الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سبق أن أعلن عن دخول بلاده بشكل رسمي ساحة الحرب الدائرة في ليبيا بعد بدء عملية عسكرية موسعة تقوم بها قوات حفتر لتحرير العاصمة طرابلس دفع التقدم الذي حققه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في معركة تحرير العاصمة طرابلس التي بدأت منذ شهر، إلى بحث حكومة الوفاق عن حل للخروج من تلك الأزمة والبحث عن منقذ لشعورها بالقلق بعد خسارتها السيطرة على طرابلس. ففي الوقت الذي يواصل فيه الجيش الوطني الليبي تحقيق المزيد من التقدم في معركة طرابلس وإرسال المزيد من التعزيزات إلى محيط العاصمة الليبية للاقتراب من حسم المعركة، أعلنت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج الاستنجاد بحليفتها تركيا لمواجهة تقدم حفتر. وتشهد محاور القتال في طرابلس اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق الوطني، التي بدأت تتراجع في محاور عدة، فيما بدأت قوات الجيش الوطني في تأمين المناطق التي قامت بتحريرها من قبضة الجماعات المتشددة والتنظيمات المتطرفة التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق. ووصل الجيش الوطني وتشهد محاور القتال في طرابلس اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق الوطني، التي بدأت تتراجع في محاور عدة، فيما بدأت قوات الجيش الوطني في تأمين المناطق التي قامت بتحريرها من قبضة الجماعات المتشددة والتنظيمات المتطرفة التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق. ووصل الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر إلى أبواب العاصمة، وتصادمت قواته مع القوات الموالية لحكومة الوفاق، المدعومة من جماعات مسلحة قادمة من مدن عدة غرب البلاد، خصوصاً من مصراتة. تركيا وتغذية الصراع وفي وقت جدد الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري اتهامه لتركيا بالتدخل وتغذية الصراع في طرابلس، إلا أن حكومة الوفاق في محاولة لمواجهة هذه التطورات، أعلنت أنها ستطلب المساعدة من حليفتها تركيا لوقف تقدم الجيش، قال المتحدث باسم حكومة طرابلس مهند يونس إن الحكومة تجري محادثات مع حليفتها تركيا للحصول على مساعدات عسكرية ومدنية وأي شيء مطلوب لوقف الهجوم. حكومة الوفاق الليبية أعلنت عن مساعدة جديدة من تركيا، وقامت بتفعيل اتفاقيات قديمة مع إسطنبول حول التعاون العسكري، وطلبت من الحليف التركي ومن بعض الدول الأخرى الداعمة أمورا جديدة. وقال يونس: "هناك اتفاقيات قديمة مع تركيا، تم تفعيل هذه الاتفاقيات وطلبت منهم أيضا أشياء جديدة وستصل، من تركيا ومن كل الدول الداعمة لحكومة الوفاق". ويشير الجيش الوطني إلى أن هناك خطوطا مفتوحة من تركيا ومالطا جوا وبحرا لدعم مجموعات طرابلس بالسلاح والمقاتلين. مضيفاً أن رحلات جوية مباشرة من تركيا إلى مصراتة تنقل مسلحين من "جبهة النصرة" قاتلوا في سوريا، حسب "العربية نت". إعلان رسمي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سبق أن أعلن عن دخول بلاده بشكل رسمي ساحة الحرب الدائرة في ليبيا بعد بدء عملية عسكرية موسعة تقوم بها قوات حفتر لتحرير العاصمة طرابلس. ولم تكن تركيا بعيدة عن المشهد الليبي، فهي انخرطت فيه بشكل كبير منذ عام 2014. بيد أن الدعم السياسي والعسكري، الذي كان خفياً في جزء منه أصبح اليوم معلناً. نزار مقني الكاتب والمحلل السياسي التونسي المختص بالشأن الليبي، يرى أن الصراع في ليبيا له أطراف متعددة، ويؤكد أن الدعم التركي لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج والقوات المتحالفة معها لم يكن عسكرياً فقط وإنما كان سياسياً أيضاً بمنح الغطاء الدبلوماسي في المحافل الدولية، ما خلق توازناً للرعب بين الشرق والغرب في ليبيا وكذلك في صراع الأجندات السياسية في الشرق الأوسط. ويرى المحلل السياسي أن ما دفع تركيا للإعلان عن موقفها الداعم بهذه الصراحة (لحكومة الوفاق) هو وجود خطاب كامل ومعلن تتبناه دول معينة تدعم حفتر في معركة العاصمة الليبية وهذه الدول مناوئة لتركيا. وربما يكون تعدد أطراف النزاع في ليبيا وتشابك المشهد أحد الأسباب القوية التي أدت لفشل مجلس الأمن في الوصول لقرار بإدانة هجوم قوات حفتر على طرابلس، ليكتفي بالوصول ل"مشروع بيان"، حسب ما نقلت "دويتشيه". ويرى مراقبون أن تدفقات السلاح التركي ليست بجديدة، مشيرين إلى أن دعم تركيا العسكري سوف يذهب بشكل مباشر وأولي إلى كتائب مصراتة وقوات الدرع المشترك الليبية وستكون في الأغلب أسلحة ثقيلة ومضادة للطائرات. ومع هذه التدفقات المتوقعة من السلاح التركي يصعب كثيراً أن تقف الدول الموالية والداعمة لحفتر موقف المتفرج، مما يعني مزيداً من تدفقات السلاح على القوات التي يقودها خليفة حفتر، الأمر الذي يرسم سيناريو خطيرا يهدد مستقبل الأزمة الليبية.