أشارت العديد من الأبحاث الجديدة إلى أهمية فيتامين د في الجسم، حتى وإن لم يؤثر نقصانه في وظائف الأعضاء بالجسم بطريقة مباشرة، فإن وجوده أمر حيوي تكمن وظيفة فيتامين (د) الأساسية في الحفاظ على توازن المعادن في الجسم، وبالأساس مستوى الكالسيوم والفوسفور. يعزز فيتامين (د) عملية امتصاص المعادن في الأمعاء، ويمنع الخسارة المفرطة لهذه المعادن في الكلى، كما يتحكم في دخول وخروج المعادن في العظام. وبالإضافة إلى ذلك، تشير أبحاث جديدة، حسب صحيفة "medicalnewstoday"، إلى أن فيتامين (د) له دور مهم في تنظيم عمليات نمو الخلايا، بما في ذلك قمع نمو الخلايا السرطانية وزيادة نشاط الجهاز المناعي. وكشف عدد من التجارب السريرية الحديثة عن أن تناول مكملات فيتامين (د) يمكن أن يطيل عمر مرضى السرطان. كشف باحثون من جامعة ولاية ميشيغان عن أن ارتفاع مستويات فيتامين D فى المرضى الذين يعانون من السرطان المتقدم يؤدى إلى تحسن استجابتهم للعلاج الكيميائى والأدوية المضادة للسرطان، وفقا لبيانات العديد من المرضى الذين تناولوا بالفعل مكملات فيتامين د. شملت الدراسة فقط التجارب التي فحصت استخدام مكملات فيتامين كشف باحثون من جامعة ولاية ميشيغان عن أن ارتفاع مستويات فيتامين D فى المرضى الذين يعانون من السرطان المتقدم يؤدى إلى تحسن استجابتهم للعلاج الكيميائى والأدوية المضادة للسرطان، وفقا لبيانات العديد من المرضى الذين تناولوا بالفعل مكملات فيتامين د. شملت الدراسة فقط التجارب التي فحصت استخدام مكملات فيتامين د للوقاية من المرض على مدى 4 سنوات من تاريخ الإصابة بالسرطان، وسجلت أيضًا حالات الإصابة بالسرطان والوفيات المرتبطة به. وفقا لنحو 10 تجارب بمجموع 79 مشاركا، كان متوسط أعمارهم 68 سنة، 78% منهم من الإناث، نظرًا لأن أعداد الإصابة تزداد في النساء بشكل عام، وجد الفريق صلة مهمة بين استخدام مكملات فيتامين د، وانخفاض معدلات الوفاة بالسرطان خلال فترة المتابعة. أظهر التحليل أن المرضى الذين تناولوا مكملات فيتامين د، كانوا أقل عرضة للوفاة من السرطان بنسبة 13% من أولئك الذين تناولوا دواءً وهميا خلال نفس الفترة. ومع ذلك، لم يكن هناك ارتباط كبير بين استخدام فيتامين د، والوقاية من السرطان عمومًا. وظهرت النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) في شيكاغو. وقال الدكتور في القسم الباطني في جامعة ولاية ميشيغان وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة طارق هيكل: "كان الفرق في معدل الوفيات بين من تناولوا فيتامين د، ومجموعات الدواء الوهمي، ذا دلالة إحصائية بما يكفي لدرجة أنه أظهر مدى أهميته بين مرضى السرطان". وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفيات في جميع أنحاء العالم. في عام 2018، اكتشف نحو 18.1 مليون شخص أنهم مصابون بالسرطان، وتوفي 9.6 مليون شخص بسبب المرض، حول العالم. يتطور السرطان عندما تتكاثر الخلايا بشكل غير طبيعي وتشكل ورمًا يمكنه الانتشار في الجسم. هناك العديد من أشكال السرطان، وهذا يتوقف على نوع الخلية والعضو الذي تبدأ فيه. في الظروف العادية، عندما تتعرض الخلايا للتلف أو تكبر، تموت، لتحل الخلايا الجديدة