واصل الثوار الليبيون امس القتال من اجل تحرير الاجزاء الباقية من العاصمة طرابلس التي اكدت مصادرهم انهم يسيطرون علي 95 في المائة منها. واندلعت معارك كر وفر شرسة في أنحاء عديدة من العاصمة وبخاصة في محيط باب العزيزية مقر إقامة القذافي، الذي لا يزال الغموض يكتنف مصيره، حيث اشار مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي ان لا احد يعرف مكان تواجده. ونقلت قناة العربية عن مصادر من المعارضة الليبية قولها ان خميس ابن الزعيم الليبي يقود قوة عسكرية تتجه صوب وسط طرابلس.وأضافت القناة أن القوات خرجت من مجمع باب العزيزية مقر القذافي. وقالت المعارضة ان قوات القذافي تنشر الدبابات قرب المجمع وميناء طرابلس وتقاوم هجمات المعارضة. وأكدت وجود قناصة تمركزوا فوق الأسطح والجسور لكن أغلبهم كان يلقي السلاح ويستسلم.وقال متحدث باسم الثوار ان قوات القذافي تسيطر علي اربع مناطق فقط لا تمثل سوي مابين 15 و20 في المائة من المدينة.وقال مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي ان الثوار دخلوا الساحة الخضراء وسط مقاومة ضعيفة او دون مقاومة من قوات القذافي. واعرب المتحدث باسم المجلس الانتقالي عن امله في احكام المجلس سيطرته علي جميع انحاء ليبيا وتولي قيادة البلاد في غضون 48 ساعة. واكد القائم بالاعمال في السفارة الليبية في لندن انه لن يحدث فراغ في السلطة في ليبيا مؤكدا ان المجلس الانتقالي سينتقل من بنغازي الي طرابلس قريبا.واشار الي ان الثوار يسيطرون حاليا علي 95٪ من طرابلس. ولايزال مصير العقيد الليبي مجهولاً وسط أنباء متضاربة عن اعتقاله حيث أفاد مصدر دبلوماسي عن تواجد القذافي في طرابلس وعدم مغادرته لها مشيرا الي ان القذافي لديه عدة ملاجيء محصنة في مقر اقامته. الا ان مسئولا في المجلس الوطني الانتقالي الليبي قال إن المجلس تأكد من خلال المخابرات من وجود القذافي علي الحدود الجزائرية.وأشار إلي أن آخر كلمة صوتية ألقاها القذافي تم رصدها حيث تم التعرف من خلالها علي مكان وجوده. في سياق متصل قال موقع صحيفة "قورينا الجديدة" الاثنين إن الانتقالي حذر الجزائر من استقبال العقيد علي أراضيها. وكان رئيس الانتقالي مصطفي عبد الجليل قد هدد بالاستقالة إذا لجأ الثوار إلي أسلوب تصفية الحسابات، ودعاهم إلي عدم القصاص من أنصار القذافي. من جانبها نفت مايتي نكوانا ماشاباني وزيرة الشئون الخارجية في جنوب افريقيا ان تكون بلادها قد أرسلت طائرات إلي ليبيا لاخراج القذافي منها وقالت ان مكان العقيد حاليا غير معروف. كما نفت تونس وجود القذافي علي اراضيها. وقال رئيس الوزراء التونسي ان العلاقات بين القذافي وتونس لم تكن علي مايرام. واكدت مالطا انه اذا حاول القذافي او اي مسئول كبير في الحكومة الليبية الفرار اليها فانها ستسلمهم علي الفور الي المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي.واعتبر عبد السلام جلود الرجل الثاني السابق في النظام الليبي ان القذافي لم يعد امامه وقت للتفاوض في شأن تنحيه وهو مهدد بالقتل. وقال جلود انه لايتوقع هروب القذافي الي دولة اخري لان كل الطرق المؤدية الي خارج طرابلس مغلقة وشكك في ان يقدم العقيد الليبي علي الاستسلام او الانتحار لكنه قال ان الطريقة التي يتطور بها الوضع تشير الي انه لن يتمكن من البقاء حيا. واشار جلود الي ان خطة القذافي كانت بأن يقضي علي الثورة في مهدها بضربة صاعقة ولذلك ارسل اهم قواته وكتائبه المدججة بأحدث انواع الاسلحة الي بنغازي ومصراته والبريقة والجبل الغربي وعندما دمرت هذه القوات اصبحت المنطقة الغربيةلطرابلس مكشوفة وليست بها مقاومة حقيقية. من جهة اخري, ذكرت قناة العربية ان المعارضة الليبية تتفاوض مع المحكمة الجنائية الدولية علي ترتيب تسليم سيف الاسلام القذافي الذي اعتقل امس الاول.الا ان رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبد الجليل نفي ذلك. وكان مسئولون في المجلس الانتقالي الليبي قد اعلنوا اعتقال اثنين من أبناء الزعيم الليبي وهما سيف الإسلام والساعدي، في العاصمة طرابلس. وذكرت وكالة الانباء الكويتية ان السفير الليبي لدي الكويت محمد المبارك اعلن انضمامه للانتفاضة الشعبية الليبية.