انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة في غياب ممثلي الشرعية للتحقق من العملية ومن هويات الجنود الذين سيتمركزون في الميناء، أضر بمصداقية الخطوة أحادية الجانب مسرحية جديدة قامت بها ميليشيات الحوثي التي دائمًا تعتمد على أسلوب "المراوغة" الذي ما زالت تنتهجه حتى الآن، من خلال الإعلان عن انسحابها من موانئ الحديدة وتسليمها قوات تابعة لها، ما يعكس الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها هذه الموانئ. ولم تكن مراوغة الحوثيين في تسليم موانئ الحديدة هي الأولى من نوعها، بل إنهم اعتمدوا على أسلوب التحايل منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في اليمن في سبتمبر 2014. بشكل أحادي الجانب وبعيدا عن إشراك الفريق الحكومي للتأكد والتحقق من الانسحاب وإزالة الألغام، بدأت الميليشيات الحوثية تسليم موانئ الحديدة أمس، لعناصرها الحوثيين. وقام الانقلابيون بتلك الخطوة بعد أن ألبسوا عناصرهم من الميليشيات الزي الرسمي لقوات خفر السواحل اليمنية، ما يعني تكرار سيناريو سابق كان قد رفضه الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، الرئيس السابق للجنة إعادة الانتشار، المكلف من قبل الأممالمتحدة. انسحاب وهمي ميليشيا الحوثي بدأت منتصف نهار أمس في سحب بعض مسلحيها وقام الانقلابيون بتلك الخطوة بعد أن ألبسوا عناصرهم من الميليشيات الزي الرسمي لقوات خفر السواحل اليمنية، ما يعني تكرار سيناريو سابق كان قد رفضه الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، الرئيس السابق للجنة إعادة الانتشار، المكلف من قبل الأممالمتحدة. انسحاب وهمي ميليشيا الحوثي بدأت منتصف نهار أمس في سحب بعض مسلحيها من ميناء الصليف المخصص لاستيراد القمح، بوجود ثلاثة من المراقبين الدوليين، إلا أن غياب ممثلي الشرعية للتحقق من العملية، ومن هويات الجنود الذين سيتمركزون في الميناء بدلا من الميليشيا، أضر بمصداقية الخطوة أحادية الجانب. محافظ الحديدة الحسن الطاهر، اعتبر أن الانسحاب الوهمي يؤكد المؤامرة الأممية في اليمن، حيث قبلت الأممالمتحدة الانسحاب الأحادي، على الرغم من أن القوات الحكومية هي الطرف الرئيسي في القضية، بينما تقرر تأجيل اجتماع الجانب الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار مع كبير المراقبين الدوليين، مايكل لوليسجارد، إلى اليوم الأحد. انتقادات لترامب بعد «فيتو» حرب اليمن وقال محافظ الحديدة إنه بعد بدء الانسحاب أحادي الجانب، الذي أعلنه الحوثيون من موانئ الحديدة "فوجئنا بتاريخ التنفيذ، وكيفية التنفيذ أيضا، الأممالمتحدة تبحث عن حفظ ماء وجهها، بعد فشلها الذريع في تنفيذ هذه الاتفاقية"، مضيفا: "هذه مسرحية هزلية مكملة للمسرحية السابقة، لكن هذه المرة مفضوحة أكثر بمشاركة الأممالمتحدة في ذلك". وحول الخطوات التالية التي يمكن أن تتخذها الحكومة اليمنية، قال طاهر: "نحن ملتزمون بالحل السياسي للأزمة، ولكن إذا ما أصرت الميليشيا على ألاعيبها المفضوحة، فنحن على أهبة الاستعداد للحل العسكري". ووصفت حكومة الرئيس عبد ربه هادي إعلان الحوثيين الانسحاب بأنه "مسرحية"، وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن هذا الإعلان يهدف إلى "تضليل المجتمع الدولي قبل اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" حول اليمن، وفقا ل"رويترز". وفي إطار الرفض الحكومي للانسحاب الأحادي، أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أنه لا يوجد في اتفاق ستوكهولم "انسحاب أحادي"، مضيفا أن "عملية انسحاب الميليشيات الحوثية من الموانئ إن تمت دون إشراف ورقابة لجنة تنسيق إعادة الانتشار وموافقتها ستشكل مخالفة لما تم التوافق عليه خلال الشهور الماضية". وحذر اليماني من تكرار مسرحية الانسحاب الأحادية التي تم تنفيذها سابقا في ميناء الحديدة. كلاكيت ثاني مرة في يناير الماضي، حاولت الميليشيا التلاعب بالأممالمتحدة عبر تسليم ميناء الحديدة إلى متمردين متخفين في ملابس مدنية. أول جلسة للبرلمان اليمني بعد 4 أعوام.. وانتخاب رئيس ورفض حينها الجنرال باتريك كاميرت، عملية التسليم المزيفة، لكن هذه المرة، الأممالمتحدة لم تتحرك قط، بل حرصت على إتمام العملية دون أي تدخل من قبَلها لتوقيف هذه المسرحية، بل رحبت بذلك، ما يعني أن الأممالمتحدة شريكة مع الحوثيين في محاولة ضرب استقرار اليمن. ويرى مراقبون أن الانسحاب الأحادي هذه المرة ليس إلا مناورة استباقية بغطاء أممي، لمحاولة امتصاص الضغوط الدولية التي حددت الأربعاء المقبل مهلة أخيرة أمام الميليشيا لتنفيذ اتفاق الحديدة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن فرحان حق المتحدث باسم الأممالمتحدة، تأكيده بدء عملية الانسحاب التي وصفها المبعوث الأممي مارتن جريفيث بأنها "خطوة أولى". وقال جريفيث: "أنا متفائل، لكن الأمر هش، لدينا ما نفعله لنتأكد أن الحكومة اليمنية راضية". أهمية إستراتيجية تمسك الحوثيين بموانئ الحديدة يعكس الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها هذه الموانئ، حيث تحظى موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، الواقعة في الساحل الغربي من اليمن، بأهمية كبيرة نظرًا لمواقعها الإستراتيجية وتأثيرها فى واردات البلاد. ويعد ميناء الحديدة ثاني أكبر ميناء يمني، وهو بمنزلة "بوابة البحر الأحمر"، وقد أنشئ عام 1961، ويمثل ميناء الحديدة الممر الأول لمختلف الجزر اليمنية، ويستقبل 70 في المئة من واردات البلاد التجارية. ويشكل ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لثلثي سكان اليمن، وكان لإغلاقه أثر كارثي فى الشعب اليمني الذي وصل إلى مشارف المجاعة. واتفق الطرفان المتحاربان بموجب هدنة برعاية الأممالمتحدة على الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. وشكل عرض الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة الخطوة المهمة الأولى لتنفيذ وقف إطلاق النار، وكانت الأممالمتحدة قد ناشدت الطرفين مرارًا السماح بفتح مخازن الميناء التي تحوي كميات كبيرة من الحبوب تكفي لإطعام 3.5 مليون شخص لمدة شهر. ولم يتمكن عمال الإغاثة من الوصول للمخازن لمدة خمسة شهور، وحذرت الأممالمتحدة من إمكانية تلف مخزون الحبوب. أما ميناء رأس عيسى فهو أول ميناء أنشئ وضخ النفط إليه في اليمن، ويمثل نقطة الوصول لخط أنابيب النفط مأرب- رأس عيسى، وهو بمنزلة خزان عائم مؤهل لتحميل وشحن السفن بالنفط الخام، بحسب "سكاي نيوز". ويقع ميناء الصليف شمال غربي مدينة الحديدة، ويتمتع بأهمية كونه يقع على منجم ملح، وهو مجهز لاستقبال السفن العملاقة.