الجراد الصحراوي والإفريقي يهاجم مصر للمرة الثالثة هذا العام.. وإسماعيل: بدء موسم التكاثر سبب عودته ونكافحه ب11 قاعدة.. والزراعة: لا تدعو للقلق ولا ترتقي إلى الأسراب استنفار كبير شهدته محافظات الصعيد ومحافظة أسوان على وجه التحديد، خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما تعرضت للهجوم من قبَل الجراد الصحراوي للمرة الثالثة فى وقت قصير من هذا العام، وهو ما دفع وزارة الزراعة إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى، بتكثيف أعمال مقاومة أسراب الجراد من خلال نشر فرق المكافحة على مستوى المحافظة، من أجل التصدى للخطر الآتي من إفريقيا والسودان مبكرًا، قبل أن يتكاثر ويخلف وراءه خسائر تقدر بالمليارات، وحتى تتجنب الدولة ما حدث فى الهجمات السابقة التى تعرضت لها من قبَل الجراد، إذ إن مصر لديها تاريخ طويل من الهجوم من قبل الجراد. أسباب الظهور يأتى ظهور الجراد فى هذا التوقيت نتيجة تحسن الظروف البيئية الملائمة لتكاثر الجراد الصحراوي والإفريقي فى مصر، فى هذا التوقيت من العام وبدء موسم التكاثر. يوجد أكثر من 28 عائلة من الجراد تضم في ثناياها أكثر من 20 ألف نوع من الجراد المنتشر في جميع أنحاء العالم، لعل أبرزها الجراد الصحراوي، أسباب الظهور يأتى ظهور الجراد فى هذا التوقيت نتيجة تحسن الظروف البيئية الملائمة لتكاثر الجراد الصحراوي والإفريقي فى مصر، فى هذا التوقيت من العام وبدء موسم التكاثر. يوجد أكثر من 28 عائلة من الجراد تضم في ثناياها أكثر من 20 ألف نوع من الجراد المنتشر في جميع أنحاء العالم، لعل أبرزها الجراد الصحراوي، وهو منتشر بكثرة في المناطق الصحراوية، خاصة في إفريقيا وشبه الجزيرة العربية واليمن وعمان وجنوب غرب آسيا، ويتميز هذا النوع بقدرته على تحمل مشاق السفر لمسافات طويلة، كما أنه يتناسل بكثافة عالية، إذ تضع الأنثى نحو 500 بيضة في حياتها على الأقل. أما الجراد الإفريقي فهو الجراد المهاجر في قارة إفريقيا، والجراد الشرقي المهاجر هو الجراد المهاجر في منطقة جنوب شرق آسيا، والجراد الأحمر هو الذى يعيش في منطقة شرق إفريقيا، والجراد البني يوجد في جنوب إفريقيا، وجراد الأشجار ينتشر في قارة إفريقيا ودول حوض البحر المتوسط، والجراد المصري ينتشر في مصر خاصة. طرق المكافحة المهندس أحمد إسماعيل مدير قاعدة الجراد في أسوان، قال إن الإدارة قامت بإجراء مسح شامل لكل المساحات الزراعية للمناطق التى تم رصد تحرك أسراب الجراد بها خلال الأيام الماضية، وتحديدا فى منطقة الكيلو 16 بمدينة أبو سمبل، مضيفا أن الإدارة اتخذت كل الإجراءات الخاصة بمكافحة الجراد والمتمثلة فى رش المبيدات الحشرية. وأوضح إسماعيل أن ظهور أسراب الجراد الصحراوي والإفريقي فى مصر فى هذا التوقيت يعود إلى مجموعة من العوامل، لعل أبرزها توافر البيئة الخصبة للتكاثر خاصة مع بدء موسم التكاثر الخاص الذى يبدأ خلال فصل الصيف من شهر مايو وحتى شهر سبتمبر، مشيرا إلى أن الإدارة تقوم بمكافحة الجراد من خلال 11 قاعدة جراد بأبو سمبل السياحية. يلتهم الجراد في كيلومتر واحد من السرب نحو 100.000 طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة، فالجرادة تأكل من 1.5 إلى 3 جرامات، والكيلومتر المربع يحتوي على 50 مليون جرادة على الأقل. الزراعة: لا تدعو للقلق الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، قال إن وزارة الزراعة لديها 54 محطة لمكافحة الجراد على مستوى الجمهورية وتم التعامل مع تجمعات الجراد التى تم رصدها خلال الأيام السابقة وتم التعامل معها بشكل فوري فى محافظة أسوان فى المنطقة الغربيةوالجنوبية ومناطق أبو رماد وأبو سنبل وحلايب وشلاتين من أجل القضاء المبكر على أى تجمع للجراد الصحراوي والإفريقي فى أسوان. وأضاف القرش فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "كميات الجراد التى تم رصدها لا ترتقى إلى الأسراب ولا تدعو إلى القلق، وإنما هى تجمعات بسيطة تمت السيطرة عليها بالكامل من خلال إدارة مكافحة الجراد بالمحافظة على أثر التعامل معها على مدار اليومين