الإفتاء: الفطر في نهار رمضان دون عذر كبيرة من الكبائر.. والنجار: الإفطار عمدًا أمر كارثى وغير مقبول.. ورمضان: ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض شرٌّ من الزاني ومدمن الخمر أكدت دار الإفتاء أن تعمد الفطر في نهار رمضان كبيرة من كبائر الذنوب، وانتهاكٌ لحرمة هذا الوقت العظيم؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللهُ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِن صَامَهُ"، قَالَ الله تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). وأفتت الدار فى فتوى لها أن الفطر في نهار رمضان دون عذر كبيرة من الكبائر، وعلى من فعل ذلك التوبة والندم وعدم فعل ذلك مرة ثانية، وعليه قضاء هذا اليوم، وإن كان الفطر بجماع فعلى الزوج زيادة على القضاء الكفارة بصيام شهرين متتابعين. وقال مركز الأزهر للفتوى، ردا على سؤال «التحرير»، حول حكم من وأفتت الدار فى فتوى لها أن الفطر في نهار رمضان دون عذر كبيرة من الكبائر، وعلى من فعل ذلك التوبة والندم وعدم فعل ذلك مرة ثانية، وعليه قضاء هذا اليوم، وإن كان الفطر بجماع فعلى الزوج زيادة على القضاء الكفارة بصيام شهرين متتابعين. وقال مركز الأزهر للفتوى، ردا على سؤال «التحرير»، حول حكم من أفطر في نهار رمضان؟ أن الله فرض صيام شهر رمضان على المسلمين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}، ولم يستثن الله من ذلك إلا أشخاصا معدودين قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}. وأضاف الأزهر: لقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفطر بغير عذر؛ فعن أبى أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ» وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ قَالَ: "ثُمَّ انْطَلَقَا بِي فَإِذَا قَوْمٌ مُعَلَّقُونَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، قُلْتُ: «مَنْ هَؤُلَاءِ؟» قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ. وأكد الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الإفطار فى رمضان حددته الشريعة الإسلامية من الألف للياء، بأن جعلت هناك حالات يباح فيها للمسلم والمسلمة الإفطار كالمسافر والمريض الذى لا يتحمل مشقة الصيام، وبين كل ما يتعلق بالكفارة للحالات التى أجازت فيها الشريعة الإفطار. وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية ل«التحرير»، أن هناك نوعين من الإفطار فى رمضان، الأول: الإفطار برخصة شرعية وهذا لا حرج فيه، والإفطار عمدا وهو أمر كارثى وغير مقبول شرعا، وذلك لأنه يتجاهل ركنا من أركان الإسلام الخمسة بدون عذر أو مبرر شرعي. وتابع: الإفطار عمدا للمسلمين المؤهلين للصيام جريمة فى حق الشرع الحنيف ومقاصد الشريعة، وجزاؤه كبير عند المولى عز وجل، أسوة بأن ثواب الصيام لا مثيل له، وجزاؤه من قبل الله تعالى كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، فضلا عن وجود باب من أبواب الجنة لا يدخله إلا الصائمون، «باب الريان». وقال الدكتور رمضان عبد الرازق، أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، إن من أفطر في نهار رمضان بدون عذر فقد خالف ركنًا من أركان الإسلام، وذلك لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا. وأضاف رمضان عبد الرازق ل«التحرير»: تارك الصيام عمدًا حسابه شديد عند الله، وفي الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللهُ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ». وتابع: ووصف الإمام الذهبي الإفطار عمدًا في نهار رمضان من الكبائر فقال في كتابه (الكبائر): "وعند المؤمنين مقرَّر أنَّ من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض أنه شرٌّ من الزاني ومدْمِن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنّون به الزندقة والانحلال".