مهمة ثقيلة حملها عبد الرحيم الكيب، بعد أن تم اختياره مساء أول من أمس (الإثنين)، رئيسا للحكومة الانتقالية فى ليبيا، خلفا لمحمود جبريل الذى سبق وأعلن أنه سيستقيل عقب الإعلان الرسمى عن تحرير كامل البلاد، من قبضة العقيد الراحل معمر القذافى، الذى حكم ليبيا بالحديد والنار طوال 42 عاما. الكيب المحسوب على التكنوقراط، كان أحد 10 مرشحين لمنصب رئاسة أول حكومة انتقالية بعد حكم القذافى، قبل أن ينسحب 5 مرشحين وقد حصل على 26 صوتا فى الاقتراع الذى جرى فى مقر المجلس الوطنى فى العاصمة طرابلس. وسيكون على عاتق الكيب وحكومته مسؤولية إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا بعد 8 أشهر من صراع دام من أجل تحرير ليبيا من ديكتاتورية العقيد الراحل دفع ثمنه عشرات الآلاف من القتلى، وإعادة إعمار المدن التى تضررت بشدة فى أثناء هذا الصراع، وجمع الأسلحة من الثوار، وإعادة تأهيلهم وبناء الجيش الوطنى الليبى، جيشا نظاميا وعصريا، بعد أن حوله القذافى إلى مجموعة من الميليشيات. غير أن تحقيق المصالحة بين جميع الليبيين فى ما بعد القذافى وبدء صفحة جديدة من تاريخ ليبيا، ربما تكون المهمة الأصعب أمام الكيب. وهذا التصويت يثبت أن «الليبيين قادرون على بناء مستقبلهم» بحسب رئيس المجلس الانتقالى مصطفى عبد الجليل بعد الإدلاء بصوته. وتنص خارطة طريق أعلنها المجلس الانتقالى الذى يضم 51 عضوا، على تشكيل حكومة مؤقتة بعد شهر كموعد أقصى من إعلان تحرير البلاد الذى تم رسميا فى 23 من أكتوبر المنتهى على أن تجرى انتخابات تأسيسية فى فترة لا تتجاوز 8 أشهر تتبعها انتخابات عامة بعد سنة على أبعد تقدير. وجاء انتخاب رئيس الحكومة الجديد قبيل انتهاء المهمة العسكرية لحلف الأطلسى «الناتو» فى ليبيا بحلول منتصف ليل أول من أمس (الإثنين). التركة الثقيلة التى تنتظر الحكومة الجديدة ظهرت جلية فى ما ذكرته صحيفة «ديلى تليجراف» عن اندلاع أكبر مواجهة بين الثوار، الذين اشتبكوا أول من أمس فى طرابلس بعضهم مع بعض وأسفرت عن مقتل اثنين وجرح 7 آخرين. الخوف من انتشار المد الإسلامى فى ليبيا الجديدة تزايد أيضا بعدما كشفت الصحيفة ذاتها عن صور يظهر فيها عَلَم «تنظيم القاعدة» وهو يرفرف على أحد المحاكم فى مدينة بنغازى، وأشارت إلى أن عددا من أعضاء التنظيم يتجولون فى المدينة يرددون «إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية».