بين أدوار الصديق الوفي وصبي المعلم وصديق البطل لمع نجم نجاح الموجي، ولم يتصدر عملا فنيا بمفرده، سوى فيلم "طأطأ وريكا وكاظم بيه" مع كمال الشناوي في 11 يونيو عام 1945، ولد الفنان الراحل نجاح الموجي، في قرية ميت الكرماء التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، ثم انتقل مع أسرته للعيش في حدائق القبة بالقاهرة، وأطلق عليه الأطفال لقب "قرقر" لنحافته الشديدة، وحصل على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، كما حاول التقدم للمعهد العالي للفنون المسرحية عدة مرات لكنه فشل، اسمه الحقيقي "عبد المعطي" واستعار اسم "نجاح" من اسم شقيقه الأكبر لدعمه له، وبدأ حياته الفنية من خلال المسرح الجامعي، ثم من خلال العمل مع فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" بالستينيات وقدّم مسرحيات عدة. سرعان ما انتقل نجاح الموجي للسينما، وقدم نجاح الموجي مجموعة متنوعة من الأدوار، كان لأغلبها تأثير كبير في وجدان المشاهدين ويتذكرونها حتى يومنا هذا، منها "الواد مزيكا" في مسرحية "المتزوجون"، وكان لحواره الذي دار بينه وبينه جورج سيدهم حول السياسة صيت واسع، يظن جورج أن نجاح لا يعي شيئًا عن السياسة، فيحاول سرعان ما انتقل نجاح الموجي للسينما، وقدم نجاح الموجي مجموعة متنوعة من الأدوار، كان لأغلبها تأثير كبير في وجدان المشاهدين ويتذكرونها حتى يومنا هذا، منها "الواد مزيكا" في مسرحية "المتزوجون"، وكان لحواره الذي دار بينه وبينه جورج سيدهم حول السياسة صيت واسع، يظن جورج أن نجاح لا يعي شيئًا عن السياسة، فيحاول أن يختبره ويسأله: "واد يا مزيكا إنت بتفهم في السياسة؟"، ليبادره الأخير قائلًا: "أفهم في السياسة.. أنا الشعب!". وبعد نجاحه في "المتزوجون"، تملك الغرور من نجاح الموجي وظل يرفض الأدوار الثانوية حتى جلس دون أعمال لمدة أربعة أعوام، وبعدها اضطر إلى العمل في سهرة تليفزيونية عام 1984 مقابل أربعة جنيهات، ثم رفض تقاضي المبلغ بعد انتهاء الدور لشعوره بالمهانة. ورغم إجادته لشخصية "عباس" في فيلم "ليه يا بنفسج"، فإن مونولوج "حنكورة حكالنا حكاية"، كان له صدى أكبر من دوره، إذ كان للموجي قدرات واضحة في تقديم فن المونولوج، لا يعتمد فقط على جمال وملاءمة الكلمات والموسيقى للموضوع الذي يقدمه، إنما كان الجمهور يصدقه، حيث يحمل وجهه تعبيرات توصل المعنى المرغوب فيه من المونولوج، وبدا ذلك واضحًا أيضًا مع مونولوج "سلم لنا بقى عالتروماي" في فيلم "أيام الغضب"، وانتقد فيه أوضاع البلد من خلال تجسيده لشخصية رجل أُلقى به ظلمًا في مستشفى المجانين، من ألحان سامي الحفناوي وكلمات سيد حجاب، بالإضافة لأغنية "اتفضل من غير مطرود" التي تعتبر من أفضل ما ترك الموجي في مسيرته الفنية. وفي "الكيت كات" قدّم شخصية "هرم"، الذي يُحضر الحشيش لأصدقائه في الفيلم الذي أخرجه الكبير داوود عبد السيد، وكان للموجي في هذا العمل السينمائي مجموعة من المشاهد والجمل الحوارية التي يستخدمها كثيرون في وقتنا الحالي، منها: "صح بس هنكر"، أيضًا جملة: "بتستعماني يا هرم" التي قالها الكفيف محمود عبد العزيز للموجي عندما أمسك به في شقة صديقهما المريض وهو في جلسة مع زوجة المريض، ليحاول الموجي التخفي معتمدًا على أن عبد العزيز لن يراه، لكن الأخير كشف الأمر وقال له جملته الشهيرة. وبين أدوار الصديق الوفي وصبي المعلم وصديق البطل لمع نجم نجاح الموجي، ومع ذلك لم يتمكن من تصدر عمل فني بمفرده، حتى جاءته فرصة مشاركة الراحل كمال الشناوي في بطولة فيلم "طأطأ وريكا وكاظم بيه"، واستخدم في ذلك خفة ظله المعهودة، تلاه بعدة أدوار في أعمال منها فيلم "البحر بيضحك ليه"، ومسرحية "مولد سيدي المرعب" آخر أعماله. وبالإضافة لذلك، فإنه عمل بالإذاعة المصرية وقدّم برنامجا ناجحا بعنوان "مسرح الكاريكاتير" بعد أن ترك فرقة ثلاثي أضواء المسرح، وحصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان دمشق عن دوره في فيلم "أيام الغضب"، كما شغل منصب وكيل أول وزارة الثقافة، وصدر له شريط كاسيت يحتوي على 6 أغان، ولكن الرقابة حينها رفضت توزيعه، رغم موهبة إلقاء المونولوجات التي كان يتميز بها. ووقف نجاح الموجي أمام جهات التحقيق في فترة التسعينيات بعد سخريته من الفنانة أنغام، حيث أطلق عليها اسم "ألغام" في مسرحية "لا مؤاخذة يا منعم"، واتهمته أنغام بالسب، وسخر فيها من فنانين كُثر آخرين، ومنهم عمرو دياب الذي وصفه باسم "عمرو ذهاب" بتقليد حركاته على المسرح، ومحمد فؤاد معتبرا أن أغنيته "يلا بينا يلا" غناها من أجل مغازلة العروس أثناء غنائه في حفل زفاف. وتوفي نجاح الموجي في 25 سبتمبر عام 1998، إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 53 عامًا، تاركًا رصيدا فنيا كبيرا شاهدا على موهبته.