حالة من الخوف والقلق تسيطر على سكان حى بولاق أبو العلا وخاصة أصحاب المبانى المقابلة لمنطقة مثلث ماسبيرو من الجانب الآخر، وذلك بعد هدم المثلث لتطويره. "التطوير"، من المفترض أنها كلمة مبهرة تحمل فى طياتها نوعا من التفاؤل والاتجاه نحو مستقبل أفضل لمن سيشملهم التطوير، ولكن صدى هذه الكلمة مختلف للغاية لدى سكان منطقة بولاق أبو العلا ممن يستيقظون يوميا وأمامهم أنقاض مبانى منطقة مثلث ماسبيرو، والتى تخيل البعض أنها مجرد منطقة عشوائية ومن الأفضل التخلص منها، دون النظر إلى ما تم هدمه من مبان ومحلات لها تاريخ تطل على شارع 26 يوليو، ومن هذا المنطلق أصبحت كلمة "تطوير" كابوسا يطارد سكان المنطقة فى الجزء المتبقى على الجانب الآخر من شارع 26 يوليو، فالجميع يشعر بالقلق من المصير المحتوم فى حالة الهدم. تاريخ بولاق أبو العلا لا يتردد اسم بولاق أبو العلا أمامنا إلا ويتردد معه مباشرة اسم "وكالة البلح"، وهو ذاك السوق التاريخية التى تباع فيها الملابس بأسعار رخيصة، ويمتد تاريخ حى بولاق إلى مئات السنين، ويشتهر بانتشار عدد من المؤسسات الصحفية به، منها جريدة الأهرام، ومؤسسة أخبار اليوم، وجريدة المساء. وانتشرت تاريخ بولاق أبو العلا لا يتردد اسم بولاق أبو العلا أمامنا إلا ويتردد معه مباشرة اسم "وكالة البلح"، وهو ذاك السوق التاريخية التى تباع فيها الملابس بأسعار رخيصة، ويمتد تاريخ حى بولاق إلى مئات السنين، ويشتهر بانتشار عدد من المؤسسات الصحفية به، منها جريدة الأهرام، ومؤسسة أخبار اليوم، وجريدة المساء. وانتشرت العمارات على الطريق بدءا من حديقة الأزبكية إلى كوبري أبو العلا وكانت بها أماكن تعد ملتقى الأدباء والمفكرين، ومنها عمارة الجندول التي أقامها الموسيقار محمد عبد الوهاب مكان بار سان جيمس، الذي كان يجلس فيه الشاعر أحمد شوقي وعمر لطفي المحامي، وعمارة شيكوريل التي قامت مكان "بار صولت" الحلواني، الذي كان مطعما ومحلا للحلوى ومشربا للخمر، وكان "صولت" هذا متلقى كبار الأدباء والشعراء والمثقفين والصحفيين، يتقدمهم أحمد شوقي الذي كان مكانه المفضل بين العاشرة مساء والواحدة صباحا، ويتجمع حوله الدكتور محجوب ثابت بك الطبيب الأديب، والشيخ عبد العزيز البشري ومحمود فهمي النقراشي وعبد الحليم العلايلي، وأمين الرافعي رئيس تحرير جريدة الأخبار "القديمة" وسليمان فوزي صاحب جريدة الكشكول وصالح البهنساوي الصحفي المشهور في "الأهرام"، كما أن بها ثلاثة مساجد تاريخية أشهرها مسجد السلطان أبو العلا، وأكبرها مسجد سنان باشا، وأقدمها مسجد زين الدين يحيى. حدود حى بولاق أبو العلا يقع حى بولاق على الضفة الشرقية لنهر النيل، تنتهى حدوده من الناحية الشمالية عند شارع شنن ثم شارع المنصورى حتى شارع السبتية تقابله مع شارع أبو الفرج ونصف كوبري الصنايع متجها إلى الغرب حتى كورنيش النيل أسفل كوبري إمبابة . ومن الناحية الجنوبية تنتهى حدود الحى عند امتداد شارع الجلاء من كورنيش النيل وحتى تقاطعه مع شارع 26 يوليو، أما الناحية الشرقية تنتهى عند شارع الجلاء بداية من ميدان عبد المنعم رياض حتى تقاطعه مع شارع 26 يوليو وحتى تقاطع شارع المنصوري مع شارع السبتية، ومن الناحية الغربية تنتهى حدود الحى عند شارع كورنيش النيل من ميدان عبد المنعم رياض حتى كوبري 15 مايو. هدم مثلث ماسبيرو بدأت محافظة القاهرة بالتعاون مع وزارة الإسكان فى البدء بتنفيذ قرار إخلاء منطقة مثلث ماسبيرو من سكان العشوائيات منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وبالفعل تم حصر عدد السكان وتسليمهم استمارات