حالة من الهدوء الحذر، تسود مدينة بلطيم، المشتعلة منذ خمسة أيام، على خلفية الأحداث التى شهدتها إثر مشاجرة بين سائق توك توك من مدينة بلطيم وسيارة ميكروباص كانت تقل أهالى عريس من قرية سوق الثلاثاء، الثلاثاء الماضى، وراح ضحيتها، أربعة شباب من بلطيم، فضلا عن إصابة العشرات من المنطقتين. ومع الساعات الأولى من صباح أمس، هدأت قليلا حالة الذعر التى انتابت أهالى المدينة والقرية، خصوصا بعد قيام قوات خاصة من القوات المسلحة بفتح الطريق الدولى، الذى أغلقه الآلاف من أهالى بلطيم، لتعود حركة السير على الطريق إلى طبيعتها، فيما توقفت حالة التوتر عند قيام عدد من شباب بلطيم ليل أول من أمس باختراق الحماية الأمنية المفروضة على قرية سوق الثلاثاء، وإطلاق أعيرة نارية فى الهواء لإرهاب أهالى القرية. وتواصل أيضا اعتصام عدد من أهالى بلطيم أمام مسجد القدس احتجاجا على تقاعس الشرطة فى القبض على المتورطين، وذلك بعد دعوة شيوخ وكبار مدينة بلطيم عقب صلاة العشاء الجمعة الماضى الأهالى إلى الاعتصام المفتوح ومنح مدير أمن كفر الشيخ والمحافظ مهلة للقبض على المتهمين. وعلى صعيد مساعى الصلح بين البلدتين، قال اللواء أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ إنه يعتزم تشكيل مجلس من العقلاء فى البلدين من أجل التفاوض وحل الأزمة، مضيفا أن الشرطة والقوات المسلحة تحاولان السيطرة على الموقف، لحين التوصل إلى حلول ترضى جميع الأطراف. كما يواصل حمدين صباحى المرشح المحتمل للرئاسة والنائب السابق عن دائرة بلطيم والبرلس لمدة 10 سنوات، مساعيه للصلح، بعد امتثاله للشفاء من أزمة صحية سريعة ألمت به، جراء إجهاد بالغ تعرض له منذ اندلاع الأزمة. وقد نفى مسؤولو حملة دعم حمدين صباحى للرئاسة ل«التحرير» ما نشرته بعض المواقع الإلكترونية بشأن دخوله المستشفى، وأوضحت أن صباحى تعرض لنوبة إجهاد كبير، نتيجة عدم تناوله الطعام وقلة ساعات نومه لمدة أسبوع بشكل متواصل، فضلا عن اجتماعه لساعات طويلة بعدد من أهالى بلطيم وعدد من أهالى سوق الثلاثاء لإقناعهم بالصلح وفتح الطريق الدولى، كما اتصل بكل من اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية وأعضاء بالمجلس العسكرى لحل الأزمة. السيد البطاط، أحد أهالى قرية سوق الثلاثاء قال إن عقلاء بلطيم وسوق الثلاثاء يسعون إلى التهدئة بين البلدين، ويجرون اتصالات بالشيخ محمد حسان للحضور إلى بلطيم الجمعة القادمة، لدعوة الأهالى لنبذ الفرقة، فضلا عن مساعى الصلح التى يقودها عدد من المرشحين للانتخابات. بينما طالب عضو مجلس محلى محافظة سابق عن الحزب الوطنى المنحل، بتدخل اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس العسكرى، وهو أحد أبناء قرية برج البرلس بالتدخل السريع لوأد الفتنة، وتقديم المتورطين للعدالة وجمع أهالى البلدين فى جلسة صلح.