حالة من الانقسام انتشرت في أروقة الحزب الديمقراطي بسبب الشروع في إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه عقب الكشف عن تقرير مولر عن التدخل في انتخابات الرئاسة لا تزال أصداء نتائج تقرير المحقق الخاص عن مزاعم التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، روبرت مولر، تفرض نفسها كموضوع رئيسي على الساحة السياسية الأمريكية. التقرير الذي ظهر بعد 22 شهرا من التحقيقات، والمكون من 448 صفحة، خلص إلى أن شبهة التآمر بين حملة ترامب وروسيا غير موجودة، لكنه أدان عددًا من الأشخاص، من بينهم أعضاء في إدارة ترامب، وآخرون من حملته الانتخابية، واتهم ترامب كذلك بعرقلة سير العدالة. وعد الفريق القانوني الخاص بترامب التقرير انتصارا كاسحًا، بينما لا يزال الديمقراطيون يخططون لرد الفعل. وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن نتائج تقرير مولر تركت الديمقراطيين في مأزق، وذلك لأنها رغم عدم إعفائها ترامب من تهمة محاولة عرقلة سير العدالة، فإن التقرير بإعلانه أنه لم يشارك أي أمريكي في التدخل الروسي في الانتخابات، استبعد الشبهة الجنائية الناتجة عن تواطؤ مع الجهات الروسية، الأمر الذي يجعل تطلعات وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن نتائج تقرير مولر تركت الديمقراطيين في مأزق، وذلك لأنها رغم عدم إعفائها ترامب من تهمة محاولة عرقلة سير العدالة، فإن التقرير بإعلانه أنه لم يشارك أي أمريكي في التدخل الروسي في الانتخابات، استبعد الشبهة الجنائية الناتجة عن تواطؤ مع الجهات الروسية، الأمر الذي يجعل تطلعات البعض لعزل ترامب صعبة للغاية. في هذا السياق، صرح زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيني هوير، الخميس الماضي، بأن السعي إلى عزل الرئيس ترامب بعد توابع تقرير مولر سيكون غير مجدٍ، وأضاف كذلك: "بكل وضوح، هناك انتخابات مقبلة بعد 18 شهرا، والشعب الأمريكي سيصدر حكمه". وفي وقت سابق من الشهر الماضي، كانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، قد صرحت لصحيفة "واشنطن بوست" بأن السعي إلى عزل ترامب سوف يسبب الشقاق في البلاد، وأشارت كذلك إلى أن ترامب "لا يستحق كل هذا العناء". وبحسب "سي إن إن" فالعديد من الديمقراطيين يخشون أن يأتي الشروع في إجراءات العزل بنتائج عكسية، خاصة أن الجمهوريين ما زالوا يملكون غالبية المقاعد بمجلس الشيوخ، فضلا عن أنه من الممكن لذلك أن يعزز من فرص ترامب في سعيه لولاية ثانية عام 2020. في المقابل، يخشى البعض الآخر أن الفشل في توجيه اللوم الكافي لترامب بهذا الصدد، سوف يشرعن سلوكه خلال فترة حملته الانتخابية السابقة في عام 2016، وسوف يتجاهل الأدلة القوية التي تقول إنه استخدم سلطاته الرئاسية لإعاقة تحقيق فيدرالي، وهو ما سيظهر الديمقراطيين بمظهر العاجز، غير القادر على الاستفادة من أغلبية مجلس النواب التي يملكها، لا سيما أن فوزهم في التجديد النصفي جاء بعد تعهدهم بتقييد ترامب. تدعم هذا الاتجاه إليزابيث وارين، المرشحة المحتملة في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، إذ أكدت في تغريدات عبر موقع "تويتر" خطورة الوقائع التي يكشفها تقرير مولر، وذكرت كذلك أن "التقرير ذكر أن حكومة أجنبية هاجمت انتخاباتنا في عام 2016، لمساعدة دونالد ترامب، وأن ترامب رحب بتلك المساعدة". وأردفت وارين بأن "على مجلس النواب نتيجة لذلك، بدء إجراءات عزل الرئيس"، مضيفة أن "تجاهل محاولاته المتكررة لعرقلة التحقيق بشأن سلوكه غير النزيه سوف يلحق أضرارا جسيمة بهذا البلد، وسيعني أن هذا الرئيس والرؤساء المقبلين سوف يكونون أحرارا في إساءة استخدام سلطاتهم على نفس الشاكلة". بينما قالت زميلتها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، والمرشحة المحتملة بدورها، كامالا هاريس، إنه رغم اعتقادها أن ترامب عطل سير العدالة، فإنها تريد رؤية دليل قاطع على ذلك، حسبما أفادت الشبكة الأمريكية. ورمى حاكم مدينة ساوث بيند بولاية إنديانا بيتر باتجيج، الكرة في ملعب الكونجرس لتقرير ما إذا كان يجب عزل ترامب من عدمه. وأضاف: "أعتقد أنه ربما يستحق العزل، لكن بما أنني لست من أعضاء الكونجرس الآن، أفضل التركيز على ما أنا جزء منه بالفعل، وهو انتخابات العام المقبل. أعتقد أنه يجب تلقينه هزيمة موجعة من خلال صناديق الاقتراع". وفي معرض تحليلها ردود الفعل الضعيفة على نتائج التقرير من جانب الديمقراطيين، حتى هذه اللحظة، عزت شبكة "سي إن إن" الأمر إلى غياب نخبة الحزب عن واشنطن هذه الأيام، بسبب عطلات عيد الفصح، وقالت الشبكة إن ترامب استفاد من قرار وزير العدل ويليام بار، بنشر التقرير قبلها مباشرة. يذكر أن الكتلة الديمقراطية صاحبة الأغلبية في مجلس النواب قد أعلنت أنها ستناقش ما يمكن اتخاذه بشأن التقرير عبر مكالمة هاتفية جماعية مقرر لها اليوم الإثنين، حسبما أفادت الشبكة الأمريكية.