الماضيين". وأشار القرش إلى أن ظهور مثل هذه التجمعات فى التوقيت الحالي نتيجة وجود بقايا مكافحة الجراد فى مصر والسودان فى الوقت السابق، وما تقوم به وزارة الزراعة مجرد إجراء احترازي لا يدعو إلى القلق ولضمان عدم دخول الجراد في مصر من جديد، مردفا: "تتم مكافحة الجراد ليلا حتى يكون الجراد فى وضع الثبات". وتابع القرش: "الوزارة لديها العديد من المصايد التى ترصد تحركات الحشرات على مستوى الجمهورية ويتم التحرك الفوري من أجل القضاء عليها"، مشيرا إلى أن الوزارة قامت برش أكثر من 12 ألف كيلو بالمنطقة بالمبيدات اللازمة لمواجهة أي وجود للجراد. يذكر أنه توجد 54 قاعدة رئيسية لمكافحة الجراد في مصر، مجهزة بكل المعدات، منها 13 قاعدة رئيسية، و42 فرعية، للمكافحة سواء بالمبيدات، أو الآلات، أو السيارات، ومنها سيارات «دبل كابينة هاى لوكس دفع رباعى»، بمحطات الجراد بالمناطق الحدودية، للمشاركة في عمليات الاستكشاف والمسح، لتمكينها من السير في الأماكن الصحراوية. الوقت المناسب لمكافحة الجراد
ومن جانبه قال عيد حواش المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة السابق، إن مصر يوجد بها العديد من محطات مكافحة الجراد على مستوى الجمهورية، ويكون هناك تخوف دائما من الجراد الآتي من إفريقيا، ومن المدن الساحلية ومن جهة إسرائيل، حيث يكون قريبا جدا من الحدود المصرية. وأضاف "حواش" فى تصريحات ل"التحرير"، أن "مكافحة الجراد أصبحت من الأمور السهلة لدينا، حيث تقوم وزارة الزراعة برصد حلقات الجراد والتعامل معها، ويتم التعامل معها مساءً، لأن الجراد لا يأكل بمجرد أن يهبط من رحلته ولكن يأكل فجرًا، لذلك يتم إمداد الفلاحين بالمبيدات فور رصد حلقات الجراد، وتقوم الوزارة برش المبيدات ليلا باستخدام الطائرات لأنها أسرع وسيلة، ويتم رش مساحات كبيرة جدا فى وقت قياسى، وتقضى على الجماعات بصفة نهائية". وتابع حواش: "كلما كان التعامل مع جماعات الجراد مبكرا كان أفضل لأنه لو تم إهماله ستكون الخسائر جسيمة، ويقضى على الأخضر واليابس وهذا ما قامت به وزارة الزراعة" مضيفا: "أى حشرة تمثل خطورة على الزراعة ولكن من أشد أنواع الجراد خطورة، الجراد الصحراوى، إذ يسبب خسائر مادية جسيمة". محافظة أسوان بها 3 خطوط دفاع لمواجهة الجراد الصحراوي، وهي: قاعدة أبو رماد التي تعد خط الدفاع الأول، وقاعدة الشلاتين، وقاعدة جراد مرسى علم. تاريخ مصر مع الجراد فى السنوات الماضية، تعرضت مصر لعدد من الهجمات من قبل أسراب الجراد، وكانت البداية عام 1954 نتيجة هجوم أعداد كبيرة جدا من الجراد الأحمر على المناطق السكنية والزراعية وخلفت وراءها خسائر كبيرة جدا فى المساحات الزراعية، وكان هذا جزءًا من هجمة إقليمية بين عامي 1954 و1955، إذ تم تسجيل ظهور 50 سربا من الجراد أدت إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة. وتكرر الأمر عام 1968، إذ تعرضت مصر لهجوم من أسراب الجراد الآتية من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر، ولكنها فى هذه المرة لم تخلف الكثير، لأنها كانت مقصورة على المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد. كما هاجم مصر فى عام 1988 ما يقرب من 68 سربا من الجراد الصحراوي بعد عبوره المحيط الأطلنطي والوصول إلى مصر عن طريق منطقة الكاريبى، ولكن الهجوم هذه المرة لم يسفر عن أى خسائر لعدم تجاوزه المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية. وفى عام 2005 شهدت مصر أشد هجوم من قبل الجراد الأحمر، وغزا ما يقرب من 150 سربا من أسراب الجراد القاهرة وتسبب في تدمير أكثر من 50 ألف فدان. وفى عامي 2007 و2011 عادت أسراب الهجوم على مصر آتية من شبه الجزيرة العربية، ولكن نجحت الدولة فى مقاومتها والقضاء عليها دون أن تخلف أي أضرار. آخر الهجمات كانت عام 2013، إذ شن الجراد الأحمر هجومًا من الحدود الجنوبية للبلاد ووصل إلى عدد كبير من المحافظات المصرية؛ مثل البحر الأحمر والغردقة وأم غارب وحلايب وشلاتين، وشرم الشيخ، وفى هذه المرة ترك وراءه خسائر تقدر بالملايين وأثر في السياحة آنذاك.