تقدم «التحرير» سلسلة موضوعات باسم «عظماء إفريقيا»، لإلقاء الضوء على نجوم القارة، الذين تألقوا بالمونديال الإفريقي قبل انطلاق "كان" 2019، الذي تستضيفه مصر في يونيو المقبل عاشت الكرة المغربية فترة ذهبية في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك بعدما وصلت إلى الدور التالي في مونديال المكسيك 1986 في صدارة المجموعة كما وصلت 3 مرات إلى المربع الذهبي في كأس الأمم الإفريقية في تلك الفترة قبل أن تمر بحالة من الفراغ الكبير في بداية التسعينيات بعد اعتزال الجيل الذهبي لتبدأ الجماهير رحلة البحث عن نجم جديد قادر على إعادة الكرة المغربية إلى القمة من جديد وكان لها ذلك في النجم الصاعد مصطفى حجي، والذي سطع نجمه بقوة أثناء وجوده في فريق نانسي الفرنسي. وأقام المنتخب المغربي معسكرًا تدريبيا في فرنسا للاستعداد للتصفيات المؤهلة إلى مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994 وحينها أعجب الجهاز الفني بقيادة عبد الله بليندة وعبد الغني الناصيري بمؤهلات حجي الفنية العالي وأحقيته في تمثيل أسود الأطلس، وهو ما تأكد بعرضه المبهر أمام زامبيا في المباراة التي حجز بها المغرب وأقام المنتخب المغربي معسكرًا تدريبيا في فرنسا للاستعداد للتصفيات المؤهلة إلى مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994 وحينها أعجب الجهاز الفني بقيادة عبد الله بليندة وعبد الغني الناصيري بمؤهلات حجي الفنية العالي وأحقيته في تمثيل أسود الأطلس، وهو ما تأكد بعرضه المبهر أمام زامبيا في المباراة التي حجز بها المغرب بطاقة العبور إلى المونديال والذي شارك به حجي وقدم مستويات جيدة، قبل أن يقدم أفضل ما لديه بقميص المغرب في عام 1998 في مونديال فرنسا بعدما سجل الهدف الأول لأسود الأطلس في شباك النرويج وقدم عرضا آخر مميزا أمام أسكتلندا لتودع المغرب البطولة وفي رصيدها 4 نقاط بعد الخسارة المفاجئة للبرازيل أمام النرويج. وتألق حجي قبلها في كأس الأمم الإفريقية التي أُقيمت في بوركينا فاسو حيث حصد جائزة أفضل هدف في البطولة بفضل مقصيته في شباك المنتخب الوطني ليحصد في ذلك العام جائزة أفضل لاعب في إفريقيا كرابع مغربي يحظى بذلك الشرف بعد أحمد فرس في عام 1975 ومحمد التيمومي في عام 1985 وبادو الزاكي في عام 1986، ودخل حجي في قائمة أساطير الكرة الإفريقية في عام 2011 في حفل كبير نظمه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. ولد حجي في جماعة إفران الأطلس الصغير يوم 16 نوفمبر من عام 1971 وهاجر بعمر العاشرة تجاه فرنسا برفقة أسرته حيث بدأ هناك كرة القدم برفقة نانسي والذي وجد في صفوف الناشئين لديه في العام الأول قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول في عام 1991 وقضى مع الفريق 5 سنوات سجل خلالها 31 هدفًا في 134 مباراة ليرحل في عام 1996 إلى صفوف سبورتنج لشبونة البرتغالي والذي سجل معه 3 أهداف في 27 مباراة ليرحل بعد موسم واحد فقط إلى ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني والذي لم يحقق معه الكثير من النجاحات ليرحل إلى كوفنتري سيتي الإنجليزي في عام 1999 ليلعب حينها إلى جوار مواطنه يوسف شيبو. وبعد هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى في عام 2001 انضم إلى أستون فيلا حيث بقي في صفوف الفريق 3 مواسم لم يقدم خلالها المستوى المأمول وانضم إلى إسبانيول الإسباني في عام 2004 بالمجان قبل أن يقرر الرحيل إلى العين الإماراتي حيث بقي هناك عاما واحدا قبل العودة إلى القارة الأوروبية من جديد عبر بوابة ساربروكين في الدرجة الثانية الألمانية وأنهى مسيرته في الدوري اللكسمبورجي في عام 2010. واقتحم حجي عالم التدريب عبر بوابة أم صلال القطري كمدرب مساعد للمدرب بيرتراند مارشاند في موسم 2012- 2013 قبل أن تتم إقالة الجهاز الفني بالكامل في نهاية الموسم بعد احتلال الفريق المركز الخامس في الدوري وفشله في التأهل إلى دوري أبطال آسيا ومن ثم عين كمدرب مساعد في المنتخب المغربي للمدرب بادو الزاكي قبل انطلاق أمم إفريقيا 2015 قبل أن ينسحب المغرب من تنظيم البطولة بسبب تفشي وباء الإيبولا حينه، ويقرر الاتحاد الإفريقي استبعاد المغرب من المشاركة في البطولة. عمل مصطفى حجى محللاً ل"يوروسبورت" خلال كأس إفريقيا 2008 بغانا، كما عين سفيرا لكأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 إلى جانب جورج وياه وعبيدي بيليه وروجيه ميلا وعلق حجي على هذا الاختيار قائلا "قد كان أمرا مؤثرا جدا ولكن هناك الكثير من اللاعبين الجيدين في إفريقيا وتساءلت لماذا اختاروني". ويعتبر حجي المتواضع والشقيق الأكبر ليوسف حجي، مهاجم نانسي الفرنسي، أحد أفضل اللاعبين في تاريخ المغرب الغني بالنجوم وسجل 13 هدفا خلال مشاركاته مع منتخب بلاده، وحينها استعاد حجي أيام المجد بالمشاركة في مونديال الولاياتالمتحدة مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم قائلًا "لقد كانت نقطة تحول بالنسبة لي". كان حجي حينها في الثانية والعشرين من عمره وقد أنهى حينها موسمه في الدرجة الثانية مع نانسي كما كان قد أعلن قبل 12 شهرا ولاءه لمسقط رأسه المغرب، وعدم رغبته في تمثيل المنتخب الفرنسي. وعلّق حجي على الوضع حينها قائلا "المنافسة كانت قوية ضمن المنتخب الفرنسي. في كل الأحوال، لطالما كان المغرب في قلبي رغم أني أمضيت مسيرتي في فرنسا". ورغم مرور 15 سنة على مغامرته الأمريكية، لم ينس حجي أبدا أهمية هذه المشاركة على صعيد تثقيفه الكروي "لقد اعتدت اللعب أمام جمهور من 5 آلاف متفرج ولكن هناك كان يشاهدني 100 ألف متفرج. لقد كان عالما مختلفا. كأس العالم وضعتني في مرتبة جديدة ولا يحصل الجميع على فرصة أن يلعب في بطولة بحجم كأس العالم وهو في الثانية والعشرين من عمره". وعن الهدف الذي سجله في مباراة النرويج في مونديال فرنسا 1998 قال حجي لموقع الفيفا "لم تخسر النرويج في 16 مباراة وكانوا قد تأهلوا الى النهائيات بأسلوب مميز وبالتالي كانوا المرشحين للفوز. ركضت والكرة تحت قدمي حوالي 60 مترا قبل أن أسجل. لقد كان أحد أكثر الأهداف إثارة مع المنتخب الوطني إلى جانب آخر سجلته ضد مصر في كأس الأمم الإفريقية خلال ذلك العام، وجاء في الدقيقة الأخيرة بتسديدة خلفية، مما سمح لنا بالتأهل إلى ربع النهائي". ويشتهر حجي أيضًا بمشاركاته في الأعمال الخيرية من خلال استثماره في المغرب لمساعدة مواطنيه على تجنب الفقر كما يعد من أكبر الداعمين لمكافحة العنصرية.