«هنسميها بروفة بدلا من مسرحية هزلية، على أمل أن تكون خطوة تجريبية لانتخابات برلمانية قوية تأتى بعد وضع دستور للبلاد» الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكى يصف انتخابات مجلسى الشعب والشورى، التى تم إغلاق باب الترشح لها مساء أمس، بعد 13 يوما من فتحها. الشوبكى الذى قدم أوراق ترشحه على مقاعد مجلس الشعب «فردى -مستقل -بالدائرة الثالثة فى الجيزة» أضاف أن الانتخابات الحالية سوف تتم وسط حالة من الفوضى فى فترة مليئة بالتعقيد. واصفا ذلك بأنه اختيار أصحاب القرار «الذين فضلوا أن تجرى الانتخابات أولا لتمرير فكرة الاستقرار والأمان اللذين تحتاج إليهما العملية الانتخابية وتستلزم وجودهما، بعد الصراع الطويل الذى حاولنا المفاضلة فيه بين أن تكون الأولوية للدستور أو للانتخابات» مبررا تقدمه للترشح: «لأن الخطوة فى حد ذاتها تعد دفعة للأمام يجب المشاركة فيها». مرشح «الشعب» يرى أن البرلمان المقبل سيكون مجرد ترس فى ماكينة المرحلة الانتقالية، وأنه سوف يتم حله لا محالة فى أعقاب تفعيل الدستور الذى سيتم انتخاب البرلمان الذى سيليه على أساسه، وهو ما يعنى أن وضع الدستور أولا كان الخطوة الصحيحة التى يجب اتخاذها من الأساس. مدللا على ذلك بالتجربة التونسية التى جاءت أفضل من المصرية، حيث اتخذت تونس طريق الدستور أولا، لتتم الانتخابات فى أعقابه، مما أسفر عن اكتمال التجربة بنجاح ملحوظ. الشوبكى قال إنه رغم التحديات التى تنتظر البرلمان القادم والمخاوف من تحكم الإخوان فيه، فإن المؤشرات تدلل على أن الإخوان لن يكتسحوا البرلمان كما يعتقد البعض، إنما سوف يحصدون عددا لا بأس به من المقاعد فى «الشعب» و«الشورى»، ربما يصل إلى الثلث، إلا أنه فى الغالب لن يصل بهم إلى السيطرة على الدستور أو إحكام قبضتهم على البلاد. وعن المجلس العسكرى الحاكم، يرى الشوبكى أن «العسكرى» متشكك فى قدرة الشعب على اختيار من يحكمه مدنيا، وهو ما جعله يمد فترة حكمه للبلاد ويؤجل نقل السلطة.