هو ليس مجرد «شيخ طريقة»، يجمع الأموال والنذور من مريديه، بل كان يحارب التيارات الدينية المتشددة، التى أرادت فرض وصيتها على الشعب، هو رجل المهام الصعبة، كما يلقبه أتباعه. برز اسمه مؤخرا، خصوصا بعد معركة احتدمت منذ أسابيع مع الشيخ عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، لإبعاده عن المشيخة، باعتباره أحد أذناب النظام البائد. وها هو اسمه يبرز من جديد، بعد دعوته لمليونية «فى حب مصر» ردا على جمعة «قندهار» 29 يوليو الماضى، كما يحلو للبعض تسميتها.. إنه الشيخ علاء الدين أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، ومؤسس حزب التحرير المصرى. أبو العزائم يكشف ل«التحرير» عن الأسباب الحقيقية التى جعلته يعدل عن رأيه لتأجيل المليونية فيقول «كان هناك اتفاق مع الحكومة ممثلة فى الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، ونائبه الدكتور على السلمى، على تأجيل المليونية إلى 19 أغسطس الجارى، من أجل أن يشارك ممثلا عن عصام شرف، فى المظاهرات، وتصدر حكومته بيانا يدين ما حدث فى جمعة السلفيين، وتأكيد مدنية الدولة وهويتها الإسلامية، غير أن ضغوط ائتلافات الثورة والحركات السياسية والحزبية، لعدم تأجيلها كان سببا فى الموافقة على رأى الأغلبية، وعدم تأجيل المليونية». أبو العزائم يفصح عن أسباب أخرى جعلت للتأجيل أهمية قصوى، من بينها عوامل مادية وتنظيمية، مشيرا إلى أن المليونية إذا تأجلت، كانت الطريقة العزمية، ستوفر وجبات إفطار للمتظاهرين، بما لا يقل عن 100 ألف وجبة غذائية، كما أنه سيؤثر على الحشد، ويرهق مريدى الطرق، الزاحفين من كل حدب وصوب، مما أدى فى النهاية إلى الاتفاق على أن الإفطار يتحمل نفقاته المتظاهرون أنفسهم. «لا نخشى فشل المليونية فى ميدان التحرير والمحافظات، على الرغم من محاولة السلفيين والإخوان اغتيالها»، هكذا طمأن أبو العزائم مريديه، وأشار إلى أن شباب الطرق الصوفية والأقباط، سيحشدون الآلاف، وهم أكثر عزما على إنجاحها. فى شأن مواز توقع القيادى الصوفى الكبير، مذبحة فى المشيخة العامة للطرق الصوفية خلال الأيام المقبلة، لإصرارها على فصل مريدى الطرق الصوفية، ومشايخ الطرق المشاركين فى الاحتفالية، إلى جانب مزايدة بعض التيارات المتشددة، ومغالاتهم فى وصفهم بأنهم مدعومون من إيران. ويصف أبو العزائم الأحداث التى تمر بها مصر الآن بما يشبه عملية «القلب المفتوح». الرجل علق على رفض المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وبعض أعضاء جبهة الإصلاح الصوفى، التى يتزعمها أبو العزائم نفسه، للمليونية، بأن كلا المجلسين لم يقدما شيئا لمصر، فهما مغيبان، المتصوفة اتهموا بالكفر، وهدمت الأضرحة، وقامت الثورات، ولم نسمع عنهم شيئا. 125 مقعدا فى البرلمان، هو هدف حزب التحرير الذى أسسه أبو العزائم، مشيرا إلى أنه فخور بترويج المذهب الصوفى من خلال الحزب. ولا يخفى أبو العزائم تأثره بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين، وطاعة السلفيين لمشايخهم، فى الوقت الذى تضعف فيه الصوفية، كما يقول، لكنه راهن على التحالف مع القوى الوطنية والسياسية، خلال الانتخابات القادمة، للمطالبة بدولة ديمقراطية مدنية، والوقوف وراء مرشحين بعينهم، سواء فى الانتخابات البرلمانية، أو الرئاسية، وقد سبق وأن أعلن أنهم يقفون وراء حمدين صباحى فى المعركة الرئاسية