على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين المنامة وتل أبيب، فإن الإسرائيليين المشاركين في مؤتمر البحرين قوبلوا بالترحيب، ويعامَلون معاملة خاصة اليوم الأربعاء، تستمر أعمال "ورشة السلام من أجل الازدهار"، المعروفة باسم "مؤتمر المنامة" في العاصمة البحرينية، وتمثل الشق الاقتصادي من "صفقة القرن"، بدعوة من الولاياتالمتحدة، دون حضور رسمي من الدولتين المعنيتين بالقضية، فلسطين وإسرائيل. إلا أن عددا من رجال الأعمال والصحفيين الإسرائيليين شاركوا في الورشة بالدولة الخليجية التي تلتزم بالموقف العربي بعدم التطبيع مع إسرائيل. رفائيل أهرين، الصحفي في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، كان أحد الصحفيين الإسرائيليين الذين وصلوا إلى المنامة لتغطية القمة، ورصد رحلة الوفد الإسرائيلي في البحرين. يقول أهرين إنه لا يتوقع أن تكون هناك علاقات طبيعية بين إسرائيل والبحرين قريبا، إذ ترهن معظم الدول العربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بالتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين. إلا أنه يرى أن القمة شهدت جانبا آخر من العلاقة بين البلدين، يتمثل في "الطريقة الدافئة للغاية" التي استُقبل بها الإسرائيليون، فيقول إنه يقول أهرين إنه لا يتوقع أن تكون هناك علاقات طبيعية بين إسرائيل والبحرين قريبا، إذ ترهن معظم الدول العربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بالتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين. إلا أنه يرى أن القمة شهدت جانبا آخر من العلاقة بين البلدين، يتمثل في "الطريقة الدافئة للغاية" التي استُقبل بها الإسرائيليون، فيقول إنه "تم الترحيب بمجموعة صغيرة من المواطنين الذين تم وصفهم في السابق بأنهم (العدو الصهيوني) بأذرع مفتوحة". وأضاف أن رجال الصحافة الإسرائيليين ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني الذين شقوا طريقهم إلى المنامة، يعاملون معاملة كبار الشخصيات، مشيرا إلى أنه إذا "ظل التطبيع الرسمي بعيد المنال، فإن العلاقات الإسرائيلية- البحرينية، على المستوى الشخصي تبدو تقريبا طبيعية". وتابع الصحفي الإسرائيلي: "إننا لاحظنا كيف كان يعاملنا البحرينيون بلطف حتى قبل مغادرتنا إلى المنامة، فعندما طلبت الإدارة الأمريكية اعتماد عدد من المراسلين الإسرائيليين لتغطية هذا الحدث، لم تتردد السلطات في المملكة، وعندما واجه بعضنا مشكلة في طلبات الحصول على التأشيرة، تلقينا المساعدة بطريقة سريعة وغير بيروقراطية". لماذا لم يدع ترامب إسرائيل لقمة البحرين؟ يذكر أن آخر مرة تمت فيها دعوة الصحفيين الإسرائيليين رسميا إلى البحرين كانت منذ ربع قرن. ويقول أهرين إنه عند الوصول إلى البحرين، اصطحب المسؤولون البحرينيون الصحفيين الإسرائيليين، سواء أولئك الذين سافروا بجوازات سفرهم الأجنبية أو الذين دخلوا البلاد بوثائقهم الإسرائيلية، من الطائرة إلى الفندق "بكل ود". وأضاف: "في الواقع تلقى جميع الصحفيين الذين حضروا الورشة نفس المعاملة"، لكنه أشار إلى أن "تلقي الإسرائيليين نفس المعاملة التي يحظى بها الأردنيون والإماراتيون والسعوديون في بلد عربي، لا يمكن اعتباره أمرا عاديا". ويذكر الصحفي الإسرائيلي في شهادته أنه على مدار هذا الأسبوع في البحرين كان سعيدا باكتشاف أن "السلطات الرسمية لم تخجل من استخدام كلمة (إسرائيل) التي كانت ظاهرة على شارة المؤتمر الرسمية، ولم يهتم أحد". «مضيعة للوقت».. الشكوك تحيط بمؤتمر المنامة
في السياق نفسه أشارت الصحيفة العبرية إلى أن رجال أعمال وصحفيين وحاخامات ومسؤولا كبيرا في البيت الأبيض، أقاموا اليوم الأربعاء، صلاة "نادرة" في الكنيس الوحيد في الخليج، على هامش المؤتمر، نظمها أحد الصحفيين، بمساعدة الدبلوماسية البحرينية اليهودية هدى نونو، وبموافقة السلطات في المنامة. ويرى أهرين أن الصحفيين الإسرائيليين عوملوا بشكل أفضل من نظرائهم، ففي الوقت الذي حصل فيه الصحفيون من البلدان الأخرى على تصاريح صحفية "فقد حصلنا على تصاريح مندوبين"، ما منحهم فرصة تغطية الورشة بشكل أفضل. وتابع أن الأمر لم يختلف كثيرا في شوارع المنامة، حيث لم يقل أحد كلمة سيئة عند إدراكه أنه يتعامل مع إسرائيلي "كل من قابلناهم في الشارع كانوا ودودين". مساء أمس الثلاثاء، حضر الصحفيون حفل العشاء الافتتاحي، حيث قدم المنظمون الوجبات اليهودية الحلال "كوشر" لأولئك الذين يراعون القوانين الغذائية اليهودية. مؤتمر المنامة.. بين حلول السلام ومقايضة الفلسطينيين وأضاف مراسل "تايمز أوف إسرائيل": "ولئلا نشعر بالعزلة، فقد انضم إلينا عيسى بن عبد الرحمن الحمادي مستشار ولي العهد لشؤون الاتصالات في محادثة مفتوحة". مشيرا إلى أن الحمادي، الوزير السابق في الحكومة البحرينية، أخبرهم بأن بإمكانهم أن يطلبوا منه أي شيء "شريطة ألا تنشر هذه المحادثة".