محلها. ينشأ السرطان عندما تتوقف هذه العملية عن العمل بشكل صحيح، ما يعني أن الخلايا التالفة أو القديمة لا تموت، لتتوقف الكثير من الخلايا الجديدة عن النمو. هذا الخلل يمكن أن يؤدي إلى فائض من الخلايا التي تخرج عن نطاق السيطرة. مع نمو الورم السرطاني، يبدأ في الانتشار في الأنسجة القريبة، وفي الوقت نفسه، يمكن للخلايا الهروب من الورم، وانتشارها عبر الجهاز اللمفاوي ومجرى الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وبدء أورام ثانوية جديدة. تعد فرص التعافي من السرطان أعلى بكثير عندما يحدث التشخيص في المراحل المبكرة ويمكن أن يبدأ العلاج قبل بدء انتشار المرض. بمجرد أن يكبر السرطان، أو ينتشر، يصبح علاجه أصعب. معظم الناس يحصلون على فيتامين (د) من التعرض لأشعة الشمس ومن الطعام. كما يتناول البعض مكملات فيتامين د، ويتعين على الجسم تحويل فيتامين د إلى شكل نشط قبل أن يتمكن من استخدامه. تحدث هذه العملية على مرحلتين: الأولى في الكبد، ثم الأخرى في الكلى. بمجرد أن يكون في شكل نشط، يساعد فيتامين د الأمعاء على امتصاص الكالسيوم في أثناء الهضم ويحافظ على استقرار مستويات الدم لاستخدامه في تكوين العظام. كما أنه يساعد في الحفاظ على صحة العظام. يمكن أن تنتج المشكلات الصحية، مثل الكساح عند الأطفال وهشاشة العظام لدى كبار السن، عن نقص فيتامين د. بالإضافة إلى كونه ضروريا لصحة العظام، فإن فيتامين د، يساعد أيضًا في التحكم في نمو الخلايا ووظيفة المناعة والالتهابات. ويؤدي الفيتامين هذه الوظائف عن طريق تنظيم الجينات لتمايز الخلايا، والانقسام. لكن هناك الكثير من الأسئلة المعلقة التي تحتاج إلى مزيد من البحث حول كيفية عمل فيتامين (د) داخل الجسم وعلاقته بالسرطان. يبحث عدد متزايد من الدراسات في ما إذا كان تناول مكملات فيتامين د يمكن أن يمنع هشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان وأمراضا أخرى. وأشار هيكل وزملاؤه إلى أنهم قرروا إلقاء نظرة على هذا الدليل في ما يتعلق بالوقاية من السرطان، خاصة أن استخدام الأسبرين في "الوقاية الأولية من السرطان لا يزال أمرا مثيرا للجدل". رغم أن نتائج الدراسة واعدة، أضاف هيكل أنه لا يزال هناك الكثير يجب اكتشافه، بما في ذلك الجرعة الصحيحة ومستويات فيتامين د في الدم. هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من البحث في عدد سنوات الحياة الإضافية التي يمكن أن يوفرها فيتامين د للأشخاص المصابين بالسرطان وكيف تعمل آلية المكملات الأساسية. قال هيكل: "لا يزال هناك الكثير من الأسئلة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث"، مشيرًا إلى أن النتائج الجديدة قوية بما يكفي ليتم وصف المزيد من الأطباء لفيتامين د، وخاصة أولئك الذين يتابعون مرضى السرطان. وأضاف هيكل: "نعلم أن فيتامين د يحمل فوائد كثيرة بأقل قدر من الآثار الجانبية". يسمى فيتامين ج "فيتامين الشمس"، حيث ينتجه الجسم عندما تضرب أشعة الشمس فوق البنفسجية على الجلد، كما أنه يعزز قدرة الأمعاء على امتصاص الكالسيوم والمعادن الأخرى المهمة، وضرورى للحفاظ على صحة العظام، وفقا للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة.