أعلن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، أمس الخميس، انطلاق عملية تحرير عاصمة البلاد، طرابلس، الأمر الذي أثار قلقا بالغا بين دول العالم، التي طالبت بالتهدئة «لبيك طرابلس لبيك طرابلس» بهذه الكلمات أعلن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، انطلاق عملية تحرير طرابلس، عاصمة البلاد. وأضاف حفتر في رسالة للجيش المرابط على تخوم طرابلس: «نستكمل بعون الله مسيرتنا الظافرة، مسيرة الكفاح والنضال، ونستجيب لنداء أهلنا في عاصمتنا الغالية، كما وعدناهم، وقد بلغ بهم الصبر المنتهى». دعوات حفتر أثارت حالة من القلق الدولي، دفعت بريطانيا إلى طلب عقد جلسة طارئة بمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في ليبيا، كما ناشدت مصر جميع الأطراف ضبط النفس ووقف التصعيد، فماذا يحدث في ليبيا الآن؟ تطور الأحداث منذ أن سقط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، تعيش ليبيا في حلقة من الفوضى السياسية والعسكرية المستمرة، حيث سيطرت مئات الميليشيات على البلاد، و3 حكومات متنازعة على السلطة. واليوم، تمر ليبيا بمفترق تاريخي، بعد أن أعلن المشير خليفة حفتر عن انطلاق حملة لتحرير العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها تطور الأحداث منذ أن سقط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، تعيش ليبيا في حلقة من الفوضى السياسية والعسكرية المستمرة، حيث سيطرت مئات الميليشيات على البلاد، و3 حكومات متنازعة على السلطة. واليوم، تمر ليبيا بمفترق تاريخي، بعد أن أعلن المشير خليفة حفتر عن انطلاق حملة لتحرير العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني. وتأتي حملة حفتر لتحرير طرابلس بعد أن تمكنت قواته من السيطرة على جنوب ليبيا والآبار النفطية المهمة هناك، في حملة عسكرية شنها، في يناير الماضي، وأعلن أن تلك الحملة تهدف للقضاء على "الإرهابيين" والتنظيمات المسلحة الإجرامية. وحصل حفتر على دعم محلي من سكان الجنوب، وتمكنت قواته من الاستيلاء على مدينة سبها الجنوبية الاستراتيجية وحقل نفط رئيسي، دون قتال. وبعد أن فرض الجيش الوطني الليبي سيطرته على الغرب والوسط، مثلما سيطر على منطقة فزان في الجنوب الغربي، لم يبقَ أمامه غير السيطرة على طرابلس العاصمة. وظهرت بوادر معركة تحرير طرابلس، أول من أمس، الأربعاء، بعد تحريك قوات عسكرية ضخمة نحو الغرب الليبي، تهدف إلى تحقيق حلم توحيد تراب الدولة لإنهاء الانقسام. ووقعت معارك قرب مدينة غريان جنوبيطرابلس بين الجيش الوطني الليبي والقوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، الذي أعلن "النفير العام" في صفوف قوات الشرطة والتشكيلات العسكرية. ودفعت مدينة مصراتة بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى طرابلس، في الوقت الذي أغلقت فيه حكومة السراج المعترف بها دوليا، كل المنافذ والمداخل المؤدية إلى طرابلس، وفقا لما قالته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". جماعات مسلحة تتوجه لطرابلس لمواجهة قوات حفتر وتمكن الجيش الوطني الليبي من السيطرة على بلدة غريان التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن العاصمة، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، قوله إن تلك القوات "أمّنت مدينة غريان بشكل كامل، ووصلت إلى منطقة الهيرة لتنفيذ الخطة (ب) من العمليات". وفي الوقت نفسه، قال مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" الفرنسية، إن قوات حفتر قد انسحبت اليوم الجمعة، من نقطة تفتيش رئيسية على بعد أقل من 30 كيلومترا من طرابلس. