الجرح الذى بدا ظاهرا فى إصبع يد الشاب اليسرى، دفع ضابط المباحث إلى سؤاله عن سببه، والارتباك الذى بدا على وجه الشاب قاد الضابط إلى التأكد أنه وراء مقتل جارته العجوز المقيمة معه فى الأزبكية، بعد أن أقدم على ذبحها للاستيلاء على مصوغاتها بالاشتراك مع أحد اللصوص. البلاغ الذى تلقاه مأمور قسم الأزبكية من ناجى.أ، 61 سنة، مهندس زراعى وصاحب أحد توكيلات السيراميك الشهيرة، أفاد باكتشافه مقتل والدته البالغة من العمر 77 عاما، والتى تقيم بمفردها داخل شقتها، فانتقل على الفور المقدم أحمد الأعثر رئيس مباحث قسم الأزبكية، وبالمعاينة تبين وجود جثة لسيدة فى العقد الثامن من العمر مسجّاة على ظهرها وسط بركة من الدماء بصالة الشقة، وترتدى كامل ملابسها ومذبوحة من الرقبة بآلة حادة، وتبين سلامة جميع المنافذ والأبواب. وبسؤال جيران المجنى عليها التقطت المباحث طرفا كشف عن هوية مرتكب الجريمة، الذى رجحت المباحث أن يكون معروفا للمجنى عليها، نظرا لعدم وجود أى آثار كسر أو عنف على الأبواب، ودارت الشكوك حول المترددين على المجنى عليها لخدمتها من الجيران، وفى أثناء قيام ضباط المباحث بالتحقيق لاحظوا شابا يسكن بنفس العقار، اسمه شريف.م، 21 سنة، عامل، مصاب فى أحد أصابع يده اليسرى بجرح قطعى، وبمواجهته وتضييق الخناق عليه اعترف بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع عاطل يدعى أحمد.س، مقيم فى باب الشعرية، واعترف المتهم الأول بأنه كان يعلم بثراء المجنى عليها وقرر الاستيلاء على أموالها ومصوغاتها الذهبية واتفق مع شريكه على سرقتها، بأن دبر سلاحا أبيض «كتر» وقفازات، ثم توجها إلى شقة المجنى عليها، وطرقا الباب، ففتحت لهما فقاما بدفعها وإغلاق الباب، والتعدى عليها بالكتر فسقطت على الأرض، وفى أثناء مقاومتها المتهم أحدثت به إصابة فى إصبعه قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. واعترف المتهم باستيلائه على مشغولات القتيلة الذهبية ومبلغ 657 جنيها، و8 دولارات، وهاتف محمول، وباعترافه أحيل إلى النيابة التى أمرت بحبسه.