اصطدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعديد من الملفات التي يجب عليه إغلاقها قبل المضي قدمًا في الدخول بمشروعات ضخمة بقارة إفريقيا بالمستقبل القريب منذ عامه الأول في السلطة، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده مطالبة باستعادة دورها الحيوي والتاريخي في حياة شعوب القارة الإفريقية، وهو الأمر الذي جعله يضع بشكل رئيسي هذا الهدف نصب عينيه خلال العامين الماضيين. وعلى الرغم من وضوح أهداف فرنسا فيما يتعلق بالوجود القوي في إفريقيا، فإن ماكرون اصطدم بعدد من الملفات المفتوحة، والتي يجب عليه إغلاقها قبل الشروع في أي توسعات اقتصادية أو سياسية داخل القارة السمراء خلال السنوات القليلة المقبلة بشكل رئيسي. صحيفة الجارديان البريطانية ألقت الضوء على العراقيل التي يواجهها ماكرون في مساعيه لتمهيد الطريق لفرنسا لاستعادة وجودها التاريخي في القارة السمراء، حيث وضح أن بعض الملفات التاريخية مثل مذبحة رواندا وتهريب الآثار الإفريقية لا تزال ملفات مفتوحة بقوة على طاولة التعاون بين باريس والقارة. إعادة الآثار.. آخر صحيفة الجارديان البريطانية ألقت الضوء على العراقيل التي يواجهها ماكرون في مساعيه لتمهيد الطريق لفرنسا لاستعادة وجودها التاريخي في القارة السمراء، حيث وضح أن بعض الملفات التاريخية مثل مذبحة رواندا وتهريب الآثار الإفريقية لا تزال ملفات مفتوحة بقوة على طاولة التعاون بين باريس والقارة. إعادة الآثار.. آخر فواتير استعمار فرنسا لإفريقيا واستقر الرئيس ماكرون على تشكيل لجنة من المؤرخين والباحثين للتحقيق بشأن دور فرنسا في الإبادة الجماعية برواندا قبل 25 عامًا، حيث لا تزال الاتهامات بالتواطؤ في مقتل ما يقدر بنحو 800 ألف شخص تفسد العلاقات الدبلوماسية بين كيجالي وباريس. وقال الرئيس الفرنسي إن لجنة الخبراء ستنظر في محفوظات الدولة وأرشيفها التاريخي، بما في ذلك الوثائق الدبلوماسية والعسكرية، وستصدر تقريرًا علنيًا فيما بعد إتمام عملها، وهو القرار الذي جاء بعد اجتماع ماكرون مع ممثلي جمعية الناجين من الإبادة الجماعية الرواندية في الإليزيه، وهي المرة الأولى التي يعقد فيها زعيم فرنسي مثل هذا الاجتماع. وقال الإليزيه إن اللجنة ستفحص النشاط الفرنسي في رواندا في الفترة من عام 1990 إلى 1994، وذلك بغرض "المساهمة في فهم ومعرفة أفضل للإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد". وتعرض ماكرون لانتقادات بسبب رفضه دعوة لحضور تجمع في نهاية هذا الأسبوع في كيجالي للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمذبحة الروانديين، ومعظمهم من الأقليات التوتسي. الصين تنافس فرنسا في مستعمراتها الإفريقية السابقة نهج ماكرون استمد إصراره الواضح على وصف نفسه بأنه وجه جيل جديد من السياسيين الفرنسيين الذين لا يملأهم ماضي البلاد الغامض في إفريقيا، وفي العام الماضي، اعترف ماكرون لأول مرة بأن فرنسا مارست التعذيب المنهجي خلال حرب الاستقلال الجزائرية. ووفقًا لصحيفة الجارديان، فإن لحظات الوضوح التي أعلنها ماكرون حول دور فرنسا في إفريقيا، دفعت بعض البلدان مثل رواندا للتفكير في إمكانية الاستفادة من هذا التوجه لعقد مصالحة مع باريس. وفي ملف آخر لا يزال مفتوحًا في علاقات فرنسا بإفريقيا طالب الرئيس الفرنسي بإعداد تقرير عن آلاف الأعمال الفنية الإفريقية في المتاحف الفرنسية، خاصة تلك التي أُخذت دون موافقة تلك البلدان خلال الفترة الاستعمارية ليتم إعادتها إلى القارة السمراء. وقال مؤلفو التقرير، الذين تضمنوا الكاتب السنغالي والخبير الاقتصادي فيلوين سار والمؤرخ الفرنسي بينيديكت سافوي: "حال لم يثبت أن الأشياء تم الحصول عليها بصورة مشروعة، فإنه تجب إعادتها إلى إفريقيا بشكل دائم وليس على سبيل الاستعارة". فرنسا لبريطانيا: «ادفعوا مليوني جنيه إسترليني لتساعدونا في حربنا بمالي» وحسب الصحيفة البريطانية، فقد أوصى مؤلفو التقرير بتغيير القانون الفرنسي للسماح بإعادة الأعمال الثقافية إلى إفريقيا، وذلك بعد أن أعلن ماكرون أنه يرغب في بدء العمل بهذا الملف في غضون خمس سنوات. ويسعى الرئيس الفرنسي لتقديم نفسه في صورة مغايرة عما عرفته القارة السمراء عن السياسيين في باريس، وهو الأمر الذي قد يمهد الطريق لمزيد من التعمق داخل القارة على المستويين الاقتصادي والإستراتيجي.