من المصابين إلى «العسكرى»: شكرا لأنكم أسهمتم فى ترابطنا.. ودم الشهداء فى رقبتك ما كان يقوله اللواء محسن الفنجرى، عضو المجلس العسكرى، على شاشات الفضائيات منتصف ليل أول من أمس، كان صداه فى ميدان التحرير. كثيرون من المتظاهرين عبروا عن صدمتهم فى اللواء الذى ارتبط فى أذهانهم بأداء التحية العسكرية للشهداء، وهو يتهمهم بالتعدى على قوات الشرطة، ويتهم مصابى الثورة بأنهم يتاجرون بإصاباتهم ويتهم منظمات المجتمع المدنى ب«النصب». «دعم مطالب الثورة تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيه».، هذا هو تعليق الدكتور محمد شرف، عضو مؤسسة دعم أبطال 25 يناير، وقال إن دور المجتمع المدنى مع مصابى الثورة وأهالى الشهداء لم يكن هدفه أبدا إحداث وقيعة بين الجيش والشعب، والاتهامات التى أوكلها لنا اللواء الفنجرى تعود عليه، فهو من أخطأ وأهدر حقوق المصابين، وهذا ما لمسناه بشكل واضح فى لقائنا معه أول من أمس. شرف روى تفاصيل اللقاء الذى جمع الفنجرى وعددا من ممثلى منظمات المجتمع المدنى، بعد أحداث السبت الدامى، وقال «تأكد لنا بشكل رئيسى بعد اللقاء أن المصابين كانوا على حق كامل، حين وصفوا الفنجرى بالتعنت والعجرفة فى تعامله معهم، وأن تفاوضهم معه لم يصل إلى تحقيق مطالبهم المشروعة، مما اضطرهم إلى العودة إلى الميدان، ولكن هذه المرة محملين بإصاباتهم وأوجاعهم». موضحا أنه عرض على الفنجرى مطالب المصابين الخاصة بصرف المعاشات والتوظيف واستكمال العلاج، فلم يتلق إلا إجابات تتعلق بنفاد أموال صندوق رعاية أهالى الشهداء والمصابين. اتحاد مصابى الثورة أصدر بيانا صباح أمس وجه فيه الشكر الممزوج بسخرية موجعة، لكل أعضاء المجلس العسكرى قائلين «نشكركم، فقد لعبتم دوركم فى زيادة عدد أعضاء هذه الرابطة التى لا يمكن أبدا فك وثاقها لأنه بالدم». البيان تمت صياغته على ورقة صغيرة داخل صينية ميدان تحرير، ليل أول من أمس، عقب انسحاب قوات الشرطة من الميدان، وروى حقيقة ما دار صباح يوم 19 نوفمبر وقال: لسنا شهود واقعة ولكننا من وقع علينا بلاء قوات الأمن المركزى رغم التزامنا منذ بدء الاعتصام ليل الخميس السابق، بفاعليات جمعة تسليم السلطة على البقاء داخل صينية ميدان التحرير، دون أى محاولة لإغلاق حركة المرور بالميدان أو تعطيلها، لكن النظام الذى لم يسقط خشى أن ينضم إلينا ثوار مصر للدفاع عن حقوق من واجهوا الموت من أجل رحيل مبارك، فكانت أحداث السبت الدامى التى تابعه الجميع وانتهت بدخول آلاف فى اعتصام مفتوح تضامنا مع نا فكان هذا هو العزاء الوحيد». أحد مصابى جمعة الغضب والمنسق العام للاتحاد، حسن رابح قال إن «نحن أول المتضررين من أن يندس بيننا مدّعون، ولكن أنتم من دفعتمونا للعودة إلى الميدان، رغم الإصابة بسبب التعامل معنا بعجرفة وتعال وعدم اكتراث لحقوقنا التى كان أقلها أن يتم تمثيلنا فى مجلس إدارة هذا الصندوق». صندوق رعاية أسر الشهداء والمصابين، جاء نتيجة وقفاتنا الاحتجاجية أمام مجلس الوزراء، حتى صدر قرار بإنشاء هذا الصندوق بعد مرور 6 أشهر على خلع مبارك، وقد مر أكثر من خمسة أشهر على تأسيسه، ولم نلمس منه القيام بأى دور لصالح المصابين». موقف أراد بعض المصابين لفت النظر إليه، وهو حين حضر ضابط قوات مسلحة برتبة مقدم إلى مخيمهم، وقال إنه مرسل من اللواء محسن الفنجرى وكان