بدا من الواضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم ينجح في رهانه على سياسة القطب الواحد في الأزمات العالمية، والتي لم تؤت الثمار المطلوبة منها. راهن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل أساسي في السياسة الخارجية على بعض التوجهات التي تضمن تخلي الولاياتالمتحدةالأمريكية عن دورها التاريخي والذي يُعرف باسم "شرطي العالم" الذي يشير إلى تدخلها في كافة الملفات لحفظ الأوضاع الحالية في العالم. وبات من الواضح أن الرئيس الأمريكي يحصد ما جناه من سياسات تخلى الولاياتالمتحدة عن دورها الذي دام عشرات السنين كضامن للاستقرار في النظام السياسي والاقتصادي العالمي، مفضلًا أن تبقى واشنطن كأحد العوامل المعنية بهذا النظام ولكن ليست محوره الرئيسي. وأشارت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، لسلسلة من الصدمات الاقتصادية والسياسية التي تثير الاضطرابات في جميع أنحاء العالم وتضرب النظام السياسي الدولي الذي تعمدت إدارة ترامب تقويضه على مدى عامين ونصف. ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين وقالت إن التحذيرات التي تشير إلى وأشارت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، لسلسلة من الصدمات الاقتصادية والسياسية التي تثير الاضطرابات في جميع أنحاء العالم وتضرب النظام السياسي الدولي الذي تعمدت إدارة ترامب تقويضه على مدى عامين ونصف. ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين وقالت إن التحذيرات التي تشير إلى حدوث ركود عالمي تفاقمت بسبب المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، وهو الأمر الذي أدى إلى هبوط عام في الأسهم، ما كان له بالغ التأثير على النظام الاقتصادي الدولي المتجذر منذ عقود طويلة. وعلى المستوى السياسي، فضَل الرئيس الأمريكي البقاء جانبًا في العديد من الملفات الساخنة، أبرزها خوض الهند وباكستان المدعمتان بالأسلحة النووية مواجهة جديدة خطيرة، بالإضافة إلى انهيار العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان، وهما أساس النفوذ الأمريكي في آسيا منذ منتصف القرن الماضي. وبخلاف ملفات المواجهات بين حلفاء واشنطن، فقدت الأخيرة السيطرة بشكل واضح على سباق الأسلحة مع الروس بعد الحرب الباردة، والذي تم تدعيمه بسلسلة من الاتفاقات المتعلقة بالأنشطة النووية والصاروخية، إلا أن الرئيس الأمريكي بدا غير حريص على استمرار العمل بتلك الاتفاقيات، والتي رآها مقوضة لبرامج التوسع التي تسعى الولاياتالمتحدة لتنفيذها في المستقبل القريب. ويتزايد القلق بشأن الأوضاع في هونج كونج، حيث يبدو ترامب في اتجاه مختلف عما تدور حوله الأمور في هذه المنطقة، وإن كان يسعى بين الحين والآخر لتقديم ما يمكن أن يُعتبر تدخلًا أمريكيًا في هذا الملف. هل فقدت إيران دعم أوروبا بعد واقعة ناقلة بريطانيا؟ وعلى الرغم من حملة الضغط القصوى التي يمارسها ترامب ضد إيران، يسعى الآن الرئيس الأمريكي لتجنب المواجهة مع طهران، وهو الأمر الذي لا يزال مثار أزمة واقعية في الولاياتالمتحدة منذ الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي. وعلى الصعيد الأوروبي، حاول الرئيس الأمريكي إنهاء سياسة بلاده التي تمتد منذ عقود طويلة، والتي تتمثل في الرعاية والحماية لدول الاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال حلف شمال الأطلسي الجامع لهم، حيث يولي ترامب دعمًا كبيرًا لخروج بريطانيا من اليورو، وذلك على الرغم من كونها إحدى الدول الثلاث الأكثر نفوذًا في الكتلة الأوروبية. ورأت الشبكة الأمريكية، أن ترامب لم يسبب كل هذه الأزمات، لكن تصرفاته أو عدم رغبته في تهدئتها أدت إلى تعميق الخلاف في كثير من الحالات، فضلًا عن أن رفضه لعب الدور القيادي الذي اعتادت واشنطن عليه، أحدث خللًا في موازين القوى، وقد يقنع الأطراف الرئيسية في العديد من الأزمات بأنهم قادرون على تفادي عواقب الصدام مع واشنطن. ترامب يواصل دعم أوكرانيا عسكريًا رغم العلاقات الجيدة مع بوتين رؤية الرئيس للعالم متجذرة في إيمانه الدائم بأن التدخل الأمريكي التاريخي في العديد من الملفات كان له بالغ الأثر الاقتصادي والاجتماعي على الولاياتالمتحدة، كما أنه يرى العمل أحادي الجانب هو السبيل الأمثل لاستعادة مكانة واشنطن في الساحة السياسية الدولية.