مسرح الثورة، يؤدى فيه الفلول أدوارا شديدة الهزلية. الجمهور يضحك، ولكن المصيبة أن الفلول لا يفهمون سبب الضحك، وربما لا يسمعونه أو يرونه أساسا. فى مؤتمر طحا المرج، فى الشرقية، كان المسرح مزدحما جدا مساء أمس، وكان الفلول من الأسماء البارزة، تمسحوا فى الثورة، وأثنوا على المجلس العسكرى، ووصفوا الرئيس المخلوع ب«الطيب»، وأقسموا أنهم كانوا يعانون الظلم فى دولته، ولكن الأهم، وما جاؤوا من أجله، رفع الصوت عاليا برفض قانون الغدر. بدأ وزير التضامن الاجتماعى، عضو مجلس الشعب على المصيحلى، خطبته العصماء قائلا «تلك اللحظة هى نفسها التى تمنيناها منذ فترة، فثورة يناير البيضاء الشريفة النقية التى قامت بها جموع الشعب المصرى فى كل مكان، لا يمكن أن تكون ملكا لأحد، ولن تكون إلا لجموع الشعب المصرى» متسائلا «هل قامت الثورة من أجل بعض الأحزاب؟ وهل قامت للفُرقة والإقصاء؟»، مجيبا نفسه «قامت للمناداة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية»، وتابع «بعض الأحزاب والتيارات الشبابية تنصّب نفسها قائدا للشعب المصرى، ونسيت تماما الأغلبية الصامتة، التى لا يمكن إغفالها، فالصمت ليس معناه إسقاط الحقوق أو الإقصاء والإبعاد، لأن ذلك منافٍ لروح الثورة، ولن نوافق على قوانين تصدر تبعا للهوى الشخصى، ولن نوافق على إصدار قانون للعزل السياسى، إلا من خلال أحكام قضائية وأمام قاضٍ طبيعى». فى أثناء كلمته هتف كثيرون يطالبونه بالنزول، فرد عليهم أنصاره، وبدا أن الاشتباك سيتطور، ولكن هناك من تدخل ليهدئ الأجواء. عضو مجلس الشعب، وزير الاقتصاد الأسبق مصطفى السعيد، قال «مجموعة من القوى السياسية ترى ضرورة الإقصاء، وعلى نحو عام، ودون تمييز، بنية التشفى والانفراد بالسلطة، وهناك اتجاه آخر نحن معه، وهو أن من أفسد فليتم تقديمه إلى القضاء، دون ظلم أو حجر عليه والحيلولة بينه وبين مباشرة حقوقه الأساسية فى حق الترشح والانتخاب»، منهيا «جئنا لنؤكد ذلك المعنى، وهو أننا ضد الفساد ومع محاكمة الفاسدين، ولكن من خلال القانون، وفى وجود إجراءات تضمن العدالة». محمد شتا عضو مجلس الشورى السابق عن دائرة السنبلاوين بدأ بتوجيه الثناء، طبعا، إلى المجلس العسكرى، ثم رد على سؤال عن صحوة الفلول، بعد صمت دام لمدة ثمانية أشهر، قائلا «ظللنا صامتين لأننا كنا أدرى بخبايا الفساد فى النظام السابق، وعندما قامت الثورة المجيدة باركناها وأيدناها» مضيفا «لا أزعم أننى نزلت إلى ميدان التحرير، ولكن لم أكن ضد الثورة ومبادئها فى يوم من الأيام» وغازل الإخوان المسلمين «عندما كان يطلق على الجماعة لقب المحظورة كنت أتألم كثيرا، ولكن بعد الثورة أصبح لقب الفلول مضغة فى فم الجميع». «الراجل دا كان طيب»، يختم بها كلامه، وبالطبع كان يقصد الرئيس المخلوع، ويضيف «لكننا لم نكن لنسمح بأن يكون جمال مبارك خلفا له، لأن ذلك امتهان لكرامة المواطن المصرى». وفى قنا نظمت القوى السياسية، مساء اليوم نفسه، مظاهرة تأييد لتفعيل قانون الغدر، فى ميدان الساعة، تحت شعار «الشهادة أملنا واكتمال الثورة هدفنا»، ردا على مؤتمر فلول الوطنى المنحل فى نجع حمادى، ومن جانبه قال عبد الرحمن الخطيب المتحدث باسم حركة إدارة قنا إن القوى التى شاركت فى المظاهرة تناشد المجلس العسكرى اتخاذ الإجراءات القانونية لردع فلول الوطنى، الذين يهددون الأمن القومى ويخرجون بتصريحات ترهب المجتمع القنائى فى الفترة المقبلة.