معه عدد من الاستمارات البيضاء، مسجل عليها خانة لاسم المصاب ومطالبه فكان ردهم واضحا بتمزيقها. أحد المصابين، رفض ذكر اسمه، قال ل«التحرير »: «أقول للواء الفنجرى لن ننسى الاجتماع الأخير الذى جمعنا بك فى دار المدرعات قبل حفل التكريم الهزلى نهاية أكتوبر الماضى، حين طالبناه بجدول زمنى لتفعيل قرارات صندوق رعاية مصابى ثورة وأهالى الشهداء فقال لنا «عايزين جدول زمنى روحوا خدوه من التحرير. نحن الآن فى التحرير ودماء كل من سقطوا شهداء ومصابين ليست فى رقبتنا نحن ولكن فى رقبة المجلس العسكرى وجهاز الشرطة». اللواء الفنجرى: مليونية اتنين تلاتة... الانتخابات لازم تتنفذ عضو «العسكرى»: المتظاهرون ضربوا الشرطة.. و«الداخلية» تنفذ القانون وكأن القضية هى ملف التعويضات لأسر شهداء ومصابى الثورة، فقط. دون الالتفات إلى الدم الذى سال فى ميدان التحرير. المؤتمر الصحفى الأول فى مجلس الوزراء بشأن أحداث التحرير بدا وكأنه تبرئة لساحة المجلس العسكرى.المؤتمر الصحفى عقده السفير محمد حجازى المتحدث باسم مجلس الوزراء، صباح أمس، عقب اجتماع تم عقده بمقر مجلس الوزراء لمسؤولى صندوق رعاية أسر ومصابى الثورة، بحضور كل من الدكتور عصام شرف، واللواء الفنجرى نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمشرف على الصندوق. السفير حجازى تلا البيان الخاص بما تم إنجازه فى حقوق أسر الشهداء والمصابين. بعدها تحدث الفنجرى للتعليق على ذات الموضوع، واعتبر أنه «صلب المؤتمر الصحفى». وكان لافتا فى حديث الفنجرى ورده على الأسئلة، اقتناعه برواية واحدة وحقائق محددة، رآها بعض حضور المؤتمر الصحفى، غائبة عن تطورات الأحداث، خصوصا عندما رد على تساؤل بشأن أداء وزارة الداخلية وليس تعويضات المصابين هو ما فجر الأحداث. الفنجرى عاد بروايته عن الأحداث إلى ما قبل ثمانية أيام، وقال إن التجمع بدأ ب5 أفراد، يدعون الإصابة. مكررا «ممن يدعون الإصابة، حتى تكون الأمور واضحة»، وأكمل حديثه «تم إشعال هذا الموقف، وقد يكون قد انضم للمصابين عدد ممن كانوا موجودين فى الميدان». وردا على تساؤل حول ما إذا كانت أحداث ميدان التحرير قد تؤثر على موعد إجراء الانتخابات قال الفنجرى إن الانتخابات «إن شاء ستجرى»، وهناك تنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين عملية الانتخابات، وأضاف «الشعب المصرى 80 مليون نسمة وليس ألفا أو ألفين أو 3 آلاف، ولتكن هناك مليونية أو مليونيتين أو 3 مليونيات أو 4 مليونيات أو 5 مليونيات، لكن الكتلة الرئيسية للشعب المصرى تسعى للوصول إلى بر الأمان وإنهاء الانتخابات». كان قد تحدث أول من أمس لمدة ساعة ونصف على محطتى الحياة وبى بى سى قائلاً إن ما حدث وراءه مخطط لإسقاط الدولة، وهز العمود الذى يحمل الدولة وهو القوات المسلحة. وبنبرة من فاض به الكيل هاجم الفنجرى الذى يترأس صندوق رعاية مصابى وأسر شهداء الثورة، من وصفهم بأنهم «يتاجرون بملف مصابى الثورة»، وقال إنه اجتمع مع بعضهم لبحث مطالبهم، فى حضور بعض ممثلى منظمات المجتمع المدنى، مضيفا «فوجئت بأن مطالبهم محاكمة المسؤولين عن قتل الثوار، رغم أن ذلك يحدث فعلا، ثم يطلبون الحصول على أراضٍ زراعية ووظائف فى شركات معينة مثل البترول ومعاش شهرى للمصابين، فكيف نفعل ذلك ومصابو حرب أكتوبر لم يحصلوا على معاش شهرى؟ هذا تفجير للمجتمع وبعيد عن العدالة». وقال إن المجلس أعلن خارطة طريق، تنتهى بانتخاب الرئيس بعد كتابة الدستور فى مايو 2012، أو على أسوأ الفروض فى بداية 2013، حال تعطل كتابة الدستور. تغيير حكومة شرف، من وجهة نظر الفنجرى، إسقاط للدولة، وتساءل «ينفع أغير الأب وهو بيجوز أولاده؟»، واعتبر أن الموجودين بالتحرير ويطالبون بتغيير الحكومة، لا يمثلون 85 مليون مصرى، «هل كل من يخرج إلى التحرير نغير له حكومة؟». «واشنطن بوست»: حجارة الغضب تعود إلى الميدان عودة إلى انتفاضة ال18 يوما التى أنهت حكم مبارك.. و«الجارديان»: الدعم الشعبى ل«العسكرى» يتراجع حجارة الغضب، التى دافع بها متظاهرو ميدان التحرير ومصابو الثورة المعتصمون فيه، عن أنفسهم، أول من أمس، ضد هراوات الأمن المركزى وقنابله المسيلة للدموع ورصاصه المطاطى، أعادت إلى أذهان الصحافة العالمية المشاهد الأولى لثورة 25 يناير. «أكبر اندلاع للعنف، منذ الإطاحة بالرئيس السابق مبارك فى فبراير، والتعبير الأكثر عنفا، حتى الآن، عن الغضب المتنامى ضد المجلس العسكرى الحاكم». هكذا صدّرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تعليقها أمس، على أحداث التحرير الأخيرة، بينما نقلت خوف أحد المتظاهرين من أن «كل ما يحدث، ربما يكون خطة يتخذها الجيش ذريعة لتأجيل أو إلغاء الانتخابات». وبحسب الصحيفة، لا توجد إشارة حول ما إذا كانت التعديلات، التى أجريت على وثيقة المبادئ الأساسية الاسترشادية للدستور، ولم تمنح أى دور إضافى للجيش، نالت رضا بعض الجماعات المدنية المعارضة لتلك المبادئ، وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين، بينما نقلت عن أحد مصابى الثورة قوله: «إنهم لا يريدون تسليم السلطة إلى المدنيين، الجيش لا يزال يقبض على أعناقنا، ولا يريدنا أن نتحرر، إننا ذاهبون لتحرير بلادنا من كل أشكال القمع التى تعانى منها.. فليسقط حكم العسكر». «معركة التحرير، لا تبشر». تشير بها صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، إلى التأثير السلبى المتوقع لاعتداءات الأمن المركزى على عدد من معتصمى ميدان التحرير ومصابى الثورة، على سير العملية الانتخابية المرتقبة، قبل أن تنتقد طريقة تغطية التليفزيون المصرى للأحداث. الصحيفة الأمريكية، ترى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، «لا يتمتع بشهية قوية لصياغة دستور»، ومن ثم تساءلت الصحيفة مرة أخرى هل سيدافع الجيش عن المصوتين من حلفاء مبارك السابقين، الذين يبحثون عن مصالحهم فى البرلمان المقبل، وهل سيطلب من إعلام الدولة القوى أن يتصرف بطريقة أكثر حيادية فى الانتخابات المقبلة؟ صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، علقت على مشاهد انتفاضة الحجارة فى ميدان التحرير، أول من أمس، بأنها تذكر بانتفاضة ال18 يوما، التى أنهت حكم مبارك فى فبراير الماضى. الصحيفة نوهت بأن المتظاهرين أحيوا هتافات الأيام الأولى للثورة، عندما رددوا «الشعب يريد إسقاط النظام»، وصرخت جموع الغاضبين «الشرطة بلطجية وحرامية» و«يسقط المشير». من جانبها نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية، عن الصحفى والناشط المصرى حسام الحملاوى، قوله إن «الناس العاديين يربطون الآن، أكثر من أى وقت مضى، بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقوات