مغيث: يجب إعلان فشل التجربة ومحاكمة الوزير جنائيًا وماليًا...ونصر: لدينا أزمة فى تطبيق منظومة «التابلت» والنتائج النهائية تؤكد فشل التجربة.. وعبير: تأجيل الامتحانات الحل «عفوا لم يتم التحقق من الرمز الخاص بك».. ساعات عصيبة عاشها 650 ألف طالب وطالبة بالصف الأول الثانوى اليوم مع بداية امتحانات نهاية العام بمادة اللغة العربية، حيث فوجئ الطلاب وأولياء الأمور بتعذر الوصول إلى منصة الامتحانات لأكثر من ساعة من زمن الامتحانات بعد سقوط ال"سيستم" في عدة مدارس على مستوى جمهورية مصر العربية، حيث ظهرت على أجهزة التابلت رسالة مفادها: «عفوا لم يتم التحقق من الرمز الخاص بك»، مما دفع الإدارات التعليمية فى عدد كبير من محافظات الجمهورية إلى وقف الامتحان، واستبدال بالامتحانات الإلكترونية أخرى ورقية. على الرغم من تأكيد جميع القائمين على العملية التعليمية فى مصر، بداية من وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، أن الوزارة استعدت جيداً لامتحان الدور الثانى، وأنها وضعت فى حساباتها جميع العوائق التى من الممكن أن تؤدى إلى سقوط «السيستم» من جديد، حتى لا تتكرر تجربة شهر مارس الماضي وفشل الامتحان على الرغم من تأكيد جميع القائمين على العملية التعليمية فى مصر، بداية من وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، أن الوزارة استعدت جيداً لامتحان الدور الثانى، وأنها وضعت فى حساباتها جميع العوائق التى من الممكن أن تؤدى إلى سقوط «السيستم» من جديد، حتى لا تتكرر تجربة شهر مارس الماضي وفشل الامتحان التجريبي الأول عبر «التابلت»، إلا أن منظومة الامتحان عبر التابلت فشلت فى ثانى اختبار حقيقي لها على أرض الواقع. من الأمور التى تجعل فشل تجربة «التابلت» للمرة الثانية كارثة بكل المقاييس، أن هذا الامتحان هو الأخير لطلاب الصف الأول الثانوى، وسيحدد النجاح والرسوب، بالإضافة إلى تسريب الامتحان الورقي على مواقع التواصل الاجتماعي بنظامها الورقي بعد دقائق من توزيعه على الطلاب. سقوط «السيستم» لم يكن المشهد الوحيد اليوم، حيث قامت بعض المدارس بإجبار الطلاب على أداء الامتحان الإلكترونى بعد أداء الامتحان عن طريق الورقي، بالإضافة إلى عدم استعداد الطلاب لأداء الامتحان عبر النظام الورقي دفعهم إلى عدم اصطحاب الأدوات الخاصة بهم بما فيها الأقلام معهم، وهو الأمر الذى دفع بعض المدارس إلى إخراج الطلاب مرة أخرى من أجل شراء الأقلام وجعل أولياء الأمور أولياء الأمور يخرجون فى الشوارع بحثاً عن أقلام لأبنائهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ويبقى السؤال الأهم بعد تكرار فشل منظومة «التابلت»، ما مصير طلاب الصف الأول الثانوي من حيث النجاح والرسوب، وهل كتب سقوط «السيستم» نهاية منظومة «التابلت»؟ ومتى يعترف وزير التربية والتعليم بفشل تجربة التابلت؟وما المخرج أمام الوزارة؟ الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، قال فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من منظومة التعليم الجديدة وإنقاذ مستقبل طلاب الصف الأول الثانوي يجب على وزير التربية والتعليم أن يخرج اليوم على الملأ ويعلن فشل تجربة «التابلت» ويتحمل نتيجة الأخطاء التى ارتكبها فى حق الطلاب وأولياء الأمور طوال العام، ويعلن العودة إلى الامتحان الورقي على مستوى الجمهورية بداية من الغد حتى يطمئن أولياء الأمور والطلاب. وأضاف مغيث فى تصريحات خاصة ل"التحرير": " يجب على الوزير أن يعترف بأن الوزارة لم تكن مستعدة الاستعداد الكافى لتطبيق هذه التجربة على كل الأصعدة، وأننا بحاجة إلى دراسة التجربة دراسة مستفيضة قبل أن يتم تعميمها". وتابع مغيث: "يجب محاكمة وزير