تدور الدوائر على النظام السورى وتزداد الضغوط من حوله من جهات عدة... وكلما ازدادت عزلته، صب جام غضبه وانتقامه على المدنيين الراغبين فى إسقاط نظامه. ورغم تسارع وتيرة المواقف الدبلوماسية الدولية والعربية تجاه الأسد، فإن القضية السورية لا تزال تقف حائرة بين خيار التدخل الأجنبى وخيار الحفاظ على سلمية الثورة وخيار تحولها إلى نزاع مسلح مع زيادة الانشقاقات وتصاعد الاشتباكات بين الجيش العربى السورى الموالى للأسد والجيش السورى الحر الموالى لأحرار سوريا.. بينما تعيش الدبلوماسية العربية حالة من النشاط تجاه سوريا مع انتظار العالم نتائج تقييم وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم اليوم، مدى التزام سوريا بالمبادرة العربية ومصير قرار تعليق العضوية، ازدادت وتيرة القتل خلال اليومين السابقين بعد مقتل نحو 70 شخصا، أول من أمس، بين مدنيين وعسكريين -بحسب تقديرات المرصد السورى لحقوق الإنسان- وتعالت صرخات حمص التى تعانى من نقص حاد فى الوقود والغاز فى ظل طقس بارد، وتواصل القصف العشوائى للمنازل، بينما تجددت الاشتباكات بها أمس بين قوات الأسد والمنشقين عنه. فقد تحدثت «رويترز» عن مقتل 30 شخصا، أول من أمس، فى معارك دارت بين قوات موالية للأسد وأخرى مناوئة له ببلدة خربة الغزالة بدرعا، مما يسجل أول مشهد لمقاومة مسلحة كبرى للأسد فى المنطقة. على الجانب الآخر، خرج رئيس المجلس الوطنى السورى برهان غليون، ليعلن عدم تخلى المجلس عن الحوار، ولكنه يرفض إقامته مع أولئك الذين يقتلون المواطنين السوريين، مؤكدا استعداد المجلس للتفاوض مع أولئك الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين، مشددا على رغبة المجلس فى تجنيب البلاد التدخل العسكرى الخارجى، وذلك خلال زيارته لموسكو فى محاولة لتغيير موقفها الداعم لنظام الأسد.. على الجانب الآخر من اجتماعات المجلس الوطنى السورى، أبدت الجامعة العربية استعدادها لإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا شريطة قبول السلطات السورية التزامات محددة فى هذا الإطار. وتزامنا مع قيام الاتحاد الأوروبى بتوسيع نطاق عقوباته على سوريا، جددت واشنطن دعوتها للأسد بالتنحى، كما تلقى الأسد دعوة ضمنية جديدة بالتنحى جاءت فى تصريحات العاهل الأردنى الملك عبد الله، إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، عندما قال «لو كنت مكانه لتنحيت»، مما أدى إلى قيام شخصين من ضمن نحو 120 متظاهرا سوريا باقتحام سور مبنى السفارة الأردنية فى دمشق وإنزال العلم الأردنى وتمزيقه.