مفهومى للثورة هو تغير وضع سيئ قديم إلى وضع جيد فى المستقبل القادم، وعندما يثور الشعب طالبا أن تتغير الأمور يكون عنيفا مع من يعارضه أو يتباطأ فى تنفيذ طلباته، وتفاديا لهذا العنف، إما ينفذ الطلب وإما تتدخل فئة ليس من مصلحتها التغير وتنشر الإشاعات والفتن بين الناس على أن تضرب مطالبهم وأن تقف هذه الثورة. وما نراه الآن من انقسام فهو ما فعلته هذه الفئة التى وضعت الخلاف فى الرأى حتى تصل إلى غرضها، ونفذته بأن تضع الخلاف بين مؤيد ومعارض فى التعديلات الدستورية فى «نعم أو لا»، بين محاكمة الرئيس السابق ولا للمحاكمة. نعم لجمعة الاستقرار ولا لجمعة الاستقرار، ولغة التفاهم بين المؤيد والمعارض حادة إلى درجة كبيرة تنذر بكارثة، والله يحفظنا من كل سوء. أما الفتنة التى تدار الآن لضرب الثورة فهى بين المسلم والمسيحى، والأهلاوى والزمالكاوى، مع اختلاف درجتها، وتأثير شدتها على المجتمع، مع أن الغرض من التحريض على الانقسام فى هذا الوقت مع عدم الوضع فى الاعتبار مصلحة الوطن والأمن القومى والحالة المزاجية للفرد، مادى له علاقة بالإحباط والنقمة على الثورة وإفشال القائمين بالحكم، إما إنه لم تصل إليه فكرة الثورة الأساسية، وهى التغير والعمل بالمنهج القديم الذى يخدم مصلحته هو فقط كما كان معمولا به سابقا، أو يعمل لمصلحة أحد آخر يهمه ضرب كل شىء جميل ينبت الآن ليكون قيمة غدا ينتفع بها الناس، منها تصحيح الأخلاق بين المصريين جميعا التى فقدت فى الزمن الماضى، واستمرار روح الكراهية بين الشعب حتى يكونوا على أهبة الاستعداد لضرب بعضهم بعضا. والسؤال: من المسبب الرئيسى للفتنة والانقسام؟ فى رأيى دون تردد هو الإعلام، وأخص بالذكر الإعلام الرياضى موضوع حديثى المستمر والباقى إلى أن ينصلح حال الدولة فى مجال الرياضة وأشك أنه مخطط له مسبقا. الإعلام الذى ينشر الفكر المتشدد للتشبث بقراره دون النظر إلى مصلحة غيره، والذى يصل بنا إلى العصبية والغضب الذى يصل بالإنسان إلى فعل القتل والتدمير. سيدى لى سؤال عندك أرجو الإجابة عنه بمنهى الحيادية: ما مصلحة مقدم برنامج يحرض جمهورا على حكم مع العلم أنه هو نفس الشخص، يناقض نفسه عند تحليل أداء حكم بأن خطأه بشرى له تقديره ولا تحاسبه عليه اللوائح المنظمة لعمله، وهو نفس الشخص فى نفس البرنامج يفسر اللعبة أو الحركة للحكم برأيين مختلفين، واحد للتحريض والثانى للمدح. وما رأيك فى هذا المقدم يقوم بمخاطبة جمهور ويحذره من كذا وكذا، الذى ليس عنده أى هيبة ولا حب لناديكم، فهبوا بالرد عليه. وشخص آخر فى برنامج آخر يقوم بالتريقة على الفرقة الأخرى بأفظع التشبيهات. وحكمنا على هؤلاء أنهم ليسوا واعين لكلامهم، وعليهم مراجعة النفس قبل أن يتحدثوا عن الرياضة ويخرجوها من شرورهم. وكثير فى برامج كثيرة لناس نعرفهم ولهم شهرة وناس صغار حديثى العهد بالعمل بالإعلام الرياضى ماشين بخطى أستاذهم لينالوا الشهرة السريعة، ويكون لهم مشاهدون ليحصلوا على عقود تدر أموالا كثيرة فى أقصر وقت ضاربا بالمبادئ والقيم عرض الحائط.