مع دخول الانتخابات مرحلتها الأخيرة، كيف ترى حجم المقاعد التى قد تحصل عليها التيارات الإسلامية جميعها؟ - أنا شخصية لا تعترف بلغة التوقعات، فالواقع يغنينا عن التوقع، وأقول لكل من يعطى نسبا، حتى إذا كانت متوقعة، إنك تعانى من الأمية. ■ هل ترى تنسيقا، مستقبلا، بين الأحزاب السلفية التى سبق واختلفت، إزاء تنسيقها فى موضوع الانتخابات؟ - هناك تحالف بين «النور» و«الأصالة» السلفيين. ■ هل تتوقع تنسيقا سياسيا بين القوى الإسلامية فى المواقف والرؤى داخل البرلمان؟ - بطبيعة الحال أى اتجاهات تتحد حينما تحمل مواقف مشتركة، وهو الشىء الذى يميز التيار الإسلامى ككل، لكن ربما تختلف مواقفهم فى المسائل التى تمثل نقاطا خلافية فحسب. ■ البعض يهدد بثورة جديدة فى فبراير المقبل فى حال إصدار المجلس العسكرى وثيقة فوق دستورية، ومجلس تأسيسى، كيف ترى هذه الثورة؟ وهل تتوقع حضورا كبيرا للسلفيين فى الثورة الجديدة؟ - هذه الوثيقة منسوبة إلى الدكتور على السلمى، وفى حالة صدورها ستربك الوضع الدستورى فى مصر، وهذا أخطر ما يمكن أن تمر به الدولة، ورد الفعل المناسب هو إقالة المجلس العسكرى السلمى، ولا يجوز أن نتهم المجلس العسكرى بالوقوف وراء الوثيقة، لأننا بذلك نبنى تصرفا على توقع. ■ البعض يتهم التيارات السلفية بأنها مثل فقاعات الهواء كبيرة الحجم، لكنها بلا وزن وسوف تكشفهم الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - هناك من يدفع الملايين لمحاربة السلفيين، وعلى كل من يصف السلفيين بأنهم مجرد فقاقيع عليه أن يراجع قواه العقلية. ■ هل من الممكن أن يتفق الإسلاميون فى ما بينهم على مرشح واحد ليرأس البلاد؟ - الخريطة الانتخابية اتضحت معالمها وانتهى الأمر. ■ كيف ترى المستقبل؟ - أستبشر بمستقبل مشرق للبلاد إذا وقفت كل التيارات والاتجاهات المختلفة، بغض النظر عن الإيديولوجيات، بجانب بعضها بعضا وتصدت للبعض الذى يريد أن يدخلها فى دوامة الفوضى. ■ هل أنت مقتنع بالأداء السياسى للتيار السلفى السياسى بعد مرور أشهر من الثورة المصرية؟ - عندما أنظر من الخارج إلى التيار السلفى، أكون فى غاية الانبهار به فى هذه الفترة، لكن بحكم كونى فى الداخل فلا شك أننى أعرف كثيرا من المواطن التى يجب أن أفحصها لأفتش عن العيوب لوضع حلول مناسبة لإزالتها. ■ ما تفسيركم لعلاقة الود المفقود بين السلفيين والشارع المصرى؟ - التيار السلفى جزء رئيسى من الشارع، وهذا ما يعترف به الخصوم بقولهم إننا التزمنا المساجد والزوايا، والواقع يقول إنها كانت مفتحة الأبواب والشبابيك، والبعض قال إننا نسيطر على البسطاء وهم يمثلون أكثر من 80% من الشعب المصرى فى عرف هؤلاء، ونحن فعلا عندما نعقد مؤتمراتنا فى الشارع نفاجأ أن حملات التخويف من السلفيين قد أثمرت حالة من الخوف منّا، فالشارع يقول ماذا ستفعلون مع من يخاف منكم؟ ونقول لهم: أين هم، هل تعرفون لهم عنوانا أو وجودا؟ فيجيبوننا ب«لا». ■ هل من الممكن أن تنتهى الحرب المشتعلة بين الإسلاميين والليبراليين وتتحسن هذه العلاقة؟ - الإسلاميون سيبقون ولن تتغير أفكارهم، والليبراليون يتكلمون عن فكرة فضفاضة واسعة قابلة للتعديل والديناميكية، ولن تصل الحالة إلى الوئام إلا إذا أعاد الليبراليون إنتاج ليبرالية تتفق مع الشريعة الإسلامية، كما يزعم معظمهم، لكن حدوث ذلك سيجعل تمسكهم بالليبرالية غير منطقى. ■ ما رأيك فى الفتاوى التى يطلقها بعض القيادات السلفية بشأن تحريم الأصوات التى تذهب إلى غير الإسلاميين؟ - اللسان الشرعى يقول إن خير من استأجرت القوى الأمين، وإذا اختار الناخب مرشحا ضعيفا فلا يلومن إلا نفسه. كل تيار له رؤية مثالية، يحاول أن يقنع الناخب بأن مرشحه هو الأفضل، لكن البعض يواصل الهجوم باستخدام التخويف والتحذير والادعاء بأن الإسلاميين سوف ينتجون أزمات كما فى أفغانستان وغيرها. إذن هذا قدر مشترك بين كل القوى الموجودة على الساحة، لكن الإسلاميين يفعلونه بنزاهة، وغيرهم يؤديه بغير نزاهة. ■ ما مقترحاتكم لإزالة الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين؟ - إزالة الاحتقان يسير فى محورين، أولهما مخاطبة المسلمين بأن إحسانهم إلى جيرانهم من النصارى مسألة دينية قبل أن تكون مسألة مجتمعية، بينما المحور الثانى هو فضح أقباط المهجر الذين يرفعون سقف الأمنيات والمطالب عند الأقلية النصرانية، وهم يرون أنهم أصحاب الأرض ولا بد لهم أن يطردوا المحتلين. ■ البعض يتهم الإسلاميين بأنهم يستخدمون الأماكن المخصصة للعبادة فى الترويج والدعاية لحملاتهم الانتخابية؟ - معظم هؤلاء استخدموا الكنائس، وهناك رموز ليبرالية أعلنت عن تأسيس أحزابها داخل الكنائس، ومعظمهم يستخدم المساجد عندما يريد، لكننى على المستوى الشخصى ألتزم تماما بأن لا أقيم أى مؤتمرات انتخابية فى المساجد، وأنا مرشح عن دائرة المنتزه بالإسكندرية، ولا أشير إلى هذا الأمر فى خطبة أو درس، لكن لا بد أن يكون هناك دفاع عن مسألة الشريعة داخل المساجد، أما مسألة شرح البرنامج الانتخابى فالأفضل أن تتم خارج أماكن العبادة. ■ ماذا تقول للشارع المصرى الذى يشعر بالخوف من وصول رمز إسلامى إلى السلطة، خصوصا أن الإسلاميين لا يقدرون دور المرأة فى العمل العام، والمؤشرات تقول إن العنصر النسائى سوف يتم اضطهاده إذا تمكن الإسلاميون فى السيطرة على زمام الأمور؟ - مضى زمن التخوفات وبدأ زمن العمل، ودائما ما أقول إذا كانت هذه التخوفات حقيقية فإنها ستصب فى النهاية لصالح خصومنا، وسوف ينصرف عنا الناس، لكن إذا كنتم تكذبون فسوف ينضم إلينا الناس، وبالنسبة إلى تقديرنا للمرأة، لا بد أن ندرس المسألة من كل جوانبها. وعدد من يعتنق التيار السلفى من النساء ضخم وكبير للغاية، مما يؤكد أنهن لا يجدن إهمالا وتهميشا ضدهن، وعدد مؤيدى الأحزاب السلفية من النساء يؤكد أنهن يجدن فى الخطاب الموجه إليهن خطابا صادقا فى أنه يريد لهن الكرامة والعزة، رغم أنه ليس فيه الرشاوى التى يقدمها الذين يحاولون الظهور بمظهر المدافع عن المرأة.