
وفى سوهاج، وبحسب مراسلنا وائل بدوى، تجمعت حشود كبيرة من الشباب فى مظاهرة حاشدة بدأت من عند مقر جامعة سوهاج، واتجهت إلى مديرية أمن سوهاج، ومبنى ديوان عام المحافظة، ثم توجهت إلى ميدان الثقافة، أشهر ميادين المحافظة، ليعلنوا اعتصامهم هناك، مطالبين بتخلى المجلس العسكرى عن السلطة، وضرورة إقالة وزير الداخلية.. فلول أسوان، لم يبتعدوا عن المشهد، وإنما اقتحموه ليزيدوا الطين بلة، حيث اعترضوا طريق مسيرة للقوى السياسية للتنديد بأحداث التحرير، ونظموا -بحسب مراسلنا عوض سليم- مظاهرة مضادة، لتأييد المجلس العسكرى، مطالبين بعدم المساس بالمجلس والقوات المسلحة.
المحلة:
البلطجية فى مواجهة المتظاهرين
الاحتجاجات المنددة بالعنف ضد الثوار فى ميدان التحرير تواصلت لليوم الثانى على التوالى فى مدينة المحلة الكبرى فى محافظة الغربية، حيث خرج ما يقرب من 3 آلاف متظاهر فى المحلة فى مسيرة حاشدة انطلقت من ميدان الشون، بينما حاصر ما يقرب من ألف متظاهر ديوان محافظة الغربية فى طنطا. فيما حاول بعض البلطجية التسلل وسط المتظاهرين، ولكن أحبطهم ثوار المحلة.
بنى سويف:
مسيرات حاشدة وهتافات ضد العسكر
التيارات السياسية فى محافظة الفيوم، بدورها، نظمت مسيرات أمس فى شوارع المحافظة، تضامنا مع الثوار فى ميدان التحرير، الذين أصيب بعضهم، ولقى البعض الآخر حتفه، مطالبين بالوقف الفورى لأعمال العنف، بينما نظم طلاب جامعة الفيوم مظاهرات حاشدة، للتضامن مع الثورة ومطالبة المجلس العسكرى بتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة.
الأمر نفسه تكرر فى محافظة بنى سويف، التى خرج طلابها بمسيرة كبيرة طافت جميع أنحاء الجامعة، للمطالبة بإنهاء الحكم العسكرى للبلاد، ووقف العنف ضد المدنيين، وهتف الطلاب، «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«ارحل ارحل يا مشير.. مش حاسين بالتغيير».
الآلاف يهتفون ضد «العسكرى» تأييدا لمعتصمى الميدان.. ويطالبون بجدول زمنى لتسليم السلطة
مسيرات الغضب الطلابية واصلت أمس لليوم الثانى تدفقها إلى ميدان التحرير للانضمام إلى المعتصمين حيث توجه عدد من طلاب جامعتى القاهرة وعين شمس فى مسيرات حاشدة نحو الميدان، بينما تظاهر الآلاف من طلاب الجامعات الأخرى مثل الإسكندرية والمنصورة والمنوفية وبنى سويف تنديدا بقمع متظاهرى التحرير وسقوط شهداء جدد على خلفية اقتحام قوات مشتركة من الشرطة العسكرية والأمن المركزى ميدان التحرير وسقوط أكثر من 40 شهيدا حتى الآن.. الطلاب أعلنوا تأييدهم الكامل لمطالب معتصمى التحرير، وفى مقدمتها وضع جدول زمنى معلن لتسليم السلطة إلى المدنيين بحد أقصى نهاية أبريل المقبل والإقالة الفورية لحكومة الدكتور عصام شرف وإعادة هيكلة وزارة الداخلية والأمن المركزى والأمن الوطنى ومحاكمة أفراد الشرطة المتورطين فى قتل المتظاهرين.. مسيرتان انطلقتا من جامعة عين شمس وحدها لدعم متظاهرى التحرير.. الأولى منهما انطلقت من أمام كلية الحقوق وطافت الحرم الجامعى، ثم تحركت إلى الجهة الأخرى حيث كلية التجارة، إذ زاد العدد بشكل ملحوظ، أما المسيرة الأخرى فانطلقت من كلية الطب متجهة إلى ميدان التحرير محملة بالأدوية اللازمة للمستشفى الميدانى.. هتافات الطلاب الغاضبة انصبت فى معظمها ضد المجلس العسكرى «عسكر يحكم مدنى، ليه، إحنا كتيبة ولّا إيه.. الشعب يريد إسقاط المشير.. إرحل إرحل» «شالوا مبارك، جابوا مشير.. راجعين تانى للتحرير، الشعب يريد إسقاط النظام» كما رددوا شعارات «يا دى الذل ويادى العار، أخ بيضرب اخوه بالنار».. المسيرات ضمت أفرادا من ألتراس الأهلاوى ووايت نايتس الزملكاوى، وسط غياب تام لطلاب الإخوان المسلمين الذين انشغلوا بتنظيم حملات توعية سياسية تحث على ضرورة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة، بينما شهدت المظاهرات الأخرى مشاركات إخوانية محدودة، خصوصا فى جامعة القاهرة التى طاف المئات من طلابها كليات الجامعة فى مسيرة تطورت إلى تظاهرة كبرى بعد انضمام مواطنين إليها عقب خروجها من الحرم الجامعى.
