شهدت الانتخابات المحلية في بريطانيا هزائم لكل من حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض الرئيسي، ما يشير إلى غضب الناخبين من المأزق الذي تمر به البلاد بسبب البريكست 59 مقعدًا خسرها حزب العمال البريطاني المعارض في الانتخابات المحلية التي عقدت أمس الخميس، في جميع أنحاء البلاد حتى الآن، إلا أن هذه الخسائر لا تقارن بتلك التي مُني بها حزب المحافظين الحاكم، على الرغم من حصوله على أكبر عدد من المقاعد، لكنها أقل ب534 مقعدًا عما حصده في آخر انتخابات محلية، وتعد هذه النتائج عقابًا من الناخبين المحبطين من مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست"، الذي تعاني منه البلاد بعد نحو ثلاث سنوات من استفتاء الخروج الذي عقدته البلاد في عام 2016. وأشارت شبكة "بلومبيرج" البريطانية إلى أن تفسير هذه النتائج، خاصة خسائر حزب العمال، سيكون المفتاح الذي تستغله رئيسة الوزراء تيريزا ماي، في تأمين الوصول إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتشير النتيجة إلى أن عقد الانتخابات العامة الآن لن يكون في صالح جيرمي كوربين، رئيس حزب العمال، إذ ينقسم وأشارت شبكة "بلومبيرج" البريطانية إلى أن تفسير هذه النتائج، خاصة خسائر حزب العمال، سيكون المفتاح الذي تستغله رئيسة الوزراء تيريزا ماي، في تأمين الوصول إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتشير النتيجة إلى أن عقد الانتخابات العامة الآن لن يكون في صالح جيرمي كوربين، رئيس حزب العمال، إذ ينقسم حزبه بشأن "البريكست"، ولا تزال رسالته للناخبين غامضة. وهو ما يمثل خبرا جيدا لرئيسة الوزراء، التي حددت الأسبوع المقبل موعدًا نهائيا للمحادثات بين الأحزاب بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وألمحت إلى أنها على استعداد للموافقة على الكثير من مطالب حزب العمال، بهدف طرح اتفاق الخروج للتصويت أمام مجلس العموم مرة أخرى، ومحاولة تمريره بأصوات حزب العمال للتعويض عن نواب حزب المحافظين المتمردين. وأفادت استطلاعات الرأي أن أحزاب المعارضة التي تتجه نحو النصر في الانتخابات العامة، دائمًا تحقق نتائج أفضل بكثير في الانتخابات المحلية مما حققه كوربين. حزب ماي يقترب من خسارة 1100 مقعد بالانتخابات المحلية لذلك إذا لم يتمكن كوربين من الفوز في الانتخابات مع انقسام حزبه حول "البريكست"، سيكون عليه تسهيل عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتركيز على الأشياء التي يمكن لحزب العمال الفوز بها، مثل التقشف وعدم المساواة. من جانبه قال جون ماكدونيل، الناطق بلسان حزب العمال والشخصية البارزة في المحادثات مع ماي، إنه تعلم الدرس من هذه الانتخابات، مضيفًا أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أظهر المشكلة". وبعد أن تم تفسير تصريحاته بأنها دليل على أن حزب العمال سيبرم اتفاقا مع ماي، علق ماكدونيل مرة أخرى مؤكدًا أنه كان يعني "نحن بحاجة إلى المضي في حل هذا الأمر بأية طريقة كانت". وأشار جون كورتيس أستاذ العلوم السياسية بجامعة "ستراثكلايد" لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أنه "لا يصوت الناخبون لصالح الأحزاب المنقسمة"، مضيفًا أنه "من الواضح للغاية أن كلا الحزبين أضعف بشكل كبير مما كان عليه قبل 12 شهرا". المملكة تنهار.. أسكتلندا تطلب الانفصال عن بريطانيا وترى الشبكة الأمريكية أن نتيجة الانتخابات المحلية يمكن أن تجعل حزب العمال يخشى التهديد الذي يمثله حزب "البريكست" الذي يرأسه نايجل فاراج، في انتخابات البرلمان الأوروبي، المقرر إجراؤها في 23 مايو. ويستهدف الحزب الجديد الحصول على أصوات الناخبين من حزب العمال، وكذلك من حزب المحافظين. يذكر أن الدوائر التي يسيطر عليها حزب العمال، وصوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، أكثر من تلك التي صوتت لصالح البقاء في استفتاء عام 2016، وهذا هو السبب في دخول كوربين في محادثات مع ماي. ولكن في أعقاب نتائج الانتخابات العامة يوم الخميس، سيتعرض زعيم المعارضة للمزيد من الضغوط بسبب استعداده لمساعدة ماي فى الخروج من الحفرة التي حفرتها بنفسها. خطوط ماي الحمراء في مفاوضاتها مع العمال تضعف موقفها ووصف باري جاردينر، المتحدث التجاري باسم حزب العمال، الوضع بأن الحزب يحاول "إنقاذ" المحافظين، وهي التعليقات التي جعلته في مواجهة عاصفة من النقد على تويتر، لأن مساعدة حزب المحافظين ليست أمرا يقبله الناخبون والناشطون في حزب العمال. وترى "بلومبيرج" أنه من المتوقع أن تمنح المكاسب التي حققها حزب الديمقراطيين الليبراليين، الذين عارضوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي منذ البداية ويريدون إجراء استفتاء ثان، المزيد من الدعم لأولئك الذين يتبنون نفس الأفكار في حزب العمال.