ألقى تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» باللوم على قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا وسحب الموظفين الدبلوماسيين من العراق، في عودة داعش إلى سورياوالعراق على الرغم من انهيار خلافة تنظيم "داعش" الإرهابي المزعومة بعد حملات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراقوسوريا، فإن الجماعة ما زالت حية وتعيد تجميع صفوفها في العراقوسورياوأفغانستان، وتُظهر تحالفاتها مع الجماعات المتطرفة حول العالم أن هذه المجموعة قادرة على التكيف ولن تندثر قريبا. الفراغ الأمني الذي تسبب فيه رحيل القوات الأمريكية في سورياوالعراق، سمح لمقاتلي داعش بإعادة التجمع، وهم يشكلون خطرا متجددا على استقرار المنطقة، لكن الأمر تخطى العراقوسوريا، حيث ينشط داعش في جميع أنحاء العالم. سورياوالعراق في مارس من هذا العام، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصر على داعش، بعد معارك طويلة ضد الجماعة في العراقوسوريا، حيث قامت القوات الأمريكية بتحرير معقل داعش الأخير في الباغوز، شرق سوريا. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة تدعمها الولاياتالمتحدة، من هزيمة تنظيم "داعش" الذي ضعف سورياوالعراق في مارس من هذا العام، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصر على داعش، بعد معارك طويلة ضد الجماعة في العراقوسوريا، حيث قامت القوات الأمريكية بتحرير معقل داعش الأخير في الباغوز، شرق سوريا. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة تدعمها الولاياتالمتحدة، من هزيمة تنظيم "داعش" الذي ضعف إلى حد كبير، بعد أن فقد عاصمته الفعلية، مدينة الرقة السورية، في عام 2017. وأشار موقع "بيزنس إنسايدر"، إلى أن داعش في ذروة قوته عام 2014، سيطر على المدن الكبرى بما في ذلك الرقة والموصل والفلوجة، وهيمن على أكثر من 100 ألف كيلومتر مربع، ونحو 11 مليون شخص في العراقوسوريا. إلا أن سقوط خلافة "داعش" لا يعني بالضرورة أنه ليس لديه نفوذ أو قوة في الأماكن التي كان يسيطر عليها من قبل، وأنه لم يعد يشكل خطورة كبيرة. ألقى تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" باللوم على قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا وسحب الموظفين الدبلوماسيين من العراق، في عودة داعش إلى سورياوالعراق. ففي الوقت الذي اختلف فيه شكل التنظيم، فإنه ما زال قادرا على كسب المال وتجنيد المقاتلين، حيث يقدر تقرير "البنتاجون" أن ما بين 14 ألفا و18 ألف مقاتل من داعش ما زالوا يقومون بهجمات انتحارية واغتيالات وحرق محاصيل وكمائن في سورياوالعراق. هناك أيضًا مخاوف من أن تنظيم "داعش" قد يعود للظهور في مخيم "الهول" السوري للاجئين، حيث يعيش ما يصل إلى 70 ألف سوري في ظروف مزرية. ويضم المخيم عائلات مقاتلي "داعش"، بمن فيهم المقاتلون الأجانب الذين أتوا إلى المنطقة للانضمام إلى الخلافة، ويخشى الخبراء أن التنظيم يمكنه اتخاذ المخيم قاعدة لإعادة البناء والتجنيد. وفي كل من العراقوسوريا، يكسب "داعش" المال عن طريق الاختطاف من أجل الحصول على فدية، وابتزاز المدنيين، وتهريب الأموال من عقود إعادة البناء في المناطق التي مزقتها الحرب. في حين أن دخل التنظيم أصبح أقل مما كان عليه في ذروته، فإن مصادر دخله العديدة وغير المنظمة تجعل تتبع وتقييم تمويل "داعش" أمرا أكثر صعوبة. بعد اختياره خليفة.. هل ينجح «الأستاذ» في إحياء داعش؟ وأقام "داعش" ملاذات آمنة له في جبال العراق، وتسبب في "نزوح جماعي للمدنيين" من هناك، وفقا لتقرير البنتاجون، كما يعمل التنظيم على تقليل الاستقرار الحكومي وزيادة عدم الثقة بالحكومة من خلال تنفيذ عمليات اغتيال للمسؤولين المحليين. وفي الوقت الذي عزز فيه التنظيم من قدراته، لا تملك قوات الأمن العراقية القدرة أو البنية التحتية لصد هجمات داعش لفترات زمنية متواصلة، ولا يمكن للحكومة الوصول إلى المناطق الريفية حيث يكون دعم داعش بين المدنيين مرتفعا نسبيا، وحذر البنتاجون من تمرد كبير في العراق "في الأشهر المقبلة". ولاية خراسان في أفغانستان، يقول الموقع إن "داعش" ينافس الآن حركة طالبان على السيطرة على البلاد حيث يقوم تنظيم "داعش" في أفغانستان، والمعروف باسم ولاية "خراسان"، بشن هجمات ضد المدنيين، آخرها كان تفجيرا انتحاريا لحفل زفاف في كابول أسفر عن مقتل 63 شخصا. وتقدر الأممالمتحدة أن تنظيم داعش يمتلك من ألفين إلى 4 آلاف مقاتل في أفغانستان، وهي المنافس الرئيسي لحركة طالبان في تجنيد المقاتلين. وشهدت الفترة الأخيرة انضمام العديد من مقاتلي طالبان السابقين، إلى "داعش" لتلبية رغبتهم في الجهاد، مع تحول طالبان إلى قوة سياسية. ويحذر خبراء الأمن القومي من أن داعش يشكل تهديدا خطيرا للولايات المتحدة ودول غربية أخرى، حيث تقول جنيفر كافاريلا مديرة الأبحاث بمعهد دراسة الحرب، إن "الولاياتالمتحدة يجب أن تكون قلقة للغاية بشأن استخدام داعش لأفغانستان لشن هجمات على الغرب". وأضافت أن "شن الهجمات الخارجية أمر أساسي لطبيعة تنظيم داعش، وتتبنى الأفرع التي ينشئها داعش في الخارج هذا الهدف". ويمتلك تنظيم "داعش" في أفغانستان وباكستان وولاية "خراسان"، صلات بجماعات متطرفة أخرى في المنطقة. تقول أميرة جادون خبيرة شؤون الإرهاب بمركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت": "إن تنظيم ولاية خراسان التابع لداعش لديه مجموعة من العلاقات مع المنظمات المسلحة الأخرى في جميع أنحاء أفغانستان وباكستان والتي توفر لها الدعم الأيديولوجي واللوجيستي والتشغيلي". ويرى "بيزنس إنسايدر" أن التحالفات مع مجموعات مثل الحركة الإسلامية لأوزبكستان وجماعة "لشكر طيبة" تمنح ولاية خراسان المزيد من الدعم، سواء كان أيديولوجيا أو ماديا من حيث الأسلحة أو القوى البشرية أو الهجمات اللوجيستية. إفريقيا ويمتلك تنظيم "داعش" فرعا رئيسيا في إفريقيا، وهي مجموعة تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا، والتي انفصلت عن جماعة "بوكو حرام" الإرهابية النيجيرية في عام 2016. مقاتلو داعش موضع خلاف جديد بين ترامب وأوروبا
ويمتلك تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا ما يقرب من 3500 إلى 5 آلاف مقاتل ويحظى بدعم من "داعش"، عن طريق التدريبات واختبار الأهداف التي تكون معظمها من الحكومة والجيش النيجيريين. ويحظى تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا بدعم شعبي، خاصة في الأماكن التي لا تستطيع فيها الحكومة تقديم الدعم مثل الرعاية الصحية. من جانبه، وسع تنظيم "داعش" في الصومال نطاق عملياته ابتداءً من عام 2018، ففي حين تفيد التقارير أن "داعش" في الصومال ليس لديه سوى بضع مئات من الأعضاء، وفقًا لمركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت"، فإنه حقق مكاسب ضد منافسه الإقليمي، حركة الشباب المدعومة من تنظيم القاعدة. وبدأ "داعش" في الصومال في زيادة موارده المالية عن طريق جمع الضرائب والابتزاز، وتبنى التنظيم نحو 66 عملية في الصومال في عام 2018، أي أكثر من العامين السابقين مجتمعين، كما شن هجمات في العاصمة "مقديشو"، خارج قاعدته في شمال الصومال. وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كان بإمكان "داعش" في الصومال مواكبة وتيرة التوسع في مواجهة حركة الشباب، فإن مكاسبه السريعة مثيرة للقلق. الفلبين يمتلك تنظيم "داعش" قدرات كبيرة في أجزاء من الفلبين، حيث تعد سلسلة جزيرة "مينداناو" في الفلبين، المقاطعة الشرقية للتنظيم، الذي شن هجوما على كنيسة في يناير 2019، على الرغم من أن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي قال إن المجموعة هُزمت في الفلبين. وقال روميل بانلاوي، رئيس المعهد الفلبيني للسلام وأبحاث العنف والإرهاب، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "إن داعش يحصل على تمويل من الفلبين، ويقومون بتجنيد مقاتلين". وخلقت التضاريس التي تضم البحار والغابات الواسعة في المنطقة، جنبًا إلى جنب مع حكومة غير راغبة في الاعتراف بأن لديها تمردا، أرضا خصبة لنمو داعش في الفلبين.