واهم من يظن أن الأزمة بين الصينوأمريكا تتلخص في حظر شركة أو منع التعامل مع منتجاتها، لكن الحرب الاقتصادية بين الدولتين أكبر من ذلك بكثير ولكل دولة أسلحة تضغط بها بقوة على مدار الأيام الماضية لم ينقطع الحديث عالميا ومحليا حول أزمة شركة هواوي الصينية وهواتفها، التي باتت مهددة بشكل كبير إذا امتنعت جوجل الأمريكية عن دعمها بنظام تشغيل أندرويد الأشهر عالميا، ولا تزال تفاصيل الأزمة متشابكة وإن كانت جوجل قد منحت شركة هواوي فترة سماح 3 أشهر لتدبير أمرها، وبدورها أبت شركة هواوي أن تخضع لمنحة من جوجل رافضة فترة السماح، وأكد مسئولوها أنهم ليسوا في حاجة لهذه الفترة بل إنهم مستعدون بالنظام البديل، ورغم التصريحات المختلفة الصادرة من الجانب الصيني حول الأزمة فإن هناك أطرافا أخرى قد تدخل في الصراع لاحقًا، منها شركة أبل. تعد تكلفة الإنتاج في أمريكا كبيرة بالنسبة للصين، مما يؤثر بشكل مباشر على أسعار الأجهزة المُنتجة، لذا تصنع شركة أبل الأمريكية هواتفها في الصين. في عام 2011 سأل الرئيس السابق باراك أوباما، الراحل ستيف جوبز المؤسس المشارك لشركة "أبل" قائلا: "ماذا علي أن أفعل كي يتم تصنيع جهاز الآيفون في الولايات تعد تكلفة الإنتاج في أمريكا كبيرة بالنسبة للصين، مما يؤثر بشكل مباشر على أسعار الأجهزة المُنتجة، لذا تصنع شركة أبل الأمريكية هواتفها في الصين. في عام 2011 سأل الرئيس السابق باراك أوباما، الراحل ستيف جوبز المؤسس المشارك لشركة "أبل" قائلا: "ماذا علي أن أفعل كي يتم تصنيع جهاز الآيفون في الولاياتالمتحدة وليس بالصين؟"، ليجيب جوبز بكل بساطة: "هذا الأمر لا رجعة فيه"، وفقا لما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2012. وهو نفس الأمر الذي تكرر مع الرئيس الأمريكي الحالي الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لجذب مصنع أبل لأمريكا بدلا من الصين، حيث دعا ترامب في سبتمبر الماضي "أبل" لتصنيع منتجاتها في أمريكا حتى تتجنب فرض رسوم جمركية على الواردات القادمة من الصين. وليست "أبل" الشركة الأمريكية الوحيدة التي تواجه تلك الحقائق، فشركة "أمازون" تصنع مساعدها الرقمي بالصين، وشركة "جوجل" تصنع هواتف "بكسل" الذكية في كوريا الجنوبية. كما بين تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" أن "العاملين في الصين مدربون على تجميع أجهزة الشركة بخبرات تفتقر إليها حتى الجامعات الأمريكية". وبحسب تقارير اقتصادية فإن صدور قرار من الحكومة الصينية بحجب أبل سيؤثر عليها بخسائر أولية تقدر بنحو 30% من أرباحها السنوية أي ما يقدر بقرابة 15 مليار دولار، الأمر يرجع لكون السوق الصينية تمثل قرابة 17% من مبيعات أبل عالميا بالإضافة إلى أن هواتف الشركة يتم تصنيعها في الصين وهو ما يحقق لها هامش ربح كبيرا بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع. بينما أكد رين تشنغ في مؤسس شركة هواوي تكنولوجيز ورئيسها التنفيذي لوكالة بلومبرج، إن ردا من بكين يستهدف شركة أبل غير مرجح وإنه سيعارض أي خطوة من هذا القبيل من جانب الصين ضد الشركة المنتجة لهواتف الآيفون. وعند سؤاله عن دعوات البعض في الصين لاستهداف أبل بإجراء انتقامي، قال رين إن سوف "يحتج" على أي خطوة من هذا القبيل إذا اتخذتها بكين. وقال في مقابلة مع وكالة بلومبرج "ذلك (الرد الصيني على أبل) لن يحدث أولا وقبل أي شيء وإن حدث سأكون أول المعترضين". وأقر بأن القيود على التصدير من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستقلص تفوقا استمر عامين حققته الشركة على منافسيها لكنه أضاف أن الشركة سوف تكثف إمداداتها من الرقائق أو أنها ستجد بدائل للتفوق في مجال الهواتف الذكية والجيل الخامس. في المقابل أعرب كثير من المستخدمين الصينيين للهواتف الأمريكية، أبل، عن غضبهم الشديد من التنكيل بشركة بلادهم هواوي، وانتشر على أثر ذلك فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى قيام بعض مستخدمي هواتف أبل بتكسيرها، ولم يتضح ما إذا كان اعتراضا على سياسة أمريكا ضد الصين أم أنها بسبب مواقف أخرى، بينما تشير التوقعات إلى انخفاض مبيعات هواتف أبل في الصين إحدى أهم الأسواق بالنسبة لأبل وذلك على خلفية الأزمة الأخيرة. تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الصينية أصدرت قرارها في ديسمبر الماضي بحظر بيع أجهزة أبل في الصين، وشمل حكم المحكمة وقف بيع هواتف آيفون القديمة بداية من آيفون 6s الصادر في عام 2015 وحتى آيفون X الصادر العام الماضي، وهو ما يمثل ضربة موجعة لشركة أبل الأمريكية في واحدة من كبرى أسواقها حول العالم.