إميليا كلارك، التي عرفناها ب"أم التنانين" في Game of Thrones، كانت تحلم بالتمثيل منذ أن كانت في الرابعة، لكنها لم تظن أبدًا أن مسيرتها الفنية قد تنتهي فور بدايتها. بشغف كبير، يتابع الملايين حول العالم الموسم الثامن والأخير من Game of Thrones، وأخبار أبطاله، ومنهم إميليا كلارك، التي لفتت أنظار الجميع بالأمس، خلال حفل مجلة TIME الأمريكية، الذي نظمته من أجل تكريم 100 شخصية الأكثر تأثيرًا حول العالم. وبالإضافة لشهرتها الطاغية، فقد انتبه إليها الجمهور المصري أكثر بعدما التقط لها صورًا مع نجم نادي ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر، محمد صلاح، ليبدأو في البحث عن تفاصيل حول حياتها، التي لا يظهر لنا سوى جانب واحد منها، وهي حينما تطل علينا في "صراع الوحوش" بشخصية دنيرس تارجارين، أو "أم التنانين" كما يطللق عليها. الممثلة البريطانية روت لمجلة The New Yorker الأمريكية، تفاصيل عن حياتها لم يكن يعلم الجمهور الكثير حولها، متناولة مرحلة حرجة في حياتها، وهي إصابتها بمرض تمدد الأوعية الدموية في المخ، خلال تصوير أول موسم لGame of Thrones، بينما كانت تتمرن في "الجيم"، حيث تفاجأت بصداع قاسٍ وكأن هناك فرقة تعزف "ميتال" كلارك، التي لم تكد تبدأ مسيرتها الفنية، واجهت أزمة عصيبة، ظنت بعدها أنها لن تستطيع المواصلة، لكن قبل الكلام حول هذه الأزمة، عادت "إميليا" بذاكرتها إلى فترة الطفولة، حينما كان والدها يعمل مهندس صوت لدى شركات الإنتاج، ويشارك في تصميم الموسيقى التصويرية للفيلم الكلاسيكي West Side Story، وفيلم Chicago، حيث اصطحبها معه إلى مواقع التصوير، كونه يعلم مدى حبها للفن والتمثيل، فرغم أنها كانت طفلة شقية، إلا أن وجودها في مواقع التصوير كان يصيبها بالخرس، فتقف صامتة ومبهورة تمامًا، تتأمل طاقم العمل، كل يؤدي مهمة مختلفة بمنتهى النظام، إلى أن ينتهي التصوير فتقف لتصفق كما المجانين. مرت حياة "كلارك" المهنية بمراحل كثيرة، ففي البداية منيت بفشل ذريع، ولم تجد أي فرص، وقررت أخذ فترة راحة بعد إنهاء المرحلة الثانوية، عملت فيها "جرسونة" وسافرت للتجول في آسيا، إلا أنها لم تفقد حلمها بالتمثيل، وأخيرًا تبسم الحظ بحصولها على تجربة أداء لمسلسل تنتجه HBO يطلق عليه Game of Thrones، يبحثون فيه عن ممثلة شقراء جميلة لأداء شخصية دينيريس تارجيريان، ورغم خوف "كلارك" من الفشل مجددًا، إلا أنها خاضت التجربة، وفي نهاية أدائها للدور طلب منها القيام برقصة، فأدت رقصة الدجاجة، لتفوز بالدور، غير مدركة ما يخبئه لها القدر. بنرشحلك (بطلة «Game Of Thrones» تنهار في البكاء لهذا السبب) عن ما إذا كانت تشبه شخصيتها في المسلسل، أجابت بأنه لا يوجد أي تشابه بينهما على الإطلاق، ف "دينيريس" شخصية جادة جدًا، يصعب أن تمزح أو تضحك مع الآخرين، أو حتى تفهم الدعابة، على عكسها، فهي اشتهرت بخفة ظلها في الوسط الفني، وظهورها الخفيف في اللقاءات التليفزيونية، وتلاعبها المضحك بحواجبها. قد يهمك قراءة (ثروات أبطال صراع العروش.. عائلة لانيستر في الصدارة) تتحدث "كلارك" عن فترة مرضها، قائلة: "كنت أشعر بالخوف الشديد حيث اكتشفت أني مصابة بمرض خطير في المخ، قد ينهي حياتي تمامًا، في حالة ما تسبب في تعرضي لجلطة". وفي عمر ال24، خضعت "إميليا" لأول عملية علاج لتجلط الأوعية الدموية في دماغها، ورغم خوفها الشديد من الموافقة على إجرائها، إلا أن تشجيع عائلتها لها، وخوفها من الموت، كان عاملًا قويًا دفعها إلى الموافقة، لكنها أصرت على إخفاء مرضها. حاولت "كلارك" أن تقتل نفسها بسبب آلام المرض غير المحتملة، إلا أن مساعدة والديها لها، ورؤيتها المرضى الآخرين حولها في المستشفى يعانون أكثر منها، بعضهم يحالفه الحظ ويعيش يوم آخر، وآخرون لا يتمتعون بنفس الحظ، جعلتها تراجع نفسها في هذا القرار، ومنذ تلك اللحظة تعتبر نفسها محظوظة كل يوم أنها على قيد الحياة، وتحاول أن تعيش كل يوم بيومه، وتتمتع بنجاح المسلسل الذي تشارك في بطولته، ويعرض الجزء الثامن والأخير من "جيم أوف ثرونز" 14 أبريل المقبل.