لم يكن حزب الوفد إبان النظام السابق بعيدا عن أصابع الحزب الوطنى، لكن الحزب العريق الذى يقول إنه تطهر بالثورة من أخطاء الماضى، ها هو يعود ليفتح أحضانه لأصابع فلول الحزب الوطنى المنحل فى المحافظات، فى محاولة لكسب أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان المقبل. العلاقة الغامضة بالحزب الوطنى التى أساءت للوفد قبل الثورة، يبدو أنها ستعمل على تفجيره بعد الثورة، ففى كفر الشيخ هدد مرشحو الوفد فى اجتماع عاصف بعدد آخر من قيادات الحزب فى المحافظة بتجميد نشاط لجنة الوفد بالمحافظة واتخاذ خطوات تصعيدية حال الإصرار على ترشح الفلول بعد قيام قيادات الوفد بترشيح عدد من فلول الحزب الوطنى على قائمته، هم اللواء طه غلوش سكرتير عام محافظة كفر الشيخ السابق وعضو الوطنى فى انتخابات 2000، وعبد السميع يوسف مرشح الوطنى المنحل فى انتخابات الشعب بدائرة الرياض فئات 2010، وياسر منير عضو الوطنى بدائرة قلين فئات 2010، وأسامة محفوظ القيادى بالوطنى بكفر الشيخ، وذلك للترشح على الدائرة الأولى التى تضم مركز وبندر كفر الشيخ وسيدى سالم وقلين والرياض وبيلا والحامول. فى الأقصر ضم الوفد عباس حزين مرشح الوطنى فى برلمان 2010، ومنتصر أمين الذى ترشح على مبادئ الوطنى، وفى المنيا تكرر السيناريو -بحسب ياسر التركى عضو الوفد فى المنيا- حيث أشار إلى وجود تربيطات بين الوفد وأعضاء سابقين فى الوطنى المنحل، وفى الغربية سادت حالة من الاستياء بين أعضاء الحزب بسبب ضم بعض فلول الوطنى المنحل للحزب، منهم من يتردد اسمه كمرشح على قائمة الحزب فى الانتخابات القادمة، وذلك بعد أن تم الإعلان عن خوض أحمد الشعراوى، رجل أعمال وعضو حزب وطنى سابق، والدكتور محمود أبو زيد، وزير الرى الأسبق والنائب البرلمانى عن الحزب الوطنى بدائرة نهطاى. وفى مدينة قطور أثار قرار ضم خالد مصبح، أمين شباب الحزب الوطنى المنحل، إلى صفوف أعضاء حزب الوفد، غضب الأعضاء، بالإضافة إلى ضم محمد عبد المحسن نجل عبد المحسن داوود، نائب برلمانى سابق عن الحزب الوطنى. أعضاء الوفد طالبوا بتطهير حزب الوفد من فلول الحزب الوطنى ومنهم من هدد بتجميد عضويته داخل الحزب. فى البحيرة قام الوفد باحتضان الفلول، فى الوقت الذى منحهم فيه المراكز الأولى فى ترتيب القوائم مثل أشرف صهوان عضو مجلس الشعب عن دائرة الرحمانية 2005 وطنى، الذى يرغب فى أن يأتى رقم 2 فى الدائرة الثانية ومن المتوقع أن يخوض الانتخابات فرديا عن حزب الوفد. وفى الإسماعيلية تقدم أشرف أبو العلا رئيس لجنة الوفد العامة بالإسماعيلية، باستقالته إلى السيد البدوى رئيس الحزب، احتجاجا على الآلية التى اختار بها الحزب قائمة المرشحين لانتخابات مجلسى الشعب والشورى، والتى تمت بطريقة مركزية دون التشاور مع اللجنة الفرعية، معتبرا أن هذه الاختيارات قضت على كل أمل فى التغيير. وكانت أنباء قد ترددت خلال الأيام الماضية تفيد أن حزب الوفد سيدفع بأربعة مرشحين على قائمة الترشيحات لخوض انتخابات مجلس الشعب تضم النائبة السابقة فى المجلس المنحل ماجدة النويشى والدكتور كمال شاروبيم نائب رئيس الجامعة واثنين من أعضاء حزب الوفد من حديثى الانضمام للحزب، وهو ما تسبب فى حالة من الاستياء داخل الحزب بتجاهل القيادات السياسية القديمة بالحزب. الوفد يرعى الفلول -على حساب الوفديين- فالوفد فى الشرقية، ما زال يعانى من التخبط وعدم الاستقرار، وهو ما أدى إلى تقدم إنعام محمد على، أبرز الوجوه الحزبية بالشرقية التى خاضت الانتخابات الأخيرة عن حزب الوفد، باستقالتها بسبب ما اعتبرته «مهازل» موافقة الوفد على انضمام الفلول إليه، وهو ما ارجعته إلى مجرد العناد مع الإخوان حتى يتمكن الوفد من خوض الانتخابات بقائمة كاملة حتى لو كانت معظم عناصرها من الوطنى. الوفد فى أسيوط بدأ فى التفاوض مع مرشحين للانضمام إليه وخوض الانتخابات، وتردد اسم محمد مصطفى سليم عن دائرة ديروط «وطنى منحل» عضو مجلس محلى سابق ومرشح مستقل فى الانتخابات البرلمانية السابقة، بالإضافة إلى مفاوضات مع آل قرشى بديروط مصطفى قرشى، من الوطنى المنحل. وبعد أن فشل الوفد بالمنوفية فى وضع قائمة المرشحين للمجلس القادم لجأ إلى الفلول والذين كان على رأسهم عادل عيسى الخولى بدائرة الشهداء وبرهان أبو حسين عضو مجلس الشعب السابق بدائرة تلا عن الحزب الوطنى المنحل، ودفع هذا التصرف سكرتير اتحاد العمال بحزب الوفد فى لجنة المنوفية محمد المنهراوى إلى الإضراب عن الطعام بالمقر الرئيسى بحزب الوفد، احتجاجا على قيام قيادات الحزب «بتوريث الحزب» لأبنائهم وخالاتهم، ولفلول الحزب الوطنى المنحل واستثناء الوفديين القدامى من الترشح على قائمة الحزب. فى دمياط ترشح العربى الولى على المقعد الفردى وكان عضوا للمجلس الشعبى المحلى لمركز دمياط عن الحزب الوطنى المنحل، وهو ما نفاه سامى بلح، أمين حزب الوفد، مشيرا إلى أنه قام بتقديم استقالته من الحزب الوطنى وانضم إلى الوفد خلال الانتخابات الماضية وهو ما ينفى عنه صفة الفلول. وفى قنا استعان الوفد بأعضاء الوطنى المنحل من ذوى القبيلة والعصبية بمحافظة قنا لضمان الحصول على عدد منهم، ويأتى على رأس الأسماء التى طرحت لخوض الانتخابات البرلمانية تحت مظلة حزب الوفد النائب السابق أحمد مختار عثمان عضو مجلس الشورى الأسبق ومرشح الحزب الوطنى المنحل وابن قبيلة الهوارى البلابيش، الذى صاحب اسمه فى الانتخابات الماضية أعمال عنف من قبل مناصريه فى سبيل حصد المقاعد البرلمانية، بل وتم القبض على 18 خارجا على القانون من عصبيته لإفراطهم فى الشغب وتسببهم فى أعمال العنف فى إحدى اللجان الانتخابية. والاسم الثانى الذى تم طرحه أبو النجا المحرزى ابن مدينة أبو تشت ومحامى الحزب الوطنى ومرشح الحزب الوطنى المنحل، ليكون على قوائم الحزب بقنا.