لم تعد الرسائل الدبلوماسية والعقوبات الدولية تكفى لإيقاف قتل منظم للمدنيين يشنه الأسد ضد شعب سوريا، لن يتوقف إلا بتحول الكلمات لفعل حقيقى. فقد وصلت رسالة تركيا «الحازمة» أول من أمس لدمشق بعدما التقى وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو الأسد ومسؤولين سوريين، وقد ذكر فى مؤتمر صحفى لدى عودته لأنقرة أنه طالب الحكومة السورية بالكف عن قتل المدنيين، مشددا على أن تطورات الأحداث فى الأيام القادمة ستكون حاسمة لسوريا وتركيا، التى تهدف فى المقام الأول لتوقف إراقة الدماء السورية. أمام هذه الرسالة تعهد الأسد بأن سوريا لن تتهاون فى ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين، لكنها مصممة على استكمال خطوات الإصلاح الشامل، لتقتحم بعد ذلك الدبابات السورية بلدتين تقعان بالقرب من الحدود مع تركيا أمس لتوسع بذلك هجوما عسكريا يهدف إلى قمع الاحتجاجات، بينما يتواصل القصف المتواصل على مدينة دير الزور. ولكى يؤكد الأسد على وصول رسالته للعالم، واصلت قواته أمس عملياتها العسكرية حيث شنت بالأمس حملة اعتقالات ومداهمات ببلدة دير الزور، كما أظهرت صورا على الإنترنت اجتياح الدبابات لبلدة تفتناز فى محافظة أدلب، وقد أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية أن 34 مدنيا قتلوا أول من أمس برصاص قوات الأمن والجيش فى عدة مدن سورية. وبعد انتظار دام طويلا، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو أول من أمس قوله: «إن الوضع فى سوريا يتجه إلى نقطة اللا عودة، ويجب تنفيذ إصلاحات وطنية لتجنب التدخل الأجنبى فى الشؤون السورية.» كما دعا إلى وقف فورى لإطلاق النار. من ناحية أخرى، تطرق رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإيرانى علاء الدين بروجردى للأحداث فى سوريا فى أثناء لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث وصف سوريا بأنه بلد مستهدف من الولاياتالمتحدة التى خسرت مصر فى التوازنات الإقليمية، ودعا إلى دعم سوريا حتى لا يُسمح لأمريكا بأن تتدخل فى الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة.