انتقد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الإثنين، السياسات التوسعية التي تنتهجها إيرانوتركيا، مؤكدا أنها تسببت في تأزم الأمور مع الدولتين في الأونة الأخيرة إلى حد صار معه "الحوار صعباً بل وغير مجدٍ في الوقت الحالي"، مضيفا خلال كلمته في افتتاح ندوة "نحو بناء استراتيجية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي التي ينظمها البرلمان العربي"، أن تدخلات إيران في الشئون الداخلية للدول العربية، صارت بنداً دائماً على أجندة مجلس الجامعة العربية منذ عام 2015. وقال أبو الغيط: "إننا نشاهد اليوم ما تُباشره إيران وأذرعها من تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي بل وللأمن العالمي في واحدٍ من أدق مفاصله المتعلقة بأمن طرق التجارة والممرات البحرية وسلامة المنشآت البحرية".وأضاف: "إن هناك كثيراً من التفاصيل الكثيرة والمؤلمة في العلاقة مع الدولتين الجارتين للعالم العربي وقال أبو الغيط: "إننا نشاهد اليوم ما تُباشره إيران وأذرعها من تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي بل وللأمن العالمي في واحدٍ من أدق مفاصله المتعلقة بأمن طرق التجارة والممرات البحرية وسلامة المنشآت البحرية". وأضاف: "إن هناك كثيراً من التفاصيل الكثيرة والمؤلمة في العلاقة مع الدولتين الجارتين للعالم العربي التي انحدرت لحد مؤسف لا يتمناه أي عربي لعلاقة مع دولتين إسلاميتين تربطنا بهما عُرى التاريخ والجغرافيا وأواصر الدين والثقافة" وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأن "أصل المعضلة -من وجهة نظري- تتمثل في أن كلا الدولتين يحملان مشروعاً سياسياً يرى تطبيقه خارج حدود دولته وبالتحديد في المنطقة العربية". وأشار إلى أن "إيران تعتبر أن المنطقة العربية ساحة مفتوحة ومباحة لمشروعها التوسعي، وتُعطي لنفسها حق التدخل في أزمات الدول العربية، بل إشعال هذه الأزمات في أحيان كثيرة، من أجل الدفع قُدماً بهذا المشروع الذي يتعارض مع أسس الدولة الوطنية على طول الخط، ويضرب بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية عُرض الحائط ويدفع بالمنطقة إلى أتون حروب طائفية نرى تجلياتها -للأسف- في عدد من نزاعات المنطقة اليوم". وأضاف أبو الغيط، أن تركيا "تدفع بمشروع آخر لا يقل خطورة حيث يعتنق الإسلام السياسي في ثوب من العثمانية الجديدة، ويسعى إلى الترويج لمنطلقاته الأيديولوجية في منطقةٍ ثبت أنها ترفض هذا المشروع"، موضحا، ان أنقرة "تُعطي لنفسها الحق بالتدخل والتوغل في أراضي دولٍ عربية دفاعاً عما تعتبره أمنها القومي، ومن دون أي اعتبار لأمن الآخرين أو سيادة الدول، وهو توجه مرفوض ولا يؤسس لعلاقة سليمة ومتوازنة بين طرفين تقوم على الاحترام المتبادل". وشدد على أن كلا المشروعين، الإيراني والتركي، توسعي ويؤسس لعلاقة تقوم بين طرف مُهمين وآخر تابع..وكلاهما يقفز فوق الدول وسيادتها.. وكلاهما يرى في الصراعات الدائرة في المنطقة فُرصة للتغلغل والتمدد، وهو نظرٌ قاصر يقتنص مغانم قريبة ولا يهتم بعلاقة طويلة الأمد تقوم على الثقة المتبادلة، وتُحقق منفعة مشتركة للجميع عبر التعاون في مواجهة تهديدات، هي بطبيعتها، تستلزم حواراً إقليمياً" معربا عن التطلع إلى يوم يتغير فيه ذاك النهج، فيكون للحوار ساعتها معنى ونتيجة. وقال أبوالغيط: "لا أريد أن أخوض فيما هو معروف للكافة من مظاهر التوتر الشديد في العلاقة مع هاتين الجارتين، ولكن يكفي أن أقول إنه كان هناك منتدى للتعاون العربي التركي، تأسس منذ عام 2007، وعقدت خمس دوراتٍ له على المستوى الوزاري، قبل أن يتوقف في 2013 لأسباب معروفة لنا جميعاً".