الوجوه التى ترونها فى الصورة المرفقة بالخبر سقطت من حسابات المجتمع، لأنهم حرموا من المأوى والرعاية التى حظى بها الكلاب فى فيلات أثرياء النظام الفاسد، تجدهم منتشرين فى كل مكان على أرصفة الشوارع يقفون يمدون الأيدى، يتسولون عطف المارة قبل «قروشهم»، مبعثرين فى الميادين، يتنقلون بين السيارت فى إشارت المرور لبيع المناديل، وفى آخر الليل يهجعون فى محطات القطار أو داخل ممرات المترو أو أسفل الكبارى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. فى ليالى الشتاء القارصة لم يرحمهم أحد فسقطوا فى أيدى زعماء عصابات المخدرات يغتالون براءتهم ويحولونهم إلى عناصر إجرامية لا قلب لها، وأهون الأضرار التى تصيبهم أن ينضموا إلى تشكيل عصابى يسيطر عليه أحد البلطجية تحت تهديد السلاح، يجبرونهم على التسول لجنى أكبر قدر من المال. مباحث رعاية الأحداث التقطت منذ يومين خيوط الكشف عن أكبر تجمع لعصابات السيطرة على الأطفال وإجبارهم على التسول، بعد المعلومات التى وردت إلى مكتب اللواء مدير الإدارة العامة لرعاية الأحداث، تفيد قيام مجموعة من البلطجية بفرض سيطرتها على مجموعات من الأطفال وإجبارهم على التسول داخل منطقة الناصرية وميدان أبو الريش بمنطقة السيدة زينب بعد إحداث عاهات مستديمة بهم، وبإخطار اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة، أمر بسرعة ضبط المتهمين، فتم توجيه قوة من رجال الأمن تمكنت من ضبط إبراهيم.س وشهرته «البرازيلى» بمنطقة الناصرية وبصحبته 14 طفلا من المتسولين ومعه أربعة متهمين آخرين، كما تم ضبط إسلام سيد وشهرته «سلامة» بمنطقة أبو الريش. وبسؤال الأطفال أقروا بأعمال التسول لصالح المتهمين، خشية بطشهم وعدم وجود مكان آخر يأويهم، وأضافوا أنهم يتحصلون على أكثر من 400 جنيه يوميا لصالح زعيم العصابة، الذى لا يعطيهم بعد ذلك شيئا سوى لقيمات لا تسد جوعهم، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكابهم للواقعة، وجار العرض على النيابة لمباشرة التحقيقات.