ثمة علاقة واضحة بين 6 أكتوبر 1973، و28 يناير 2011. فهذان يومان خالدان فى تاريخ الوطن. يومان انتصر فيهما الحق على الباطل، جيشنا العظيم حرر الأرض من المحتل، والثوار الأبطال حرروا الوطن من الاستبداد والفساد والتبعية. ويجب أن نعلم أبناءنا ما حدث فى هذين اليومين، حتى لا يفرطون فى ذرة من تراب الوطن، ولا يقبلون أبدا الظلم والذل والهوان. يتشكك البعض فى أن ثورتنا العظيمة ستحقق لنا الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، كما كنا نهتف أيام الثورة، ولكنى على يقين من أن أهداف ثورتنا ستتحقق بإذن الله. ولعلنا نتذكر بعد هزيمة 67، وقبل حرب أكتوبر المجيدة، كان كثير منا يتشككون فى إمكانية النصر على جيش قيل إنه لا يقهر، كما أن خط بارليف الحصين، والمزود بخطوط النابالم لحرق قواتنا -إذا ما عبرت القناة- كان يبدو عبوره مستحيلا، لكننا بفضل المولى عز وجل، عبرنا الهزيمة،كما كتب يومئذ أستاذنا توفيق الحكيم. ولعلنا نتذكر يوم 6 أكتوبر 1981، حين تم اغتيال السادات، بطل الحرب والسلام، إذ بعد هذا اليوم بدأنا فى تزييف التاريخ، وأخذنا نتحدث عن الضربة الجوية، وتراجع السادات تماما عن المشهد، كما سبق وتراجع دور الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب أكتوبر! وثمة تاريخ يتعلق بهذه الصحيفة، وهو 6 أكتوبر 2010، ففى هذا اليوم كتب د.محمد البرادعى مقالا عن نصر أكتوبر، وقرر إبراهيم عيسى نشره فى الصفحة الأولى، فاعترض المالك الجديد للصحيفة، رئيس حزب الوفد! وأصر إبراهيم ونشره فعلا، فأقاله البدوى من رئاسة التحرير، فوقف المحررون مع رئيسهم، فى موقف ثورى غير مسبوق، ففقدوا وظائفهم، وتم القضاء على تجربة صحفية رائعة، إذ لا مثيل لشجاعتها، ولا للدور الوطنى الذى كانت تقوم به، فكل ما كان يُكتب فى الدستور يعد تمهيدا للأرض أمام ثوار يناير الأحرار. وثمة موقف تاريخى مهم، قد لا يعرفه كثير من شبابنا، إذ قبل هزيمة 67، كان عبد الناصر يقول لنا إننا أقوى قوة ضاربة فى الشرق، وإعلامه يؤكد أننا سندخل تل أبيب، ولذلك فُجع الشعب حين علم بالهزيمة بعد أيام من الكذب المتواصل! وبطبيعة شعبنا بدأ على الفور شلال من النكات اللاذعة تنصب على جيشنا وضباطنا وحتى الجنود، لدرجة أن من كان يرتدى الزى العسكرى فى الشارع كان يسمع بنفسه كلمات السخرية من الجيش المهزوم! إلى أن تولى الفريق أول محمد فوزى قيادة الجيش، فأعاد بناءه من جديد، وأشعل حرب الاستنزاف، وأقام حائط الصواريخ، ثم عبرنا وانتصرنا، وعندئذ نظر الشعب بفخر إلى جيشه المنتصر. والآن نحن فى أشد الحاجة إلى هذا النوع من القادة القادرين على إعادة بناء وزارة الداخلية، بعدما أفسدها المخلوع باستخدامها كعصا للدفاع عنه، وسحق كرامة المواطنين. ويجب أن نعترف بأن اللواء منصور عيسوى رجل شريف وطاهر اليد ومحترم، ولكنه فشل فى القيام بهذا الدور الضرورى فى هذه اللحظة التاريخية، حتى تعود العلاقة الطيبة بين الناس والشرطةالتى تحمى الشعب وتخدمه.