فى الميدان.. «نصف هدنة» بلا ضمانات
مستشفيات ميدانية بديلة فى مسجد عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة
«هنا ميدانك هنا مكانك هنا جامع وكنيسة وبرلمان». كلمات على رصيف ميدان التحرير، تستقبل زواره عند المداخل. كتبها ثوار الميدان، ليلا، وقت الهدنة «المزعومة» مع قوات الأمن، وجاء الصباح، فتاهت تحت أقدام الجميع، بفعل الكر والفر حين تجددت الاشتباكات بين الطرفين.
هدوء توقعه الجميع، بعد إعلان إمام مسجد عمر مكرم، الشيخ مظهر شاهين، عبر ميكروفون المسجد، قبل صلاة الفجر، عن توصله إلى اتفاق هدنة مؤقتة، بين قوات الداخلية والشرطة العسكرية، وشباب الثوار، على أن يظل الشباب معتصمين فى الميدان، دون اشتباك مع قوات الأمن.
لكن حقيقة الأمر أن الاشتباكات لم تنقطع كليا، فقط تباينت حدتها من وقت إلى آخر، وإن بقيت سحب دخان القنابل المسيلة للدموع مسيطرة على خلفية المشهد. شهود عيان أكدوا أن «تحرش الشرطة» تجدد بعد اندلاع حريق «نصف غامض» فى إحدى عمائر شارع الفلكى، ومطالبة المتظاهرين بدخول عربة مطافئ لإخماد النيران، فردت قوات الشرطة بقنابل الغاز، فعادت الجموع من الميدان إلى شارع محمد محمود مجددا، ومن ثم جدد «عداد الإصابات والضحايا» نشاطه.
لا ضمانات ولا توقعات تصلح لقراءة المشهد التالى فى الميدان حتى الآن.ليست المدارس وحدها، لكن وقوع مبنى الجامعة الأمريكية بالقرب من ميدان التحرير، جعلها طرفا فى الحدث، خصوصا بعد إلقاء قنابل غاز مسيل للدموع على متظاهرى الميدان، من أعلى مبانى الجامعة. وهو ما دفع إدارة الجامعة إلى إصدار بيان سريع مساء أمس، تشير فيه إلى انزعاجها الشديد بعد تلقيها تقارير شهود عيان من طلاب الجامعة، تفيد بإلقاء عبوات من الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من داخل حرم الجامعة. مشددة على «اقتحام عدد من الدخلاء، بعضهم مسلح، حرم الجامعة، ونجح أمن الجامعة فى القبض على سبعة منهم وتسليمهم إلى الشرطة».. الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، علّق على ما تعرض له أطباء الميدان بقوله إن استهداف المستشفيات الميدانية إجراء لا يليق إلا بدولة الكيان الصهيونى.
مذبحة المغرب
أطباء الميدان: قوات الأمن اقتحمت المستشفى الميدانى.. والشرطة العسكرية دخلت ب«الموتوسيكلات»
هى مذبحة حقيقية، لا تقل بشاعة عن تلك التى نفذتها الشرطة العسكرية أمام مبنى ماسبيرو بحق المتظاهرين السلميين. أول من أمس، ومع تواصل الاشتباكات فى ميدان التحرير، ومعارك الكر والفر فى شارع محمد محمود، واقتحام الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزى الميدان وحرق خيام المعتصمين، وأمتعتهم والمستشفى الميدانى لعلاج المصابين، لم يختلف المشهد كثيرا عن فيلم «واسلاماه»، الذى شوهد فيه جيش الأعداء، يغدر بالمسلمين وهم يؤدون الصلاة.
