كان لبوريس جونسون أكثر من وجه، فهناك وجه السياسي الليبرالي في حزب المحافظين منذ 2008 إلى 2016، وكان هناك بوريس المؤيد بشدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، منذ 2016 حتى الآن. حتى اللحظة التي فاز فيها في انتخابات حزب المحافظين البريطاني يوم الثلاثاء الماضي، كان من الصعب التنبؤ بتوجهات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. قد يبدو من الغريب وصف جونسون بأنه شخصية غير معروفة، حيث إنه وصل لمناصب عدة مثل عمدة بلدية لندن ووزير الخارجية البريطاني، بالإضافة إلى عمله كصحفي ومقدم برامج، وكذلك المديح الذي تلقاه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لذلك جونسون ليس جديدًا على الساحة السياسية، ولكن بوريس جونسون ارتدى العديد من الوجوه على مدار حياته السياسية. حيث يقول موقع "كوارتز" الأمريكي، إنه كان هناك وجه السياسي الليبرالي في حزب المحافظين منذ 2008 إلى 2016، حيث كان جونسون عمدة واحدة من أكثر المدن متعددة الثقافات على وجه الأرض، والذي رحب بأشخاص منفتحين، وأعلن في عام 2013: "أنا على الأرجح السياسي الوحيد الذي على استعداد للوقوف وقول إنه مؤيد للهجرة". وكان حيث يقول موقع "كوارتز" الأمريكي، إنه كان هناك وجه السياسي الليبرالي في حزب المحافظين منذ 2008 إلى 2016، حيث كان جونسون عمدة واحدة من أكثر المدن متعددة الثقافات على وجه الأرض، والذي رحب بأشخاص منفتحين، وأعلن في عام 2013: "أنا على الأرجح السياسي الوحيد الذي على استعداد للوقوف وقول إنه مؤيد للهجرة". وكان هناك بوريس المؤيد بشدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، منذ 2016 حتى الآن، والذي أثار دون خجل مخاوف الناخبين من الهجرة، بنشر دعاية تحرض على كراهية الأجانب. ونتيجة لذلك، فإن محاولة تخمين توجهات رئيس الوزراء الجديد ذو الشعر الأشقر، كان أمرا صعبا، إلى أن بدأ في الإعلان عن تشكيل وزارته الجديدة. وانطلاقا من الخيارات التي اتخذها حتى الآن، يمكننا القول إن تعهد جونسون بتوحيد حزب المحافظين، والبلاد بأكملها، إما كذبة، أو أنه فشل في تحقيقه. بدلاً من ذلك، كان تركيز جونسون أثناء اختيار أعضاء حكومته منصبا بشكل كامل على ترك الاتحاد الأوروبي في الموعد النهائي المقرر له 31 أكتوبر المقبل، سواء تم التوصل إلى اتفاق أو لا، حتى لو كان ذلك يعني تجاهل مخاوف الشركات البريطانية، أو الناخبين الذين أرادوا إما البقاء في الاتحاد الأوروبي أو على الأقل وجود اتفاق معه، وأي شخص كان يأمل في اهتمام بريطانيا بقضايا أخرى خلال تلك الفترة. يوم الأربعاء، أجرى جونسون وأتباعه عملية إعدام وحشية بطريقة غير مسبوقة في تاريخ الحكومات البريطانية، حيث استبعد جيريمي هانت، وزير الخارجية الذي كان ينافسه في الجولة الأخيرة في الانتخابات، لكنه قال إنه مستعدا للوجود في حكومة جونسون، كما استبعد بيني مورداونت، وزيرة الدفاع المحبوبة التي كانت زميلة لجونسون في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي. بعد فوزه.. هل يصبح جونسون «ترامب البريطاني»؟
