ليس ب«توشكى» وحده سيعيش الصعيد، ويخضّر وجه أراضيه الصفراء. مشروع آخر يقترب من صدارة المشهد، لاستزراع أراضى صعيد مصر، بعيدا عن مشروع توشكى بكل ما صاحبه من فشل وبطء وغموض وفساد وتواطؤ. بحر من المياه الجوفية، اكتشاف أعلن عنه الخبير الجيولوجى العالمى خالد عبد القادر عودة، أستاذ الطبقات والحفريات فى قسم الجيولوجيا، كلية العلوم جامعة أسيوط، فى مؤتمر صحفى أمس، تحول إلى «خناقة» بين الباحثين. عودة أوضح أنه خلال رحلة علمية فى يوليو الماضى اكتشف أن بحرا من المياه الجوفية، يخفيه بحر الأعظم فى الصحراء الغربية، مؤكدا أن بحر الرمال الذى لم يقترب منه أى من الباحثين لعشرات السنوات، اتضح الآن أنه يسبح فوق الخزان الجوفى النوبى. وهنا حاولت الدكتورة ناهد العربى، مدير مركز بحوث المياه الجوفية، أن تعلّق بقولها: إن ذلك «الاكتشاف ليس جديدا» وهو ما استفز الدكتور صفوت حجازى ضدها، فنهرها وعنّفها، مما اضطرها إلى الانسحاب من المؤتمر، بعد حصار «رجال حجازى» لها، ورفضهم إعطاءها الكلمة، رغم وجودها على منصة المؤتمر. وعلق حجازى على ما حدث: «لذلك تعمدت أن لا أدعو أيا من أعضاء المراكز البحثية الحكومية». «هناك من يحاول أن ينسب الاكتشاف إلى نفسه» تبرير قدمه عودة لإقامة المؤتمر الصحفى، خوفا من «سرقة اكتشافه كما حدث معه فى عهد مبارك» حسب قوله، حين اكتشف محمية الدببية، فاعتقل بعدها لثلاث سنوات، بدعوى الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. باستخدم الرادار المكوكى، قال عودة: إنه اكتشف واحات جديدة فى المنطقة المذكورة، موضحا أنه أطلق عليها أسماء مرتبطة بثورة يناير، مثل واحة التحرير 154 ألف فدان، ومنخفض عبد القادر عودة 385 ألف فدان ومنخفض الشهداء 312 ألف فدان، وهضبة الجيش 110 آلاف فدان، وسهل النهضة 721 ألف فدان. وكان من اللافت قول الدكتور محمد جاد، أحد المشاركين فى بحث عودة، إن تلك الأرقام مبالغ فيها وتحتاج إلى تدقيق. «توزيع تلك الأراضى على الشباب لاستزراعها وإقامة تنمية عمرانية بها» مطلب تقدم به عودة للحكومة، خلال مؤتمره الصحفى، جازما بأن مياه تلك المنطقة أنقى من مياه نهر النيل، مستدلا على ذلك بوجود «ماسورة مياه» لا تزال موجودة فى المكان نفسه منذ نحو 50 عاما، ولا تزال مياهها صالحة للشرب. وأضاف عودة: «إن لم تتحرك الحكومة لتجهيز تلك الأراضى وتوزيعها على الشباب، فليتحرك الشباب لاستزراعها بنفسه».