فيما يعد نهاية آخر رموز عهد نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، أعلن مسئولون ليبيون في العاصمة الليبية طرابلس أمس اعتقال سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. ومن جانبه قال حامد الحمروني، سكرتير رئيس المجلس الانتقالي الليبي في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف»: فور اعتقال سيف الإسلام طالب بأن يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا. وأضاف أنه تجري مشاورات داخل المجلس الانتقالي ما بين أن يحاكم علي الأراضي الليبية أو يتم ترحيله للمحكمة الجنائية، لكنه أشار إلي أن الاحتمال الأرجح أن يحاكم داخل ليبيا ليثبت أن الشعب الليبي شعب متمدين وأكد أنه كانت هناك أوامر مشددة لجميع الثوار بعدم قتل سيف الإسلام. وأكد ياسين السمالوسي رئيس اتحاد الثوار الليبيين أنه سوف يتم محاكمة سيف الإسلام علنياً في طرابلس أو بني غازي داخل ليبيا مشيرا إلي أنه بعد القبض عليه غمرت السعادة أعضاء المجلس الانتقالي الليبي وهو مكسب مهم لانتصار الثورة الليبية لأن سيف الإسلام شخصية مهمة ويعتبر الرجل الثاني في النظام السابق وبعد رحيل القذافي وهناك الكثير من المعلومات التي يرغب الشعب الليبي في معرفتها لكونه علي علم بمكان الأموال المنهوبة والذهب والأسرار السياسية والشئون العسكرية. وصرح ثوار ليبيون في مؤتمر صحفي في طرابلس بأن سرية خالد بن الوليد التابعة لكتيبة أبو بكر الصديق التابعة لثوار مدينة الزنتان اعتقلت سيف الإسلام في منطقة أوباري جنوبي ليبيا. وأكد وزير العدل الليبي محمد العلاقي وحقوق الإنسان لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" الأنباء مؤكداً أنه تم اعتقال سيف الإسلام في جنوب ليبيا، قائلاً" سيف الاسلام الذي تبحث عنه المحكمة الجنائية الدولية اعتقل في الجنوب الليبي" مؤكداً أنه سيحظي بمحاكمة عادلة. في الوقت ذاته، أكد مصدر في مجلس الثوار في طرابلس الذي يضم عددا من المقاتلين السابقين في حركة التمرد، توقيفه في منطقة أوباري. وأكد البشير الطيب رئيس غرفة عمليات ثوار الزنتان أن ثوار الزنتان تمكنوا من القبض علي سيف الاسلام القذافي و3 من معاونيه قرب أوباري بجنوب ليبيا وقال الطيب في مؤتمر صحفي عقده امس ونقلته قناة العربية الاخبارية، إننا لم نتأكد من القبض علي عبدالله السنوسي رئيس المخابرات الليبية السابق. واشار إلي أن سيف القذافي تم نقله إلي الزنتان، وانه سيتم نقله إلي طرابلس بعد تشكيل الحكومة الجديدة. وحول قرار تسليمه إلي المحكمة الجنائية الدولية، قال الطيب إن القرار في ذلك يرجع إلي المجلس الوطني الانتقالي. وأكد البشير الطيب أنه لن يتم قتل سيف الاسلام مثل والده معمر القذافي وأنه سيقدم للمحاكمة، موضحا انه تم اعتقال نجل القذافي أثناء هروبه ومعاونيه إلي النيجر، وأنه لم يصب ولا توجد به أي إصابات. ودعا البشير الطيب رئيس غرفة عمليات ثوار الزنتان الشعب الليبي إلي عدم تصديق الشائعات. في غضون ذلك، أكد مسئول بالمجلس الوطني الانتقالي الحاكم أمس من بنغازي انه سيتم الاعلان عن حكومة جديدة في ليبيا في موعد "اقصاه غداً الاثنين. وصرح فتحي بعاجة المسئول عن الشئون السياسية في المجلس ان القائمة التي يصيغها رئيس الوزراء الانتقالي عبد الرحيم الكيب "تقريبا جاهزة". وأضاف انها ستقدم للاعتماد من قبل المجلس اليوم الأحد أو أي موعد اقصاه الاثنين ان لزم ادخال تعديلات وقال بعاجة ان رئيس الوزراء يبقي علي التشكيلة الوزارية طي الكتمان. وكان المجلس الانتقالي الذي اطاح متمردوه بدعم جوي من حلف شمال الاطلسي بحكم معمر القذافي في اكتوبر الماضي، قد اختاروا الكيب وهو أستاذ جامعي من طرابلس لتشكيل الحكومة الانتقالية. وكان المجلس الانتقالي قد أعلن "تحرير" البلاد بعد ثلاثة أيام من الامساك بالقذافي وقتله في العشرين من أكتوبر، واطلق خارطة طريق لحقبة جديدة في ليبيا حيث من المقرر أن تشهد البلاد انتخابات عامة في غضون عشرين شهرا من ذلك. وقال الكيب ان الحكومة الجديدة ستكون حكومة تكنوقراط من المتخصصين في شئون وزاراتهم، غير انه تعرض لضغوط من جانب القبائل الليبية وفصائل مسلحة شتي تريد ان تجد لها دورا في الحكم.