مليونية، هى الكلمة التى ربما أنهت عصر مبارك، وربما هى الكلمة التى أحدثت انقساما فى المجتمع المصرى بين أنصار الدولة الدينية وآخرين ينتصرون للدولة المدنية. استعراض للقوى مارسته الجماعات الإسلامية السلفية والإخوانية، يوم 29 يوليو الماضى، قابلته محاولة استعراض أخرى من أنصار الدولة المدنية، من ليبراليين يدعمهم متصوفة وأقباط. الجدل وصل ذروته هذه الأيام، «لن نشارك»، هذا ما أعلنته صراحة جماعة الإخوان المسلمين، والجماعات السلفية. نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الدكتور عصام العريان، قال ل«التحرير» إن حزبه، المنبثق من جماعته، لن يشترك فى المليونية، بسبب ما سماه «عدم وجود تنسيق». مضيفا أن القوى الداعية لهذه المليونية، لو أرادت أن تتحول إلى قوى ثورية فعليها التنسيق مع الثوار. القيادى الإخوانى البارز، أوضح أن ميدان التحرير لن يكون ساحة للتظاهر، دون توافق كل القوى السياسية. «اتفقنا أن يكون شهر رمضان فرصة لتحقيق مطالب الثورة، ولا يكون النزول إلا بهدف الضغط، وليس رد فعل»، قالها العريان، قاصدا «الرد على جمعة اللحى والجلابيب». لم يختلف الدكتور يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور السلفى، مع العريان فى رفضه للتظاهر ك«رد فعل»، وقال إن التيار الليبرالى يبحث بكل السبل عن تحالفات مرحلية، تحقق لهم «بعض الشعبية التى أيقنوا أنها غير موجودة بين فئات الشعب المصرى». حماد هاجم أبو العزايم، واصفا إياه بأنه، يحاول أن يلفت الأنظار، ويدافع عن منصبه. القيادى السلفى قال ل«التحرير» إن أحزاب التيار الإسلامى استطاعت أن تصنع قواعد فى كل شارع وحارة، لتصل للمواطن البسيط، الذى ابتعد عن الأحزاب الساعية للدعاية وتسليط الضوء، مشددا على رغبتهم فى عدم وأد مثل هذه التحالفات بين التيار الليبرالى والمتصوفة والأقباط، لأنه بالأساس تحالف هش، «حسب كلامه»، مؤكدا أن بسطاء المتصوفة لن ينصاعوا لهذه الدعوة المشبوهة. الدكتور إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير المصرى، قال ل«التحرير»، إن المجلس العسكرى يريد أن يجعل مليونية «قندهار»، حسب وصفه، هى المليونية الأخيرة، وهى التى فرضت إرادتها على الشعب المصرى، من خلال مطالباتها بتطبيق شرع الله، وتصدير الدستور الوهابى، مضيفا أن حزبه والمتحالفين معه لن يسمحوا بتصدير هذه الصورة للعالم عن الثورة المصرية «المدنية». مشيرا إلى أن مليونية الجمعة القادمة، لا تدعو إلى التفتيت والتشرذم، «عكس السلفيين»، الذين يصفوننا بأننا «بتوع موالد». نعم نحن سنجتمع فى مولد حب مصر بسيدى ميدان التحرير، ولن نرفع سوى العلم المصرى، قالها زهران، فى إشارة إلى أعلام السعودية التى رفعت يوم جمعة 29 يوليو. فى حين لم يعلن الشيخ عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، موقف جماعته، قائلا إن «الأمر محل المناقشة»