بخطى ثابتة صعد على المنصة. وسط هتاف واحد ظل يردده شباب الإخوان، «مهدى عاكف يا حبيب.. شمسك عمرها ما بتغيب». لم يتوقف الهتاف حتى سمع الشباب أولى كلمات المرشد السابق لجماعة الإخوان، مهدى عاكف، خلال مؤتمر حزب جماعته «الحرية والعدالة»، مساء أول من أمس. تصريحاته المثيرة للجدل، كانت حاضرة معه. قال إن النخبة المثقفة تمر بحالة اليأس، التى تعانى منها، إلى المواطنين، وإن الله نصر الشعب المصرى حينما قال «نعم» فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية. مهدى عاكف، واصل تصريحاته، فقال «إن الشعب المصرى فوق المشير، والجيش، والحكومة، وإنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة»، وشدد على ضرورة إنهاء الفترة الانتقالية، فى أسرع وقت، وأن ترجع مصر إلى مؤسساتها المنتخبة، ووصف حزب جماعته بأنه الحزب الذى يمثل «روح هذا الشعب فى أخلاقه وإيمانه». مرشد الجماعة السابق، قال فى نبرة تحذير، إنه لا يستطيع أحد أن يرجع الشعب إلى الوراء، فالشعب ذاق معنى الحرية، ولا يستطيع أحد أن يسلبه منها. لافتا إلى أن الثروة أعطت نموذجا حقيقيا للشعب المصرى عن خلقه وإيمانه، وتعاونه، وحذر أيضا من الفضائيات والصحافة، التى تدعو إلى اليأس وأحيانا إلى الفساد، ولكنه فى الوقت نفسه قال إن الشعب المصرى بات واعيا بما يدور حوله. موضحا أن الجماعة موقفها ثابت من القضية والمقاومة الفلسطينية، وأنهم سيواصلون دعم حركات النضال الوطنى، وداعيا الشعب المصرى إلى الوقوف بجانبهم، وقال إن قتل المسلمين بعضهم بعضا فى سوريا وليبيا وأفغانستان وباكستان أمر مدبر. قيادات حزب الجماعة كان حديثهم مختلفا، فحديثهم كان منصبا على الانتخابات، وهو ما تناوله مرشح الحزب ونائب الجماعة السابق فى البرلمان، حمدى حسن، الذى شكر ثورة يناير على إتاحتها الفرصة للمرشحين بالتقدم بأوراقهم دون تعنت ورفض أمنى كما كان فى السابق. حسن وصف فلول الحزب الوطنى المنحل بأنهم «أحفاد يأجوج ومأجوج»، كانوا يفسدون فى الأرض، ويحاولون الآن العودة فى ثياب الشرفاء. مسؤول الإخوان فى الإسكندرية، مدحت الحداد، قال إن المجلس العسكرى مسؤول عن تأمين الانتخابات المقبلة، لافتا إلى أن الإخوان سيشاركون فى عملية التأمين من خلال اللجان الشعبية، وأن أولى مهام مجلس الشعب المقبل هى إعادة حقوق الشعب المصرى، والأموال المنهوبة فى الخارج التى سلبت منه، وإعادة بناء المنظومة الأمنية، ووضع خطوات جدية نحو نهضة البلاد اقتصاديا.