التربية والتعليم على ما حدث جنائيًا وماليًا، وعدم الاكتفاء بإقالته من منصبه فقط، لأنه كبد الدولة خسائر ضخمة وكبد أولياء الأمور خسائر فادحة خلال هذا العام بخلاف الضغط النفسي الذى سببه للطلاب". كانت وزارة التربية والتعليم، أعلنت الاعتماد على الشبكات الداخلية بالمدارس في إيصال الامتحان للطلاب وليس السحابة الإلكترونية المركزية، مؤكدة أن هذه الآلية تضمن وصول الامتحان للطالب دون الحاجة إلى الإنترنت، وتجعل كل مدرسة وحدة مستقلة بذاتها، بحيث إذا وقعت مشكلة تقنية في مدرسة ما، لا تنتقل للمدارس الأخرى. ماجدة نصر عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، أكدت أن هناك 1700 مدرسة كانت تضعها الوزارة تحت قيد التجربة للمرة الثانية بنظام «التابلت»، مع الاستعداد أيضا لإجراء الامتحان الورقي فى جميع المدارس على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن هناك عددا من هذه المدارس لم يتمكن من أداء الامتحان إلكترونيًا، ولكن جميع الطلاب أدوا الامتحان ورقيًا. وأضافت نصر فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "الصف الأول الثانوى سنة انتقالية ويحتاج الطالب إلى النجاح فقط من أجل المرور إلى الصف الثانى الثانوي، وبالتالي لا يوجد ما يدعو للقلق على مستقبل الطلاب"، مضيفة: "النتيجة النهائية لتجربة «التابلت» تؤكد أننا لدينا مشكلة فى تطبيقها، وأنها فشلت للمرة الثانية ولا بد أن نعترف بهذا". وأوضحت نصر: "لدينا أزمة فى تطبيق منظومة «التابلت» سواء فى البنية التحتية أو الشبكات أو السيرفر، والتجربة كشفت أننا ما زلنا متأخرين كثيرا فى هذا الأمر، ولا بد أن يتم تأجيل التجربة بالكامل فترة طويلة إلى أن نتأكد من الاستعداد الكامل لها على كل الأصعدة". وتابعت: "يجب عدم قصر الامتحانات فى التابلت فقط، لذلك لا بد أن يتم تقييم نوعية الأسئلة التى وضعتها الوزارة ومعرفة هل أدت الدور المنوط بها القيام به فى الانتقال من الحفظ والتلقين، إلى الفهم، أم أنها فشلت فى ذلك". وأردفت: "هناك الكثير من المكاسب التى تحقق هذا العام فى المنظومة التعليمية". وشددت على أن الجميع كان يعول على نجاح التجربة حتى تكتمل منظومة التعليم الجديدة خاصة بعد تأكيد الوزارة أنها أخذت جميع الاحتياطات فى الاعتبار حتى لا يتكرر ما حدث فى شهر مارس، مشيرة إلى أن غضب أولياء الأمور والطلاب مقبول ولكن إقالة وزير التربية والتعليم لن تكون مجدية الآن. واستطردت نصر: "إقالة وزير التربية والتعليم ستؤدى بنا إلى دوامة لن نستطيع الخروج منها، ولن يتم تطوير التعليم أبداً، لأن ثقافة المجتمع المصرى قائمة على نسف ما قام به الوزير السابق والبدء من جديد"، مضيفة: "البرلمان سيكون له لقاء مع وزير التربية والتعليم من أجل تقييم التجربة بالكامل". وأكدت وزارة التربية والتعليم أنه تحسبا للظروف الطارئة، فإن جميع مديريات التربية والتعليم، طبعت نسبة 100% من امتحان اللغة العربية، للتحول إليه في حالة الضرورة القصوى، مطالبة الطلاب بالتركيز على نمط الأسئلة الجديد الذي يقيس الفهم وليس آلية وصول الامتحان إليهم. ومن جانبها طالبت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، مطالبة بتأجيل تطبيق نظام الثانوية التراكمية لحين الانتهاء من كل الاستعدادات، بعد فشل تجربة الامتحان الإلكتروني للمرة الثانية هذا العام، وعدم قدرة الطلاب في أداء الامتحان على التابلت. وأضافت عبير، في تصريحات صحفية: "الاتحاد تلقى شكاوى كثيرة من أولياء أمور طلاب أولى ثانوي في عدد كبير من مدارس القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس وقنا والقليوبية والغربية وسوهاج والمنوفية وبني سويف، وغيرها من المحافظات".