عدد من المتظاهرين اصطفوا لأداء صلاة المغرب بجوار الصينية فى الميدان، فقامت قوات الأمن المركزى ترافقها الشرطة العسكرية بالهجوم على المصلين من الخلف، وحرق دراجات بخارية كانت بجوارهم، يستخدمونها لنقل المصابين إلى المستشفيات الميدانية، ليسقط عدد من المصلين ما بين شهيد وجريح، ثم دخل الجنود إلى صينية الميدان فاقتلعوا الخيام وأشعلوا فيها النيران، وما هى إلا ثوان معدودة حتى تزايدت القوات القادمة من جانب المتحف المصرى وشارعى طلعت حرب وقصر النيل يرتادون دراجات بخارية، فوجد بقايا الشباب الموجودين فى الميدان أنفسهم فى مرمى النيران، وبين إطلاق الرصاص المطاطى والخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وقيام الشباب بقذف الجنود بالحجارة، سقط عدد كبير ما بين جريح وشهيد، فتفرق المتظاهرون فى شوارع وسط البلد، وعلى كوبرى قصل النيل وداخل محطات المترو التى امتد إليها آثار الغاز المسيل الدموع.
زاد من حالة الارتباك والفوضى قطع التيار الكهربائى عن ميدان التحرير، فى حين تكسو السماء ظلمة قاتمة، وما هى إلا دقائق حتى نجح المتظاهرون فى صد الهجوم والعودة إلى الميدان.
فى تمام التاسعة مساء، حدث هجوم جديد على المستشفى الميدانى، لكن الثوار أقاموا لجانا شعبية لحماية المستشفى، وتحفظوا على اثنين من الجنود، ما دفع باقى المجندين للتراجع.
المتظاهرون لم يذهبوا ل«الداخلية».. والشرطة اقتحمت الميدان
لو ذهب المتظاهرون إلى مبنى الوزارة لكانت أعداد القتلى والمصابين أضعاف الأعداد المعلن عنها
لا يخلو حديث فى وسائل الإعلام فى أثناء تغطية أحداث ميدان التحرير من الإشارة إلى محاولة المتظاهرين الذهاب إلى وزارة الداخلية. وهو حديث يبدو غامضا لكثير ممن شاركوا المتظاهرين غضبهم، ولم يذهبوا أو يشاركوا فى أى مسيرة أو مظاهرة تتجه إلى مقر الداخلية، وكلام يفتقر كثيرا إلى الدقة والموضوعية معا. أولا يفتقر إلى الدقة، لأنه لم نر وسيلة إعلام واحدة -وما أكثرها- ترصد محاولة ذهاب المتظاهرين إلى محيط الوزارة. وثانيا لأن الموضوعية تقتضى قراءة الأحداث من بدايتها. والبداية معروفة، هجوم كاسح على مصابى الثورة وفض اعتصامهم بالقوة. هذا هو المشهد فى البداية، أما تطوراته المؤسفة، التى صورت للبعض أن المتظاهرين يستهدفون الوزارة، فمردها إلى أن البعض يحاول تبرير وحشية ضباط العيسوى ضد المتظاهرين العزل.
السؤال الذى يبحث عن إجابة فى غبار الأحداث التى يغطى سماء التحرير: لماذا يذهب المتظاهرون إلى وزارة الداخلية؟ الإجابة على طريقة كتب مدارس وزارة التربية والتعليم.. إما غضب مما جرى لزملائهم، وإما أنهم يتبعون سياسة الهجوم خير وسيلة للدفاع. الإجابتان خطأ. فالثوار عادوا إلى أجواء يناير، التى كانت تضع نصب أعينها السيطرة فقط على الميدان باعتباره الأكثر أمانا. والقراءة التفصيلية لمشاهد ما حدث يوم 19 و20 و21 نوفمبر الجارى يؤكد هذا.. السؤال الأهم الذى لا يجد إجابة: إذا كان المتظاهرون ذهبوا -أو حاولوا الذهاب- إلى الوزارة كيف هاجمت قوات الشرطة ليلة أول من أمس المستشفى الميدانى أكثر من مرة، وأطلقت عليه القنابل المسيلة للدموع؟ مع العلم أن كل الدعوات المطالبة بمهاجمة «الداخلية» بين صفوف المتظاهرين لم تلق أى صدٍ أو تجاوب، وكانت تقابلها وجهات نظر أخرى تطالب بضبط النفس والبقاء فى الميدان حتى لا يتم اقتحامه بعد استدارجهم إلى الخارج.
هذه هى صورة الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين خلال اليومين الماضيين، وهى صورة تشير إلى أن ما تردد عن محاولة الذهاب إلى الوزارة غير صحيح بالمرة، لأن هذا معناه أن أعداد الضحايا والمصابين التى أعلن عنها كانت ستكون أضعافا بل ثلاثة أضعاف ما أعلن عنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.