قال يوسي ميكلبيرج الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة "ريجنت" بلندن، إنه لم يلتق بأي شخص في إسرائيل أو فلسطين "يأخذ خطة السلام على محمل الجد". اليوم الثلاثاء، يبدأ مؤتمر المنامة المعروف باسم "ورشة الازدهار من أجل السلام"، الذي يمثل الشق الاقتصادي من صفقة القرن، التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل القضية الفلسطينية، أعماله. إلا أن خطة البيت الأبيض للنمو الاقتصادي والسلام في الشرق الأوسط، والتي من المقرر تقديمها من قبل جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب، في المؤتمر الذي تستضيفه البحرين، قوبلت بالشكوك في مدى جدواها. حيث قال عدد من الخبراء لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، إن القمة مضيعة للوقت بالنظر إلى عدم حضور إسرائيل أو فلسطين. ومن المقرر أن يقدم كوشنر، صهر ترامب، خطة اقتصادية بقيمة 50 مليار دولار، تدعو إلى إنشاء صندوق استثمار لتعزيز النمو وفرص العمل في فلسطين، وكذلك اقتصادات الدول المجاورة لها، على مدى السنوات العشر المقبلة. ويعد المؤتمر جزءا من صفقة القرن التي لم يكشف عنها بعد، وواجهت انتقادات عدة، خاصة من الجانب الفلسطيني، ومن المقرر أن يقدم كوشنر، صهر ترامب، خطة اقتصادية بقيمة 50 مليار دولار، تدعو إلى إنشاء صندوق استثمار لتعزيز النمو وفرص العمل في فلسطين، وكذلك اقتصادات الدول المجاورة لها، على مدى السنوات العشر المقبلة. ويعد المؤتمر جزءا من صفقة القرن التي لم يكشف عنها بعد، وواجهت انتقادات عدة، خاصة من الجانب الفلسطيني، حيث قال محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، في مايو الماضي، إن الصفقة يمكن أن "تذهب إلى الجحيم"، مضيفا أن "الشيء نفسه ينطبق على ورشة البحرين الاقتصادية التي يخططون لها، من أجل بيعنا المزيد من الأوهام". وتستضيف القمة كلا من وزارة الخزانة الأمريكية والبيت الأبيض وحكومة البحرين ووزارة المالية، بحضور نحو 300 ضيف من بينهم كريستين لاجارد مدير صندوق النقد الدولي، وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ولن تشهد القمة مشاركة رسمية فلسطينية أو إسرائيلية. ويقول حسين إيبيش كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، للشبكة الأمريكية، إن غياب المسؤولين من الحكومتين اللتين تركز عليهما الفعالية يجعل الحدث بلا جدوى، مضيفا: "أشعر أن الأمر برمته مضيعة للوقت". مؤتمر المنامة.. بين حلول السلام ومقايضة الفلسطينيين وتابع إيبيش "أنه من المستبعد أن نرى خطط التطوير الملموسة، ونجاح الترويج للمصالحة العربية الإسرائيلية، دون حضور أي مسؤول إسرائيلي أو فلسطيني"، متسائلا: "إذن ما هي الفائدة؟". حيث أكد الباحث في معهد دول الخليج العربي أن "كل شخص تقريبا أعرفه يخشى الأسوأ". ولم يعلق البيت الأبيض على هذه التصريحات، إلا أن كوشنر كان قد صرح لرويترز في مقابلة أجريت معه مؤخرا، أنه يرى أن صيغته التفصيلية تغير قواعد اللعبة رغم الانتقادات. في الوقت نفسه رفض عدد من الأكاديميين هذه الخطة كما هي، وأصروا على أن الحل السياسي للصراع بين إسرائيل وفلسطين هو المطلوب. وأضافوا أن سياسات ترامب تجاه إسرائيل وفلسطين قد أوضحت أيضا تحولا عن حل الدولتين الذي يعتبره الكثيرون أفضل وسيلة ممكنة لضمان التعايش السلمي بين الجانبين. قمة البحرين.. هل تفشل الخطوة الأولى في صفقة القرن؟
ويخشى مراقبون أن تتسبب تصرفات إدارة ترامب في إلحاق الضرر بدورها ك"وسيط صادق" في عملية السلام. فبالإضافة إلى الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، أغلقت إدارة ترامب بعثتها الدبلوماسية في القدسالشرقية، ومكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن، مما قطع قنوات التواصل الدبلوماسية مع فلسطين، كما قطعت التمويل عن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". وفي هذا السياق قال يوسي ميكلبيرج أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ريجنت بلندن، إنه لم يلتق بأي شخص في إسرائيل أو فلسطين "يأخذ خطة السلام على محمل الجد". بينما يرى إيبيش أن "الخطة كما تم إصدارها غير واقعية تمامًا، وعبارة عن خطة تم ترقيعها من مجموعة من المقترحات السابقة". وبالنسبة لنظرة إسرائيل لقمة البحرين، قال عاموس هوشتاين المسؤول السابق في إدارة أوباما ل"سي إن بي سي" إن إسرائيل تركز على الانتخابات التشريعية المقرر لها سبتمبر المقبل، بدلا من التركيز على عملية السلام. لماذا لم يدع ترامب إسرائيل لقمة البحرين؟ وأضاف أن "قمة البحرين لا تختلف كثيرا عن العديد من القمم السابقة المماثلة التي شهدت استجداء دول الخليج الغنية لدعم الاقتصاد الفلسطيني كحافز لفلسطين لتقديم تنازلات في عملية السلام"، وأكد أن هذا النهج لم ينجح في السابق، معربا عن شكوكه في أن ينجح الآن، "دون احتمالات حقيقية لبناء دولة فلسطينية".