حالة من الانشقاق تسود الطرق الصوفية بسبب دعوة الشيخ علاء ابو العزايم لمليونية حب مصر التي ينسق لها مع التيارات الليبرالية، والتي رفضها المجلس الأعلى للطرق الصوفية مؤكدا أنها ستفتح على الطرق الصوفية انتقادات واسعة كما أنها ستفرق شمل المسلمين. وقال الشيخ محمد الشهاوى، شيخ الطريقة الشهاوية، إن جبهة الإصلاح الصوفى تعانى من تحركات الشيخ محمد علاء أبوالعزايم، مؤسس حزب التحرير المصرى، والشيخ عبدالخالق الشبراوى، التى تخرج عن الجانب الدينى وأهداف الجبهة، ومنها عقد تحالفات سياسية وتنظيم فعاليات دون الرجوع إلى الجبهة، ومنها الدعوة إلى المليونية التى لا تخص سوى أبوالعزايم وطريقته "العزمية"، مؤكداً أن مشايخ الجبهة قرروا التبرؤ من المليونية، خاصة أن الخلافات مع الإخوان المسلمين والسلفيين ليست خلافات دينية، وإنما هى فروق بين مدارس تيار واحد. وقال المستشار محمود أبو الفيض، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن مشايخ الطرق الصوفية أبدوا استنكارهم لما تناولته وسائل الإعلام فى اليومين الماضيين حول مليونية صوفية، واصفا الدعوة لتلك المليونية بأنها دعوة إلى فتنة يراد بها الإضرار بمصر، كما أن تلك الدعوة تهدف إلى شق وحدة الصف الإسلامى والوطنى. من جانبه، قال الشيخ أبوالعزايم إنه رجع إلى الجبهة قبل اتخاذ أى خطوات نحو تنظيم المليونية، مؤكداً أنه يحترم رأى المخالفين، لكنه سيمضى فى طريقه مع عدد من أعضاء الجبهة ومشايخ الطرق الصوفية من خارج الجبهة. وأضاف أن نسبة الذين قرروا المشاركة فى المليونية من الصوفية تصل إلى 75٪، وأن أعضاء الجبهة مشغولون حالياً بكيفية حشد المريدين فى الميدان. بدوره، قال الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية إن أصحاب مظاهرات الجمعة القادمة لا يمثلون مريدي وأتباع الطرق الصوفية الذين يزيد عددهم عن 15 مليون صوفي يتبعون 73 طريقة صوفية" في مصر، داعيًا أتباعه بعدم الانسياق أو الاستجابة للدعوات بالتظاهر بميدان التحرير. وأكد الرفاعي أنه لا يوجد ما يستوجب الخروج للتظاهر مجددًا كما يدعو أبو العزائم في مليونية "في حب مصر"، خاصة وأنه "لا يوجد قضية جوهرية يرفعها الداعون للتظاهر, حيث أن المجلس العسكرى والحكومة استجابا لمعظم مطالب الشعب وقدما مبارك ونظامه للمحاكمة العلنية". ورفض شيخ الرفاعية أن يكون الهدف من تظاهرة المدعو إلى تنظيمها الجمعة القادمة الرد على مليونية السلفيين و"الإخوان المسلمين", وقال إنه لا يوجد أى مشاكل أو عداوات بين الصوفية والسلفيين، خاصة وأنه لا يوجد أي اعتداء على الأضرحة, ولا يشنون حاليا أية هجمات على الصوفية. وأكد أن دعوة أبو العزائم للتظاهر الجمعة القادم ستفشل، لأنه "يحاول استخدام أبناء الصوفية للتخديم على حزب التحرير الذى أسسه مع الناشط السياسى إبراهيم زهران", وأبدى تحديه في أن ينجح بحشد خمسة آلاف صوف، وقال "إذا جمعوا خمسة آلاف شخص سأستقيل من مشيخة الرفاعية". ودلل على فشل المظاهرة بمحاولة الداعين للمظاهرة إغراء الناس من أجل الحضور عبر تأكيدهم مشاركة المنشد الديني الشهير الشيخ ياسين التهامى في المظاهرة، الأمر الذي نفاه الشيخ الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الصوفيين وخارجهم. فى السياق نفسه، يعقد 30 حزباً وحركة سياسية مؤتمراً صحفياً آخر اليوم، للإعلان عن تفاصيل "جمعة الدولة المدنية"، وأصدرت القوى المنظمة للمؤتمر بياناً أكدت فيه رفضها ما أسمته "محاولات الزج بالدين فى العملية السياسية"، موضحة أن يوم الجمعة المقبل سيكون بمثابة احتفالية وطنية تبدأ بتنظيم أكبر إفطار جماعى. من جانبهم، رفض السلفيون المشاركة فى مليونية الصوفية، فيما قالت الجماعة الإسلامية إنها لم تحدد موقفها بعد.