مسارح الثقافة الجماهيرية العامرة أنجبت على مدار ستة عقود مئات المواهب الكبيرة فى مختلف المجالات الفنية، من غناء وألحان ورقص وتمثيل. أحمد خلف الملحن المدهش الذى رحل مقهورًا عن عالمنا المجحف منذ أيام، كان واحدًا من أنجب أبناء تلك الكتيبة المناضلة التى حفرت دائمًا فى الصخر بعيدًا عن صخب موسيقى المهرجانات الطاغية، وألحان الميوعة الخفيفة التى يأكل أصحابها الشهد من عرق الكادحين، ومن سفاهة الميسورين. مسارح الثقافة الجماهيرية العامرة أنجبت على مدار ستة عقود مئات المواهب الكبيرة فى مختلف المجالات الفنية، من غناء وألحان ورقص وتمثيل. أحمد خلف الملحن المدهش الذى رحل مقهورًا عن عالمنا المجحف منذ أيام، كان واحدًا من أنجب أبناء تلك الكتيبة المناضلة التى حفرت دائمًا فى الصخر بعيدًا عن صخب موسيقى المهرجانات الطاغية، وألحان الميوعة الخفيفة التى يأكل أصحابها الشهد من عرق الكادحين، ومن سفاهة الميسورين. ملحن متمكن لا يلعب بالنغمات الرائجة، قدم لنا "ملك الشحاتين" على مسرح الثقافة الجماهيرية بألحان مسرحية غنائية رائعة، يختلف مذاقها قلبًا وقالبًا عما قدمه الفنان محمد منير فى نفس العمل على مسرح السلام، ولكنها للأسف لم تحظ بنفس الدعاية ولم تحصد نفس الشهرة على مسرح الغلابة ذي التذاكر زهيدة الثمن، والمقاعد ملحن متمكن لا يلعب بالنغمات الرائجة، قدم لنا "ملك الشحاتين" على مسرح الثقافة الجماهيرية بألحان مسرحية غنائية رائعة، يختلف مذاقها قلبًا وقالبًا عما قدمه الفنان محمد منير فى نفس العمل على مسرح السلام، ولكنها للأسف لم تحظ بنفس الدعاية ولم تحصد نفس الشهرة على مسرح الغلابة ذي التذاكر زهيدة الثمن، والمقاعد الخشبية الخشنة التى تمتلئ بعائلات الكادحين والصنايعية التى ينتمى أبناؤها للثقافة الشعبية، ويشعرون بغربة قد تحول بينهم وبين ارتياد مسارح الدولة الأخرى الفاخرة حتى ولو تواضعت قيمة تذاكرها. عرفت أحمد خلف عندما استمعت لغنائه المثقل بالشجن لكعكة أمل دنقل الحجرية، التى يرهب التعامل مع فصاحتها وبنيانها القوى أعتى الملحنين، وبكيت معه وهو يغنيها فى وداع أمير شعراء الرفض العظيم بعد رحيله بأسابيع قليلة، بعدها توطدت علاقتى به وقدمنا معًا وآخرون أغنيات فى أعياد الطفولة بلا مقابل مادى ليغنيها كورال أطفال حزب التجمع فى ثمانينيات القرن الماضى، التى كان اليسار يدرك خلالها أهمية أن يقدم فنًّا موازيًا جميلا للشعب، يختلف فى قيمته ومذاقه عن الفنون الجاهزة المعلبة التى تقلد كل رائج حتى ولو انعدمت قيمته. بعدها فى التسعينيات قدمت معه مسرحية أخرى للأطفال على مسرح البالون، بالاشتراك مع الشاعرين الصديقين أمين حداد وأحمد بهجت، وغناء المطربة الساحرة عزة بلبع، ولم تمر سنوات قلائل حتى أمتعنا اشتراكه بألحان مصرية صميمة فى عالم سمسم، وهى أروع هدية قدمتها لذلك البرنامج بعد أن أجريت التعارف بينه وبين منتج النسخة المصرية عمرو قورة، الذى انبهر بألحانه، ووافق على مشروع قدمته لعمل أغان معه عن الفواخرية والنيل لإضفاء صبغة شعبية كان يحتاجها ذلك البرنامج المهم ليبتعد فى بعض أجزائه المصرية الصميمة عن الأغنيات الأجنبية المدبلجة. أحمد خلف القابض على الكعكة الحجرية واحد من كتيبة الفنانين المبدعين الذين ابتعدت بهم حظوظهم عن الشهرة التى يستحقونها. رحم الله صديقنا عظيم الموهبة، وأتمنى أن يتصدى أصدقاؤه ومحبوه وعارفو فضله على مسرح الثقافة الجماهيرية، لجمع تراثه الموسيقى، فهذا أقل واجب يمكن تقديمه لفنان كبير لم ينل عشر معشار حقه من الانتشار والتقدير.