تتوالى البيانات عن قرب انتهاء داعش بسورياوالعراق، لكن لا يزال التنظيم يعلن عن وجوده بطرق مختلفة، وينشر فيديوهات تؤكد استمراره فكيف يستعد التنظيم للملمة شتاته مرة أخرى؟ أصدر التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، في فبراير الماضي، بيانا، يؤكد أن التنظيم فقد السيطرة على 99% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سورياوالعراق، ولا يمتلك سوى 1% في سوريا بعد إعلان العراق تحرير الموصل، كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 23 مارس الماضي، السيطرة على آخر معاقل داعش في بلدة "لباغوز في سوريا، لكن للتنظيم رأي آخر. ويمتلك داعش القدرة على العودة بقوة إلى سابق عنفوانه، فينفذ التفجيرات شبه اليومية بالأماكن الحيوية في بغداد بعضها يقع في محيط السفارة الأمريكية. العودة الثانية حذر تقرير للمعهد الأمريكي لدراسات الحرب في واشنطن، من امتلاك داعش ما أسماه بالقدرة على "العودة الثانية لداعش"، وأن العودة المرتقبة ستكون أكثر شراسة مقارنة بالظهور الأول للتنظيم حينما بسط سيطرته على مساحات شاسعة من أراضي العراقوسوريا. وأكد تقرير صدر عن المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب العودة الثانية حذر تقرير للمعهد الأمريكي لدراسات الحرب في واشنطن، من امتلاك داعش ما أسماه بالقدرة على "العودة الثانية لداعش"، وأن العودة المرتقبة ستكون أكثر شراسة مقارنة بالظهور الأول للتنظيم حينما بسط سيطرته على مساحات شاسعة من أراضي العراقوسوريا. وأكد تقرير صدر عن المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب صعوبة القضاء على تنظيم داعش في الوقت الحالي، نظرا لطبيعة المجتمع العراقي، والذي يتسم بالقبلية والعشائرية وطريقة الحكم المتمركزية في شريحة دينية كانت واحدة من جملة أسباب أدت لظهور التنظيم، وهو ما يظهر في التفجيرات التي لا زالت تضرب العاصمة العراقيةبغداد رغم إعلان الحكومة العراقية القضاء على التنظيم في الموصل آخر معاقل داعش في العراق. المجلس الأمني ولا يزال تنظيم داعش يمثل تهديدا برغم الهزائم التي مر بها، لكن يعتبر جهاز الاستخبارات بالتنظيم أحد أهم أسباب بقاء داعش حتى الآن، بل وأهم أسلحته للعودة، وهو أحد الوحدات السرية التي تشكل الهيكل التنظيمي، وأخطرها، ومتوفر له كل الإمكانيات، واستطاع تجنيد الجواسيس والاتصال بأعداد كبيرة من المتطرفين في مختلف أنحاء العالم، والذين لعبوا دورا حيويا في جميع العمليات التي شنها داعش. حصلت مجلة "شبيجل" الألمانية على مسودة وثيقة (31 صفحة) مكتوبة بخط يد العقيد سمير عبد محمد الخليفاوي الضابط السابق في المخابرات العراقية، توضح تفاصيل عمل جهاز الاستخبارات وعملياته المتنوعة، وأسلوبه الذي يشبه الذي تعتمده أجهزة الاستخبارات في مختلف دول العالم، وتقنياتهم المتطورة نسبيا، لأن التنظيم استفاد من تجربة العراقيين الذين عملوا مع أجهزة الاستخبارات والمقاتلين الأجانب من البلدان المختلفة. ويتولى المجلس الشؤون الأمنية للتنظيم وكل ما يتعلق بالأمن الشخصي لخليفته "أبو بكر البغدادي"، وتأمين أماكن إقامته ومواعيد تنقلاته، ومتابعة واختراق التنظيمات المعادية، وحماية التنظيم من الاختراق. ومن أهم أدوات المجلس للعودة قدرته في الحفاظ على تواجد الوحدات الخاصة مثل الاستشهاديين والانغماسيين. أرض الميلاد الجديد أكد تقرير للمعهد الأمريكي لدراسات الحرب في واشنطن أن حلم دولة الخلافة لا يزال الهدف الأسمى للتنظيم، ويعتمد على سبل متعددة أهما التموضع والتمركز في مناطق مختلفة من العالم، بعد فشل مشروعه الأول في سورياوالعراق، ورشح التقرير أفغانستان لتكون قاعدة التنظيم العدوانية وأرض الميلاد الجديد للتنظيم. وكشف التقرير عن تحقيقات أجرتها أجهزة الأمن الأمريكية مع منتسبي التنظيم الذين تم ضبطهم على الأراضي الأمريكية، عن مخطط داعشي كبير ينطلق من أفغانستان. وألقت أجهزة الأمن الأمريكية مطلع العام الجاري، القبض على 8 أشخاص من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي، كانوا يخططون لشن هجمات داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبينت التحقيقات أنهم على اتصال مباشر بقيادات التنظيم في أفغانسات للحصول على تكليفات تنفيذ العمليات الإرهابية. أنشطة موسعة من أفغانستان نشرت دورية "انتلجنس أونلاين" تقريرا موسعا حول أنشطة تنظيم داعش في أفغانستان، ورصد توغل مقاتلي التنظيم في الشمال "ولاية خوراسان"، وخروجهم من الخنادق إلى الملاذات الآمنة والدفاع عن وجودهم بهدف التمدد علي مدار العاميين الماضيين، كاشفة عن ممارسات بشعة لتنظيم داعش في أفغانستان بعد هزيمته في سورياوالعراق، إذ عمدت قيادات التنظيم وكوادره العسكرية إلى الانخراط في الحركات السلفية الجهادية في أفغانستان، ودشن التنظيم ولاية خوراسان متخذا من أقاليم نورستان ونانجارهار وكونار لجمان في شمال شرق أفغانستان، وجعلها مناطق ارتكاز لعناصره. وأكدت "انتلجنس أونلاين" أن مدينة جلال آباد، تعد القلب الإداري لإقليم نانجارهار وهى مدينة يسكنها قرابة 400 ألف أفغاني، ومع تنامي القدرة التسليحية لعناصر التنظيم في أفغانستان، وحصولهم على أسلحة متطورة عبر أسواق السلاح السوداء، تصاعدت مخاطر تمدد التنظيم وتنامت قدرته على تنفيذ العمليات التكتيكية وصارت أقرب إلى تحقيق هذا الهدف. ويقول بروس هوفمان مدير مركز الدراسات الأمنية فى جامعة جورج تاون الأمريكية، إنه من الضروري التمييز بين عناصر طالبان الباكستانية الفارين إلى أفغانستان باعتبارهم أقرب حليف إلى تنظيم داعش، وبين طالبان أفغانستان الذين ينظرون إلى تنظيم داعش كمنافس لهم على النفوذ الإقليمي في أفغانستان، مشددا على أنه برغم الضربات الاستباقية التي شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن إعلان الحركة الإسلامية في طاجستان التي ينتمي إليها آلاف المسلحين من آسيا الوسطى والشيشان والهند كان بمثابة قبلة الحياة، وعزز من تواجد التنظيم وقوى شوكته حيث تتجه أطماعه للتمدد في أفغانستان.