فيروس الفلول يتوغل وينتشر ويستمر، ليضرب جسد الأحزاب السياسية الوليدة فى مصر ما بعد ثورة يناير، أو تلك المحسوبة على المعارضة قبل الثورة. تكاد لا تبالغ إن قلت إن الفيروس ضرب مناعة جميع الأحزاب الجديدة، وإن اختلفت نسبة الإصابة ودرجتها، من أحزاب تتحرش بها فيروسات الفلول، إلى أحزاب تستحق لقب «ملجأ الفلول» بجدارة، لتكون بمثابة حصان طروادة لإعادة إنتاج النظام السابق فى البرلمان المقبل. فى محافظة أسوان، تعرض حزب الوسط الجديد لنزاعات داخلية مبكرة، بسبب ضم الفلول، حتى وصل الأمر إلى توجيه إنذار قضائى رقم 2250 لسنة 2011 ضد كل من المهندس أبو العلا ماضى رئيس الحزب، بسبب تشكيل لجنة جديدة للحزب فى أسوان ضمت «نخبة من فلول الحزب الوطنى المنحل» لإدارة شؤون حزب الوسط فى أسوان، على رأسها حسام الأنصارى. وفى أسيوط، ضم حزب المصريين الأحرار، المرشح منتصر مالك، نجل العمدة مالك يعقوب قلدس، عضو الشورى السابق عن الحزب الوطنى المنحل، الذى دعم الحزب الجديد بجمع توكيلات وأعضاء جدد للحزب فى مدن أسيوط وحتى أسوان. ولم تسلم محافظة السويس من الفيروس نفسه، إذ تضمنت قوائم حزب المصريين الأحرار، أحمد ماتو الذى خاض الانتخابات الماضية مستقلا بعد أن فضل عليه الحزب الوطنى مرشحه عبد الناصر مصطفى، فى المجمع الانتخابى. وكذلك فإن حزب مصر القومى، الملجأ الأول للفلول، استعان باسم خليل عوض الله الذى رفضه المجمع الانتخابى للحزب الوطنى المنحل، وفى دمياط، ضم حزب المصريين الأحرار، سمير التلبانى الذى كان مرشحا عن الحزب الوطنى فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن دائرة كفر سعد، والدكتورة فرندة الزلاقى، التى سبق لها الترشح فى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى فى الانتخابات الأخيرة على مقعد كوتة المرأة. وكذلك ضم حزب الحرية فى دمياط، عددا من فلول «الوطنى»، على رأسهم الدكتور جمال الزينى وعصام الشرايدى. وفى محافظة الدقهلية، وقد ضم المصريين الاحرار كلا من حسين عوض النائب عن الحزب الوطنى، ومجدى عرفة عضو مجلس الشعب عن دائرة بسنديلة، وولاء الحسينى عضو مجلس الشعب السابق، ورفعت البسيونى وصلاح أبو العينين وكيل المجلس المحلى للمحافظة، وهو ما تسبب فى تقديم عدد من الأعضاء استقالات جماعية من الحزب الوليد. وفى كفر الشيخ أيضا، كان لعضو مجلس محلى مركز مطوبس أحمد نصار، تجربة حزبية «فلولية نموذجية»، إن جاز التعبير، فقد بدأ السياسى المخضرم حياته السياسية مع الحزب الوطنى، ثم انتقل إلى الوفد، ومنه إلى حزب مصر القومى فى الانتخابات المقبلة. وكان ضم الفلول سببا مباشراً لاستقالة الدكتور سامى البلشى العضو البارز فى الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إذ اعترض البلشى على تحالف حزبه، مع حزب المصريين الأحرار، الذى وصفه بأنه «حزب الفلول، الذى يضع نواب (الوطنى) السابقين على رأس قائمته»، وهو ما اعتبره نموذجا «للتبجح السياسى». واحتل الفلول قائمة حزب مصر القومى فى المنوفية بشكل كامل، وفى مقدمتهم فؤاد الخولى مرشح الحزب بدائرة أشمون، والمرشح السابق ل«الوطنى» فى الدائرة نفسها، والدكتور شوقى أبو الفتح رئيس مجلس إدارة «نيل فارما للأدوية» على المقعد نفسه الذى سبق وترشح عليه باسم الحزب الوطنى قبل عام واحد.