الأمن المركزى المكروهة التابعة لوزارة الداخلية»، على اعتبار أنهم «كشفوا عن وجوههم الحقيقية بذلك الهجوم الوحشى على المصريين». بينما علقت الصحيفة على مطاردة المتظاهرين، لإحدى سيارات الشرطة العسكرية، التى اقتربت من مركز الاضطرابات، بأنها دلالة أخرى على أن الدعم الشعبى للمجلس العسكرى يتراجع على ما يبدو. وكالعادة لم تفوت الصحافة الإسرائيلية، الأحداث من دون أن ترصدها وتعقب عليها، وتبحث عن تأثيراتها المحتملة على الكيان الصهيونى. «مصر تشتعل». تعليق أطلقته وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، بعد اشتباكات التحرير الدامية، بينما تساءل موقع «كيكار هشابات» الإلكترونى أمس، «هل يتم نقل السلطة إلى أيدى مدنية على خلفية الأحداث؟». فى المقابل رصدت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، فى تقرير لها بعنوان «ميدان التحرير يحترق»، أن القتلى والمصابين، سقطوا جراء احتجاجاتهم على نية الجيش الاستمرار فى حكم البلاد، لافتة إلى أن المتظاهرين كانوا قد احتجوا فى الجمعة الأخيرة على وثيقة المبادئ الأساسية للدستور، وأن جماعة الإخوان المسلمين هاجمت وبكل قوة تلك الوثيقة. «التحرير» يتصدر الصحف الأمريكية.. والصحافة الإسرائيلية: مصر تشتعل «كريستيان ساينس»: «العسكرى» لا يريد الدستور.. والصحافة الإسرائيلية: مصر تشتعل الصحافة الأمريكية: سُمعة الجيش يرثى لها «وول ستريت جورنال»: أحداث العنف هذه تثير المخاوف والقلق حول الانتخابات البرلمانية «اشتباكات التحرير تثير المخاوف حول المستقبل».. بهذا العنوان بدأت «هافنجتون بوست» الأمريكية تعليقها على أحداث عنف يوم السبت، تعيد إلى الأذهان بدايات ثورة 25 يناير، والاشتباكات الأولى للثورة التى أطاحت بالرئيس المخلوع حسنى مبارك، ولكن ليس بنظام حكمه. وتابعت، نقلا عن المدون حسام حملاوى: إن هذه الاشتباكات لن تطيح بالنظام ولكنها ستحشد الناس من جديد. وقوات الأمن هى التهديد الأساسى الذى يسخدمه النظام ضد المتظاهرين، وأرسل برسالة إلى القائمين على الحكم حاليا، «نحن لسنا خائفين». «هايفنجتون بوست» تابعت: إنه منذ تنحى مبارك لا يفى المجلس العسكرى بوعوده بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، فضلا عن تورطه فى انتهاكات مماثلة لتلك التى كانت تمارس فى عصر مبارك. وأضافت أن سمعة الجيش أصبحت فى حالة يرثى لها بعد أحداث التحرير الأخيرة. كما انتقدت تعليق الحكومة المصرية على الأحداث، واصفة إياه ب«موجة رسائل دعائية»، أصبح المتظاهرون فيها «بلطجية» ومدمرين لسمعة الحركة الثورية الأصلية. كما انتقدت مذيعى التليفزيون الحكومى، حيث قارنوا بين فض اعتصام التحرير بالقوة على أيدى الشرطة المصرية، وفض اعتصام «حركة وول ستريت» على أيدى الشرطة الأمريكية، وهو ما يعنى أن الغرب هو من برر استخدام القوة. صحيفة «وول ستريت جورنال الأمريكية» قالت إن أحداث العنف هذه تثير المخاوف والقلق حول الانتخابات البرلمانية التى لم يتبق عليها سوى 9 أيام. وأضافت: إن المتظاهرين الذين اشتبكوا مع الشرطة يوم السبت، كانوا سياسيين من نوع أكثر اختلافا عن هؤلاء المسلمين المحافظين الذين تظاهروا فى الميدان، يوم جمعة تسليم السلطة. وعلى الرغم من ذلك، أضافت «وول ستريت جورنال» جمعهم عدم الرضا المشترك عن قيادة الجيش.