رغبات تتضمن 3 رغبات، أولاها الحصول على وحدة بديلة بحي الأسمرات، والثانية الحصول على تعويض مادي يبلغ 100 ألف جنيه، أما البديل الثالث فهو الحصول على وحدة سكنية بمنطقة ماسبيرو عقب الانتهاء من عملية التطوير، في مقابل دفع أقساط شهرية، وهو البديل الذي رفضه كثيرون منهم بسبب ارتفاع الأقساط بما لا يتناسب مع محدودي الدخل. بدأت عملية قرارات الإزالة للعقارات بمنطقة مثلث ماسبيرو، بإعلان من الحي بهدم العشوائيات، ثم جاء قرار بهدم بعض العقارات المطلة على شارع 26 يوليو من أجل المنفعة العامة المتمثلة في الخط الثالث لمترو الأنفاق. وبعد الانتهاء من هدم العشوائيات والمبانى المطلة على شارع 26 يوليو والتى ليس لها علاقة بالعشوائيات، فوجئ أصحاب العقارات التراثية ومن بينهم أصحاب محل هنهايات أقدم محل ساعات فى مصر وكان يطلق عليه "محل ساعاتى الملك فاروق" بقرار ينص على أنه تقرر البدء في إخلاء وهدم العقارات المطلة على شارع 26 يوليو بالإضافة إلى العقارات خلف السلطان أبو العلا والمطلة على كورنيش النيل والمحصورة بين وزارة الخارجية وكوبري 15 مايو استكمالا لقرار محافظ القاهرة رقم 1361 لسنة 2015 باعتبار منطقة مثلث ماسبيرو منطقة إعادة تطوير. وبالفعل تم التخلص من مبانى منطقة مثلث ماسبيرو استعدادا لعملية التطوير ولم يتبق سوى بعض المبانى التراثية ومبنى وزارة الخارجية ومسجد السلطان أبو العلا، ومتحف المركبات، وفندق رمسيس هيلتون، ومبنى ماسبيرو. القلاية والمحمرة: عشوائيات تهدد بولاق أبو العلا بالهدم تعد الركيزة الأولى التى ارتكزت عليها الحكومة فى هدم منطقة مثلث ماسبيرو والمنازل المطلة على شارع 26 يوليو، هى انتشار عشش مثلث ماسبيرو والمصنفة على أنها عشوائيات. ونظرا لأن الجزء المتبقى من منطقة بولاق أبو العلا لا يخلو من المناطق العشوائية مثل "القلاية والمحمرة"، وكذلك المبانى القديمة المتهالكة، فهناك تخوفات من سكان المنطقة من أن تتخذ الحكومة قرارا بهدم الجزء المتبقى من بولاق أبو العلا وتطويرها بما يتناسب مع تطوير منطقة مثلث ماسبيرو. سيد خليل أحد أصحاب المحلات القديمة والتى مر عليها أكثر من مائة عام قال ل"التحرير"، أن السكان وأصحاب المحلات يستيقظون يوميا على أنقاض الجانب الأخر من شارع 26 يوليو وهو ما ساهم فى بث الخوف والقلق لدى المواطنين، لأن هناك مبان ومحلات تصل قيمتها إلى ملايين الجنيهات وفى حالة الهدم لن يحصل أصحابها سوى على تعويضات ضئيلة لا تتناسب مع قيمة المبنى. مبان ومحلات تراثية تتميز بولاق أبو العلا بانتشار المبانى التراثية على الجانبين، وكذلك المحلات العريقة التى يتردد عليها الأمراء والمشاهير، فمحل ساعاتى الملك فاروق ليس محل الساعات التاريخى الوحيد، ففى المقابل هناك محلات مر عليها أكثر من مائة وخمسين عاما. أمير باسيلى أحد العاملين بمحل ساعات "طه إسماعيل" قال ل"التحرير"، إن المحل يعد من المبانى التراثية القديمة ويتردد عليه المشاهير من المجتمع، كما أن المبانى التراثية تنتشر فى كل شبر بحى بولاق أبو العلا، وهناك مبان لها قصص تاريخية، ومساجد أثرية مثل مسجد أبو العلا ومسجد سنان باشا، لافتا إلى أن التطرق فى المستقبل لتطوير ما تبقى من بولاق أبو العلا سيعد بمثابة هدم لتاريخ المنطقة ومبانيه المميزة. ومن جانبه قال محمود إبراهيم، إنه بالرغم من التخوفات إلا أنه لديه أمل فى البقاء على الجزء المتبقى من وكالة البلح والتى تعد من معالم بولاق أبو العلا، لأنها من الأسواق التاريخية التى يتردد عليها الأغنياء والفقراء، هذا إلى جانب المبانى ذات التراث المعمارى.