وأضاف الموقع الأمريكي، أن جونسون أقال أيضا كل من وزيرة الهجرة كارولين نوكس ووزير الإسكان جيمس بروكينشاير على الرغم من دعمه لحملة جونسون. في المجموع، استقال 18 وزيراً أو طُردوا من مجلس الوزراء، ليكون هذا ليس مجرد تغيير لرئيس الوزراء، ولكنه تشكيل حكومة مختلفة تماما. في المقابل وضع جونسون في حكومته الوزراء المقربين منه، مثل بريتي باتيل وزيرة الداخلية الجديدة، التي ظهرت في عناوين الأخبار للمرة الأولى في عام 2011 عندما ذكرت دعمها لعقوبة الإعدام. كانت أيضًا جزءًا من مجموعة اسمها "اليمين الجديد"، وهي مجموعة من أعضاء البرلمان المحافظين الشبان الليبراليين الذين نشروا كتيبًا بعنوان "تحرير بريطانيا" في عام 2012، حثوا على دولة الرفاة الصغيرة وظروف عمل مماثلة لتلك الموجودة في سنغافورة وهونج كونج. انضمت باتيل لحكومة تيريزا ماي كوزيرة للتنمية الدولية، لكنها اضطرت للاستقالة في عام 2017، بعد أن تبين أنها عقدت اجتماعات غير رسمية مع السياسيين الإسرائيليين أثناء قضاء عطلة في البلاد، لكنها عادت الآن. في الوقت نفسه كان دومينيك راب مسؤولاً عن رحيل المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، وقد ترشح للرئاسة ضد بوريس جونسون ويعد أقوى المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الحكومة الجديدة. وإلى جانب وجهات نظره تجاه أوروبا، اكتسب راب سمعة سيئة داخل حزب المحافظين لكونه أحد المؤلفين المشاركين لكتاب "تحرير بريطانيا"، وآرائه المتغيرة حول المساواة بين الجنسين. حيث كتب في وقت سابق "في حين أن لدينا أصعب قوانين مناهضة التمييز في العالم، إلا أننا نتجاهل بعضًا من أقسى أشكال التمييز ضد الرجال"، وخلص إلى أن "النسويات أصبحن الآن من بين أكثر المتعصبين البغيضين"، ليصبح الآن وزيرا للخارجية. توقعات الصحافة البريطانية لتشكيل حكومة جونسون
هذا يتركنا مع الوزارة السيادية الأخرى، وهي وزارة الخزانة، التي تولى حقيبتها ساجد جاويد، الذي احتل المرتبة الرابعة في انتخابات حزب المحافظين، وخلافا للآخرين، كان مؤيدا للبقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016. إلا أن "كوارتز" ترى أن هذا لا يعني أن جاويد سيكون أكثر ليونة فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مقارنة بباقي الوزراء، حيث سيكون أكبر مستشار له في الوزارة ماثيو إليوت، الذي أدار حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي. أخيرا، يعتبر دومينيك كامينجز، كبير مستشاري جونسون الجدد، شخصية مثيرة للجدل؛ حيث وصف رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون ذات مرة "مختل عقليا". كان كامينجز هو العقل المدبر لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبصفته مستشارًا جديدًا لجونسون، من المتوقع أن يكون الشخص الذي ينفذ القرارات دون أدنى اعتبار لمدى شعبيتها. ويبدو أن القيادة السياسية التي يحاول جونسون إعدادها ستركز على الاستعداد لمغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وهو الأمر الذي عارضته الغالبية العظمى من النواب بالفعل، وأكدوا أنه سيضر الاقتصاد البريطاني بشكل كبير، لكنه لا يمكنهم التدخل لإيقافه، حيث من الواضح أنه سيكون الاتجاه الأساسي في 31 أكتوبر. ومن غير الواضح أن شجاعته ستجدي نفعا مع الاتحاد الأوروبي، حيث حذر كبير مفاوضي الكتلة ميشيل بارنييه، الدول الأعضاء، من أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد يحاول "الضغط على دول الاتحاد الأوروبي ال27 الآخرين"، ووصف خطط إعادة التفاوض الخاصة به بأنها "غير مقبولة"، لذا الطريق أمامه سيكون صعبا.