«الشعب يريد إس.. إس.. إس.. اتربوا ولا نكملها». هكذا خرجت مظاهرات الجمعة الأخيرة فى العاصمة الأردنية عمان تهتف هتافا جديدا، مضمونه التهديد الواضح للنظام بالاعتدال وإلا أكمل الشعب الهتاف «بإس.. قاط النظام».. عمان ومعها خمس مدن أخرى شهدت مظاهرات هذه الجمعة، ارتفع فيها سقف المطالب ومستوى المشاركين وكذلك سخونة الأحداث. الآلاف شاركوا فى مسيرة عمان التى تزعمها رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح ورئيس الوزراء ومدير المخابرات الأسبق أحمد عبيدات، فى مشاركة هى الأولى من نوعها منذ انطلاق الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح فى الأردن نهاية العام الماضى، الحرارة عادت إلى مظاهرات العاصمة بعد تراجع استمر لأسابيع، صاحبه انتقال الحراك إلى المحافظات توجهت شعارات مظاهراتها نحو الملك مباشرة وهتفوا لمدير المخابرات الحالى «يا رقاد قول لسيدك شعب الأردن مش عبيدك» و«شعب الأردن ما ينضام حتى لو أسقط نظام». أما لافتات المتظاهرين فهاجمت الفساد والفاسدين، وحملت أسماء مسؤولين حاليين وسابقين ورجال أعمال اتهموا بالفساد وأسماء الملفات المسؤولين عنها، فى رد على قانون هيئة مكافحة الفساد المثير للجدل، الذى يغرم من ينشر اتهامات بالفساد علنا بغرامات تتراوح بين 42 و84 ألف دولار، وتعرض نفس القانون للهجوم فى مظاهرات مدينة الشوبك جنوب عمان، وفى جارتها الطفيلة خرجت مسيرات الجمعة ال24 على التوالى ضد الفساد، أما مظاهرات منطقة خرجا بإربد شمال العاصمة فشهدت تطورا نوعيا تمثل فى ظهور البلطجية فى المظاهرات الأردنية للمرة الأولى، حيث اعتدوا على المتظاهرين بالعصا والحجارة، وكالعادة العربية فى مثل تلك الأحداث شاركتهم الشرطة فى تفريق المحتجين بالغاز المسيل للدموع والاعتقالات بدلا من محاولة حماية المتظاهرين.