شاهد: المجني عليه اعترض على وضع المتهم للقمامة ورعي الغنم فيها وإحراقها وتسببها في أمراض صدر واختناق.. المتهم انتظره بعد خروجه من القسم وأجهز عليه بقطعة رخام "حواري ضيقة"، وأصوات عالية، وضجيج المارة، مشهد معتاد في الأحياء الشعبية، ثمة سكون يسود الحي الشعبي لثوان انخفضت فيه الأصوات وهدأ ضجيج العابرين وصوت كلاكسات السيارات لينذر بشيء يغير طبيعة المكان المعتاد، كأنه عاصفة مرت في لحظات ولكنها خلفت وراءها ما لم يكن أكثر المتشائمين أن يتوقعه بعد معركة دموية لم تدم طويلا، إذ سقط شاب غارقا في دمائه، راحلا بعد أيام من إصابته تاركا خلفه سيرة طيبة ودعوات فقراء وثلاثة أطفال في عمر الزهور قدِّر لهم أن يعيشوا في الحياة دون سند ولم يتبق لهم سوى بعض صور تجمعهم مع والدهم ودموع لا تجف. لم يكن يتخيل أسامة رخا، صاحب ال38 عاما أن مشكلة مع جاره أشرف عيد على مقلب قمامة ستنتهي نهاية درامية حزينة وأنه سيفقد حياته، بدأ الخلاف مع المجني عليه وجاره منذ فترة، حيث اعتاد الجار أن يلقي القمامة خلف منزل «أسامة» لتتغذى عليها «أغنام» يقوم الجار بتربيتها، مما دفع المجني عليه لم يكن يتخيل أسامة رخا، صاحب ال38 عاما أن مشكلة مع جاره أشرف عيد على مقلب قمامة ستنتهي نهاية درامية حزينة وأنه سيفقد حياته، بدأ الخلاف مع المجني عليه وجاره منذ فترة، حيث اعتاد الجار أن يلقي القمامة خلف منزل «أسامة» لتتغذى عليها «أغنام» يقوم الجار بتربيتها، مما دفع المجني عليه لمطالبته أكثر من مرة بعد انتشار الحشرات والأمراض والدخان الناتج عن حرق القمامة، فضلا عن الرائحة الكريهة، ولكن طلبات المجني عليه لم تلق اهتماما عند الجار مما دفعه إلى إحضار «لودر» لرفع القمامة من المكان الذي يسيطر عليه جاره، ومن هنا بدأ الصراع الذي انتهى بالدم. «التحرير» كانت في مسرح الجريمة التي صارت حديث أهالي شارع المطراوي بمنطقة المسلة بحي المطرية للوقوف على التفاصيل. «صابر رخا» ابن عم المجني عليه يروي تفاصيل اليوم الدامي قائلا إن («أسامة» كان صاحب مركز صيانة سيارات ومكتب رحلات)، مضيفا «الحكاية بدأت حينما كان "أشرف" يلقي قمامة خلف بيت المجني عليه وجلب أغناما لتتغذى على المخلفات وبعد ما يخلص رعي بيولع فيها والدخان بيخنقنا ويجيب لنا الأمراض وأسامة طلب منه أكتر من مرة مايرميش زبالة تاني، كل الناس بتشتكي منها، طلبة المدراس اللي جنبنا والأهالي». وأضاف «ابن عمي القتيل جاب لودر يشيل كوم الزبالة وينضف المكان ولما أشرف منع اللودر اضطر أسامة يتصل بالشرطة ولما حضرت أشرف اختفى وابن عمي طلب يعمل محضر في القسم وبالفعل راح القسم هو وأخو أشرف عيد اسمه "سيد" ولما عرف إنه هيتحجز هناك مارضيش يعمل محضر وقاله إحنا هنحل المشكلة من غير محاضر ومشيوا من القسم وقال لأخو المتهم إنت زي أخويا الكبير ومتخليش أخوك يرمي حاجة تاني». وتابع «خرجوا من القسم وعملنا جلسة عرفية وكان فيه جيران لينا حاضرين وفجأة لقينا أشرف ظهر ومعاه ناس أغراب وشتمونا ولقينا ضرب نار وطوب وحجارة بتتحدف علينا من فوق سطح بيتهم ماحدش فينا كان متوقع إنهم هيعملوا معانا كده، إحنا كنا خارجين من القسم نتصالح وماحدش يضر التاني وفجأة ضربوا أسامة بقطعة رخام على دماغه سببتله نزيف داخلي وارتجاج في المخ ووقع على الأرض غرقان في دمه». واستطرد «رُحنا على المستشفى قعد بين الحياة والموت وتوفي بعد 4 أيام والمتهم لسه هارب وسمعته مش كويسة وأسامة لو هيتخانق ماكانش لجأ للقسم من الأول هو عمره ما كان بتاع مشاكل ومشاجرات وفي حاله إحنا عايزين حقه بالقانون والقضاء العادل والقصاص أسامة كان خيِّر وبيجيب عجول يدبحها للغلابة في العيد كل سنة». مضيفا «الجنازة بتاعة أسامة كان فيها آلاف من الناس بتودعه وكل اللي يعرفه حزين عليه عنده 3 ولاد، محمد أكبرهم في رابعة ابتدائي ومازن في سنة تانية وأصغرهم آدم لسه مادخلش مدرسة ولاده اتيتموا ومالحقش يفرح بيهم ولا سابوه يعيش». قاطعه «عنتر رخا» والد المجني عليه وقال بصوت مبحوح يخرج بالكاد «الناس دي جيراننا من زمان وكنا بنقف معاهم في الفرح والحزن اتفاجئت يوم الواقعة وأنا راجع من شغلي بالجيران بتقولي ابنك في المستشفى جريت على هناك لقيته غرقان فى دمه وعرفت بعدها إن أسامة راح القسم ومارضيش يعمل محضر لسيد عيد أخو أشرف المتهم وقاله إنت زي والدي وخده بالحضن ورجعوا من القسم لقيهم مجهزين الطوب وحجارة ورخام وكان معاه ناس جايبهم وضربوه بقطعة رخام على دماغه ده كله علشان مش عايز بينضف المكان». واختتم كلامه «أنا طالب من ربنا يجيب لي حق ابني اللي مات ابني ماكانش معاه ولا في إيده حاجة يتخانق بيها ومش بتاع مشاكل ولا خناقات والناس كلها في المنطقة تشهد بأخلاقه وأدبه أنا مش عايز غير حقه بالقانون ودمه مايروحش هدر».