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الجماعات المسلحة من بلدة الزاوية الساحلية غرب طرابلس، استعادت القاعدة بعد "تبادل قصير لإطلاق النار". وأكد مصدر خاص لشبكة "روسيا اليوم" أن اشتباكات عنيفة تدور في منطقة وادي الهيرة جنوب مدينة العزيزية، بين قوات تابعة للمجلس الرئاسي، وأخرى للجيش الوطني الليبي. وأوضح المصدر أن الاشتباكات العنيفة اندلعت بعد وصول تعزيزات من طرابلس للقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، مشيرا إلى أن هذه القوات تضم تشكيلات عسكرية من الزنتان ومن غريان، إضافةً إلى ثوار طرابلس والنواصي. ولفت المصدر إلى أن قوات المجلس الرئاسي تتمركز داخل أحياء وشوارع مدينة العزيزية الاستراتيجية، مضيفا أن المنطقة تحت سيطرة وحدات تابعة لحكومة الوفاق الوطني منذ عام 2017. ومن جانبها، رحبت القوى المدنية والاجتماعية والعسكرية في الزنتان، اليوم الجمعة، خلال بيان مشترك، بتحركات الجيش الليبي نحو المنطقة الغربية ودخول طرابلس. وقال البيان إن القوى ترحب بالجيش الليبي من أجل تخليص هذه المناطق "من كل أشكال الإرهاب الذي احتكر مقدرات وحاجات المواطن وأوقف مشاريع التنمية، ونشر الفساد والجريمة والميليشيات المسلحة في كل مؤسسات وأجهزة الدولة" بحسب تعبير البيان. «حفتر» يعلن انطلاق عملية تحرير طرابلس.. ورسالة للجيش قلق دولي واندلعت هذه الأزمة خلال زيارة أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العاصمة طرابلس، حيث التقى مع السراج، وناقشا الأوضاع في ليبيا. وقالت شبكة روسيا اليوم، إن جوتيريش وصل، اليوم الجمعة، إلى بنغازي آتيًا من طرابلس بحثًا عن التهدئة في ظل تأزم الأوضاع في ليبيا. ومن المنتظر أن يتوجه جوتيريش إلى منطقة الرجمة في شرق مدينة بنغازي، للاجتماع مع القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر. وكان الأمين العام للمنظمة الأممية قال في مؤتمر صحفي بمصر: "هدفنا بسيط، ويتمثل أولا في تجنب أي مواجهات كبيرة قد تؤدي إلى ظروف تزعزع استقرار الوضع في ليبيا". وشدد على أهمية توحيد "المؤسسات الليبية، من البرلمان الوطني والمجلس الرئاسي والحكومة ومجلس الأمن الوطني"، معربا عن تمنياته بأن "يكون النقاش الذي دار بين فائز السراج وخليفة حفتر في أبو ظبي خطوة مهمة لضمان ذلك". الوضع في ليبيا لم يثِر قلق جويتريش وحده، حيث أعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس الخميس، عن بالغ قلقها من الاشتباكات التي اندلعت في عدد من المناطق الليبية. وأكد البيان موقف مصر الثابت والقائم على دعم جهود الأممالمتحدة والتمسك بالحل السياسي خيارًا وحيدا للحفاظ على ليبيا وضمان سلامة ووحدة أراضيها. وفي السياق نفسه، يعتزم مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، عقد جلسة مشاورات عاجلة، تتناول التطورات الميدانية الأخيرة في ليبيا. معركة شرسة في طرابلس لإنهاء الانقسام الليبي
وقالت البعثة البريطانية الدائمة لدى الأممالمتحدة إن "المملكة المتحدة دعت لعقد اجتماع لمجلس الأمن، لإجراء مشاورات خاصة بشأن الوضع في ليبيا". وأضافت أن "غسان سلامة، الممثل الخاص ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، سيقوم بإطلاع أعضاء المجلس على الوضع الحالي". ومن جانبها عبرت كل من فرنسا وإيطاليا والإمارات وبريطانيا وأمريكا عن قلقها البالغ بشأن الأوضاع في ليبيا، وحثت في بيان مشترك، نشرته الخارجية الأمريكية مساء الخميس، على وقف "التصعيد" في ليبيا "فورا". وفي الوقت نفسه دعا الكرملين إلى تجنيب ليبيا المزيد من إراقة الدماء، وضرورة التوصل إلى تسوية بالوسائل السياسية السلمية، مؤكدا أن موسكو لا تشارك بأي شكل من الأشكال في دعم تحركات الجيش الليبي. ونقلت شبكة "روسيا اليوم" عن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله: "نراقب عن كثب تطورات الوضع في ليبيا، وفي رأينا الأمر الأهم هو ألا تؤدي أي تحركات لإراقة مزيد من الدماء في البلاد". وردا على سؤال عن ما إذا كانت موسكو تدعم التحركات الأخيرة لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، قال بيسكوف: "لا نشارك في ذلك بأي شكل من الأشكال".