خرج آلاف الأشخاص في تظاهرة أمس في مدينة سيدي بوزيدالتونسية ، احتجاجا على التهميش وتردي الأوضاع المعيشية بعد يومين من حادث سيدي بوزيد الذي راح ضحيته عدد من العاملات. تشهد مدينة "سيدي بوزيد" في تونس مهد الثورة التونسية حالة من الاحتقان الكبرى بعد الحادث المروع الذي شهدته تونس وراح ضحيته 12 عاملة، وأثارت هذه الفاجعة غضب الرأي العام التونسي. وفجر مقتل 12 امرأة في قرية السبالة بسيدي بوزيد، كن يركبن عربة غير مخصصة للنقل في طريقهن للعمل في مجال الزراعة، موجة غضب بين التونسيين. وتنتشر في المناطق الداخلية ظاهرة نقل العاملات في قطاع الزراعة على متن شاحنات صغيرة تفتقر لمقومات السلامة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى حوادث تودي بحياة هذه الطبقة الكادحة. وجابت أمس الاثنين ، مسيرة مختلف شوارع مدينة سيدي بوزيد، عبروا فيها عن حالة الغضب التي تشهدها المدينة التي شهدت ثورة أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على، بسبب استمرار تقصير الحكومة في معالجة قطاع الفلاحة، الذي ما زال مهمشا. وخرج ما يقرب من خمسة آلاف شخص في تظاهرة أمس في مدينة سيدي بوزيد، احتجاجا على التهميش وجابت أمس الاثنين ، مسيرة مختلف شوارع مدينة سيدي بوزيد، عبروا فيها عن حالة الغضب التي تشهدها المدينة التي شهدت ثورة أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على، بسبب استمرار تقصير الحكومة في معالجة قطاع الفلاحة، الذي ما زال مهمشا. وخرج ما يقرب من خمسة آلاف شخص في تظاهرة أمس في مدينة سيدي بوزيد، احتجاجا على التهميش وتردي الأوضاع المعيشية بعد يومين حادث سيدي بوزيد. وتوقفت حركة النقل كليا وأغلقت المدارس والإدارات العامة والمستشفيات ضمن إضراب عام دعت إليه النقابات. ولم تتوفر سوى الخدمات الطبية العاجلة. وردد المحتجون في سيدي بوزيد، وبينهم نساء وأطفال، شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام..نريد العدالة نريد الكرامة" و"الشوارع والصدام حتى يسقط النظام". وجاب المتظاهرون أرجاء المدينة رافعين لافتات تدعو إلى وقف التهميش. «السترات البيضاء» تغزو تونس.. هل تندلع ثورة جديدة؟ وقال محمد الأزهر القمودي، المسؤول الجهوي باتحاد الشغل: "هذا الإضراب هو مساندة لضحايا فاجعة السبالة"، مشيرا إلى التهميش الذي يعاني منه أهالي هذه المنطقة، بحسب "رويترز". وبعد الحادث ازدادت حدة الغضب من الحكومة حول وضعية الطبقات الاجتماعية الهشة والفقيرة التي ازدادت فقراً ، نتيجة سياسات حكومة يوسف الشاهد المتحالفة مع الإخوان وحركة النهضة الإخوانية. وشارك في الإضراب الذي نظمه الاتحاد العام التونسي للشغل أمس (أكبر منظمة نقابية) آلاف المواطنين من محافظة سيدي بوزيد. وأغلقت كل مرافق الحياة من إدارات ومدارس ومعاهد، وسط حالة احتقان كبرى فرضت وجود شاحنات عسكرية.كما خرجت مظاهرات تطالب بضرورة إسقاط حكومة الشاهد المتحالفة مع حزب النهضة الإخواني. وفي تصريحات صحفية قبيل انطلاق المسيرة، وجه لزهر قمودي السكرتير العام الجهوي للاتحاد، رسالة إلى الحكومة مذكرا إياها "بأن سيدي بوزيد هي من أوصلتهم إلى الحكم" في إشارة إلى الثورة التي فجرها محمد البوعزيزي نهاية 2010. رئيس الحكومة يوسف الشاهد أعلن أمس، خلال زيارة إلى منطقة السبالة لتقديم التعازي لأهالي الضحايا، أنه سيعمل على توفير حافلات لنقل العمالة. وخلال الاحتجاجات رفعت العديد من الشعارات المطالبة باستقالة الحكومة والتنمية والتشغيل والحفاظ على كرامة المرأة العاملة والمنددة بتجاهل الحكومة للجهات الداخلية وخاصة القرى، بحسب "العرب اليوم". هذه الحوادث تكررت في الأشهر القليلة الماضية، مما زاد غضب المواطنين المتراكم بسبب غلاء المعيشة وارتفاع البطالة وتدني مستوى الخدمات العامة بشكل ملحوظ منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 2011. ما نود الإشارة إليه أنه من سيدي بوزيد انطلقت شرارة انتفاضات اجتاحت العالم العربي وأطاحت بحكام عدد من الدول العربية، حين أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي، بائع الفاكهة والخضر في ديسمبر 2010 على إحراق نفسه احتجاجا على التهميش والأوضاع الاجتماعية الصعبة، وتجنبت تونس إلى حد كبير الآثار العنيفة لانتفاضات الربيع العربي التي شدتها دول أخرى لازالت تعاني من عدم الاستقرار ، إلا أن الوضع الاقتصادي في تونس بعد الثورة لم يكن علي نفس المستوى السياسي. الإطاحة ب«الشاهد».. كلمة السر وراء إضراب موظفي تونس ويبدو أن 8 سنوات لم تكن كافية لتغيير وجهة المدينة، ولا منوالها التنموي، أو حتى حركة الاقتصاد فيها، فمُنشآتها الحيوية لا زالت كما كانت، سوى بعض الإنجازات الصغيرة؛ كمعمل لتصنيع المنتجات اللبنية، وآخر للأسمنت، وبعض التحسينات في البنية التحتية ، إلا أن المدينة لا زالت تشهد كثير من المعاناة.