الحسابات الانتخابية لصعيد مصر «واعرة».. حصد الأصوات فيه يحتاج إلى السيطرة على العصبيات، وعلاقات متشابكة مع العائلات والقبائل، مما ينذر بصعوبة زحزحة كثير من الفلول عن عرشهم النيابى، فى محافظات الجنوب. لكن مرشحى التيارات الإسلامية، وفى القلب منهم الإخوان، لم يرفعوا الراية البيضاء بعد، ومن ثم أعلنوا الجهاد بالنفس والمال، من أجل فتح الصعيد، ونيل بركة أصواته الضخمة. فى الفيوم دشنت مجموعة من حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، أول من أمس، مشروعا مبتكرا، من أجل الدعاية لأهداف الحزب ومرشحيه فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، من خلال تشكيل جسر بشرى من أعضائه وذويهم وأنصارهم، امتد بوسط المدينة، فى المسافة الفاصلة بين نادى المحافظة، وحتى قصر الثقافة. عديد من أسر أعضاء «الحرية والعدالة»، اصطفوا فى الجسر، رافعين أعلام مصر وشعار الحزب، بينما كانوا يرددون شعارات دعائية للحزب وللتحالف الديمقراطى الذى يقوده. وعلى ما يبدو أن الطرق غير التقليدية فى الدعاية والحشد، فى الفيوم، كانت حكرا، خلال الأيام القليلة الماضية، على حزب الحرية والعدالة، حيث نظم مرشحو الحزب فى مركز أطسا، مسيرة فى قرية جردو، جابت معظم شوارعها، بينما التقوا المئات من الأسر وأصحاب المحلات التجارية للتعريف بأنفسهم وببرنامج الحزب الانتخابى. بينما أوضح مرشح الحزب العقيد ناصر عباس للأهالى، دور الحزب ورؤيته حول الأمن والجريمة وهيبة الشرطة والأمن المركزى والأمن الوطنى والبلطجة، موضحا أن حزب الحرية والعدالة وضع حلولا للمشكلة الأمنية. أمام استعراض العضلات الإخوانى، فى الفيوم، حاول حزب الوفد إيجاد نافذة دعاية له، فاشترك كل من عصام رمضان، وشهرته عصام حرازة، مرشح قائمة الحزب فى الدائرة الأولى، وزميله مرشح الفردى، فى الدائرة ذاتها، علِى عرفة، فى مسيرة فى حى الشط، بينما دخلا فى حوارات ومناقشات مفتوحة مع الأهالى هناك، من أجل أن لا ينخدعوا فى أى شعارات برّاقة تقال لهم، من قبل أحزاب أو تيارات أخرى. من جانب آخر، نظم فلول الحزب الوطنى المنحل، بالتعاون مع بعض الأحزاب السياسية وعدد من المرشحين المستقلين، الذين يخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤتمرا جماهيريا حاشدا على ضفاف بحيرة قارون، من أجل حثّ العائلات والعصبيات على المشاركة فى الانتخابات، والتصدى لأى أفكار أو تيارات تقود مصر إلى طريق مجهول. مشهد طغيان التيارات الإسلامية تكرر فى بنى سويف، حيث أطلق حزب الوسط، بعد صلاة العشاء أمس، من ميدان المديرية، حملة بعنوان «عايز أعرف»، بهدف مساعدة المواطنين على فهم طريقة الانتخاب والتصويت، بينما تضمنت الحملة عرض أفلام ووثائق عن الحزب. فى المقابل، واصل حزب الحرية والعدالة، فى دائرة الجنوب فى بنى سويف، مؤتمراته الجماهيرية، بينما يصر حزب النور السلفى على استبدال صورة للنقاب بصور مرشحاته فى لافتاته وبوستراته الدعائية، بعد أن تعرضت صور الورود التى كان يستخدمها فى السابق، للسخرية. فى المنيا، دخل مرشحو انتخابات مجلسى الشعب والشورى، على خط أزمة أسطوانات البوتاجاز، التى ارتفعت أسعارها فى عروس محافظات الصعيد، من خمسة جنيهات، إلى نحو 45 جنيها. مرشح حزب التجمع الشاب، على مقعد الفردى فئات فى الدائرة الثالثة، حسين رجب عبد الصالحين، وجه أصابع الاتهام إلى عدد من المرشحين، وخصوصا مرشحى الفلول، بالحصول على كميات من الأسطوانات بطرق شتى، وتوزيعها بمعرفتهم، فى قرى دوائرهم، مما يمنحهم ميزة لدى البسطاء، ويوحى بأنهم قادرون على التعامل مع الأزمات. الصالة المغطاة باستاد سوهاج الرياضى، كانت شاهدة أمس، على اجتماع موسع، أقرب إلى معسكر إعدادى سريع، لأعضاء الجمعية العمومية لحزب الحرية العدالة، بحضور أمين الحزب محمد المصرى، وما يزيد على ألفى عضو، بينما رجع المصرى فشل التحالفات التى حاول الحزب إقامتها، مع عدد من التيارات الأخرى، إلى سوء التنسيق بين الأطراف، قبل أن يعلن رفض وثيقة المبادئ الأساسية للدستور، وثيقة السلمى، وأن الإخوان سيسهمون فى تأمين المقرات الانتخابية فى سوهاج، عبر لجان شعبية.