أحداث العنف الدموية التى وقعت بوسط القاهرة مساء أول من أمس (الأحد) بعد مسيرة للأقباط تحولت إلى اشتباكات دموية مع الجيش وقوات الأمن، وصفت بأنها الأسوأ فى مصر منذ قيام الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق مبارك جعلت مصر فى موضع نقد على الساحة الدولية، لدرجة زعم البعض أن واشنطن عرضت على مصر إرسال قوات لحماية الكنائس فى مصر. غير أن الولاياتالمتحدة تبرأت أمس (الإثنين) من تصريحات منسوبة لوزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، تحدثت عن عرض واشنطن إرسال قوات أمريكية لحماية المنشآت الحيوية أو دور العبادة القبطية فى مصر بعد أحداث العنف بين قوات الجيش والشرطة والأقباط. السفارة الأمريكية قالت فى بيان حول أحداث يوم 9 أكتوبر إنه «خلافا لما ذكرته التقارير الصحفية فإن الولاياتالمتحدة لم تقدم أى عروض لإرسال قوات أمريكية لحماية دور العبادة القبطية فى مصر». وتابعت السفارة: «إننا نشعر بقلق عميق من جراء أعمال العنف بين المتظاهرين وقوات الأمن فى القاهرة يوم 9 أكتوبر، والتى أسفرت عن سقوط عدد من القتلى بين الجانبين، وإننا نقدم تعازينا لعائلاتهم وأحبائهم» كما أشارت إلى دعوة رئيس الوزراء عصام شرف لإجراء تحقيق، وناشد جميع الأطراف التزام الهدوء. كما أبدى وزراء الاتحاد الأوروبى قلقهم تجاه ما شهدته القاهرة مساء أول من أمس، من أحداث العنف التى وقعت جراء الاشتباكات بين الشرطة العسكرية ومتظاهرين أقباط، وقالوا إن السلطات من واجبها حماية الأقليات الدينية. وزير الخارجية البريطانى وليام هيج أعرب عن قلقه الشديد للصحفيين قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى لوكسمبورج، قائلا: «أعتقد أنه من المهم للغاية أن تعيد السلطات المصرية وكل الأطراف المعنية التأكيد على حرية العبادة فى مصر، وأن تتراجع كل الأطراف عن العنف» فى حين قال وزير الخارجية الألمانى جيدو فسترفيله: إن العنف ضد الأقليات الدينية «غير مقبول». ومن جانبه طالب فيلى سوفندال -وزير خارجية الدانمارك- بإدانة قوية للعنف، مضيفا «ليس هناك مبرر فى العالم يعطى الناس حق الدخول فى صراع دينى، وأعتقد أن الاقتراب من تلك النقطة فى مصر مخيف نوعا ما» بينما وصف أورى روزنتال -وزير الخارجية الهولندى- العنف بأنه «مثار قلق شديد». أما كاثرين أشتون -مسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى- فقالت إن الأحداث فى مصر والعنف فى تونس -حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد محتجين إسلاميين يوم أمس- ستكون محور مباحثات الوزراء فى لوكسمبورج. وأضافت: «نتوقع حقا أن تتحرك مصر نحو الانتخابات مدفوعة برغبة فى رؤية مشاركة جميع الأطياف فى تلك الانتخابات وحماية الناس، أيا كانت انتماءاتهم وأيا كانت جذورهم وأيا كانت معتقداتهم ودياناتهم». بالمثل استنكر وزير الخارجية السويدى كارل بيلت الأحداث، معربا عن «قلقه الشديد» واعتبر أن «مسؤولية السلطات حماية الجميع، وكذلك حقهم فى التعبير عن آرائهم، لذلك فإن الحدث مؤسف للغاية».